شعور باليأس وتوقعات بحرب طويلة.. خبراء يفسرون التصعيد الروسي في أوكرانيا والتحضير لعملية واسعة
في سياق تصعيد للقصف الروسي على أوكرانيا، أعلنت كييف حالة التأهب الجوي في عموم البلاد، وأكدت أن روسيا استهدف أوكرانيا خلال الساعات الماضية بنحو 163 صاروخا، كما حذرت من أن موسكو تحضر لعملية واسعة ضدها في بداية العام القادم.
وتقول إحصائيات أوكرانية إن موسكو أطلقت نحو ألف صاروخ وطائرة مسيّرة منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما جعل الجيش الأوكراني يعلن حالة التأهب الجوي في عموم البلاد، ويحذر مما سماها موجة هجمات روسية جديدة.
ماذا تريد روسيا؟
وعن الهدف من تكثيف روسيا لهجماتها، أوضح الكاتب والمحلل السياسي أندريه أونتيكوف -في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر”- أنه سعيٌ لإجبار الطرف الأوكراني لاستئناف المفاوضات، موضحا أنه قبل اللجوء لضرب البنية التحتية كانت روسيا تعتقد بأن تواصل سلسلة العمليات القتالية يمكن أن يؤدي بالطرفين إلى طاولة المفاوضات.
ولكن بعد أن رفضت أوكرانيا “الاحتكام إلى الحوار وتجاوزت كل الخطوط الحمراء الروسية”، لجأت موسكو إلى تكثيف ضرباتها وربما تلجأ لقطع كل إمدادات الكهرباء للجيش الأوكراني حتى تجد كييف نفسها مضطرة للحوار.
وفي تفسير مغاير للتصعيد الروسي، أرجع دونالد جنسن الدبلوماسي الأميركي السابق في موسكو الأمر إلى ما سماه الأداء “السيئ” للقوات الروسية، حيث قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدمير أوكرانيا بأكملها وهو ما يعكس سوء خطة القيادة في موسكو وسوء أداء قواتها مقابل قوة وفعالية الجيش الأوكراني.
كما أوضح أن 80% من المسيّرات الروسية تسقطها قوات الدفاع الجوي الأوكرانية، معتبرا أن الخطة الأساسية لروسيا أخفقت، وبدلا من التراجع، تقوم موسكو بشن هجوم مكثف، وهو ما اعتبره جنسن مؤشرا على الشعور باليأس ومحاولة تحقيق أهداف أخرى، مشددا على أن هذه الإستراتيجية لن تدفع بأوكرانيا في طريق المفاوضات.
قصف مستمر
وفي تصريحات رسمية، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها صدت هجمات روسية على أكثر من 20 بلدة في مقاطعة دونيتسك، وإن نحو 25 قرية أخرى في محيط مدينة باخموت، تعرضت لقصف روسي كثيف.
وفيما يخص قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية، قالت الهيئة إن القصف الروسي استمر على مرافق البنية التحتية في مقاطعات ميكولايف وأوديسا وزاباروجيا ودنيبرو.
كما أضافت السلطات الأوكرانية أن دفاعاتها الجوية أسقطت صاروخين روسيين، أطلقا من شبه جزيرة القرم. أما في خيرسون، فأفاد مراسل الجزيرة باستمرار القصف المدفعي المتبادل بين القوات الأوكرانية والروسية، على طول ضفتي نهر دنيبرو.
وفي زاباروجيا، شمال خيرسون، قالت السلطات الموالية لروسيا، إنها بدأت إنشاء قبة فوق مرفق تخزين النفايات النووية في محطة زاباروجيا النووية، بهدف حمايتها من هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية على حد قولها.
في الأثناء أكدت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ ما وصفتها بضربات جوية وبحرية عالية الدقة، قالت إنها عطلت إمدادات التسليح الغربي لأوكرانيا، وذلك في ظل الحديث المتزايد عن موافقة واشنطن على إمداد كييف بنظام الدفاع الجوي باتريوت.
حرب طويلة
وبموازاة تحذيرات أوكرانية من عملية واسعة تنوي روسيا شنها هذا الشتاء، قال ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الناتو إن حرب روسيا على أوكرانيا قد تستمر لفترة طويلة، لكنها ستنتهي على طاولة المفاوضات وفق رأيه.
ودعا ستولتنبرغ إلى عدم التقليل من شأن روسيا، لكونها تخطط لعملية عسكرية طويلة، وفق تعبيره، كما شدد على ضرورة وجود حل للأزمة يضمن انتصار أوكرانيا كدولة مستقلة وذات سيادة، وأكد أن أسرع طريقة لتحقيق ذلك، هي زيادة الدعم العسكري إلى أوكرانيا.
وتزامنت تصريحات ستولتنبرغ مع اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة، بقادة مراكز العمليات المشاركة في أوكرانيا، في مركز القيادة الذي لم يُكشف عن موقعه.
ووفق المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف فإن بوتين اطلع على عمل تلك المراكز، وأعرب لقادتها عن استعداده للاستماع إلى مقترحاتهم، بشأن الإجراءات الفورية والمتوسطة المدى، فيما يتعلق بسير العملية العسكرية في أوكرانيا.