عززت روسيا السبت دفاعاتها في منطقة خيرسون وكثفت قصفها على العديد من المواقع الأوكرانية، وبينما ندد الاتحاد الأوروبي بما وصفه بإرهاب الكرملين الأعمى، شنت القوات الأوكرانية هجمات صاروخية على أحياء بمنطقة دونيتسك الخاضعة لسلطات موالية لموسكو.
وقالت السلطات الأوكرانية في أوديسا إن قواتها أسقطت السبت صاروخين روسيين استهدفا المقاطعة انطلاقا من شبه جزيرة القرم الخاضعة لسيطرة روسيا منذ 2014.
وأفاد مراسل الجزيرة في مقاطعة خيرسون باستمرار تبادل القصف المدفعي بين القوات الأوكرانية والروسية على طول ضفتي نهر دنيبرو. كما أفادت السلطات الأوكرانية في المقاطعة باستمرار القصف الروسي على المدينة والبلدات الواقعة على خط التماس.
وقالت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية إن القصف الروسي استمر على مرافق البنية التحتية في مقاطعات ميكولايف وأوديسا وزاباروجيا ودنيبرو جنوب البلاد. وأشارت إلى انقطاعات حادة في الكهرباء والماء في تلك المقاطعات إضافة إلى خيرسون.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الروس يواصلون تعزيز خطوط دفاعهم عند حدود منطقة خيرسون وشبه جزيرة القرم.
وأضافت أن القوات الروسية بدأت تسحب بعض وحداتها من كاخوفكا ونوفا كاخوفكا من منطقة خيرسون إلى مناطق أخرى، متحدثة عن مزيد من الانسحابات الروسية من المقاطعة الجنوبية بحلول نهاية العام، على حد قولها.
وأكدت أوكرانيا أيضا مقتل 3 مدنيين وإصابة 13 آخرين في قصف روسي على دنيبرو جنوبا.
وفي دونيتسك، أفادت مراسلة الجزيرة أن المدينة تعرضت صباح اليوم لقصف أوكراني مكثف استهدف أحياءً عدة، ونقلت عن السلطات المحلية وقوع أضرار في المنازل نتيجة القصف.
وأحصت السلطات سقوط قتيل و7 جرحى في القصف الأوكراني تعرضت له مقاطعة دونيتسك خلال الساعات الماضية.
ونقلت وكالة تاس عن السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك أن القوات الأوكرانية قصفت مناطق متفرقة في المقاطعة بـ 10 صواريخ من نوع غراد.
وأمس، قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية شنت الجمعة هجوما صاروخيا، وصفته بالأوسع والأعنف منذ بدء الحرب، على مدن ومقاطعات أوكرانية، منها العاصمة كييف.
وقد استهدفت تلك الضربات بالأساس البنية التحتية للطاقة.
وفي أول تعليق له على الهجوم الروسي، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن “لجوء روسيا إلى القصف الصاروخي المكثف لن يغير ميزان القوى في الحرب”.
وأشار زيلينسكي إلى أنه سيعمل مع الشركاء الأوروبيين على فرض عقوبات على موسكو تفضي لإنهاء الحرب، محذرا من أنه لا تزال لدى روسيا كميات كافية من الصواريخ لتوجيه ضربات هائلة، وفق تعبيره.
بدوره، ندد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالهجوم الروسي الكثيف، واصفا إياه بـ”إرهاب الكرملين الأعمى” مشيرا إلى ارتكاب جرائم حرب، حسب قوله.
وقال بوريل -في بيان- إن “هذه الهجمات الوحشية وغير الإنسانية تهدف إلى مفاقمة المعاناة الإنسانية وحرمان السكان الأوكرانيين وأيضا المستشفيات وخدمات الطوارئ وخدمات أخرى أساسية من الكهرباء والتدفئة، إنها همجية وتشكل جرائم حرب، يجب محاسبة جميع المسؤولين عنها”.
وكان المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات قد أكد أن الهجمة الصاروخية الروسية التي استهدفت عددا من مقاطعات البلاد تمت بنحو 60 صاروخا أطلقت من بحر قزوين والبحر الأسود.