بخلاف علاقتها القوية والإستراتيجية مع الهند، تنظر واشنطن إلى باكستان على أنها “صديق عدو” وتخشى من تحالفها مع الخصمين الصيني والروسي، خاصة في ظل الحرب الجارية في أوكرانيا.
وفي مقابلة حصرية مع الجزيرة ضمن برنامج “من واشنطن” خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية، قال وزير خارجية باكستان، بيلاوال بوتو زرداري إن الولايات المتحدة هي الزبون الأكبر لباكستان وتجمعهما علاقات تاريخية وثيقة، معربا عن أمله في ألا يكون لسياسة الكذب والتضليل أثر على علاقات بلاده مع الولايات المتحدة، في إشارة منه إلى رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان الذي اتهم الأميركيين بالإطاحة به.
وعن علاقات باكستان مع الصين التي تعتبر خصما للولايات المتحدة، قال إن بلاده لديها علاقات جيدة مع البلدين، وقد قامت بدور بارز في إقامة علاقات دبلوماسية بين واشنطن وبكين، مشددا على أهمية التعاون لضمان الأمن الإقليمي والدولي.
ودعا بوتو زرداري أيضا الحكومة الانتقالية في أفغانستان إلى الالتزام بوعودها للمجتمع الدولي من أجل تحقيق السلام في المنطقة. وفي المقابل طالب المجتمع الدولي بعدم التخلي عن كابل التي يوجد بها 97% من الناس تحت خط الفقر، مشددا على أهمية فتح مزيد من الحوار مع الحكومة الأفغانية، والإفراج عن الأرصدة الأفغانية المجمدة في الخارج.
وقال عبد الرحمن مطر مراسل الجزيرة في إسلام آباد إن باكستان هي حليف رئيسي للولايات المتحدة منذ نحو 70 عاما وتجدد هذا التحالف منذ عام 2001 في إطار محاربة ما يسمى الإرهاب، وبدأت العلاقة بين البلدين تتوتر في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما الذي كان يتهم باكستان بأنها تمارس دورا مزدوجا في عملية مكافحة ما يسمى الإرهاب، مؤكدا أن الحكومة الباكستانية الحالية تسعى إلى تجديد التحالف مع الأميركيين.
وعن موقف واشنطن من علاقة باكستان بالهند، رأت أبارنا باندي، وهي باحثة وزميلة في معهد هدسون أن الولايات المتحدة تريد علاقات متوازنة بين الطرفين ولا ترغب في اندلاع صراع بينهما، لكنها تجد دوما صعوبة في تحسين علاقاتهما مع بعض، ووصفت وضعهما الحالي بأنه حالة من السلام البارد.
واعتبرت باندي -في حديثها لبرنامج “من واشنطن”- أن الهند هي حليف إستراتيجي للولايات المتحدة، في حين أن الأميركيين لديهم استياء من باكستان ولديهم تصور بأنها “صديق عدو” بسبب دعمها لمجموعة حاربت أميركا خلال الوجود الأميركي في أفغانستان.
وبالنسبة لملف أوكرانيا، قالت الباحثة إن لدى نيودلهي وإسلام آباد وجهتي نظر مختلفتين بسبب طبيعة علاقاتهما مع روسيا، فالهند لها علاقات إستراتيجية مع موسكو ذات طبيعة دفاعية واشترت منها مصادر طاقة وغيرها، في حين لا توجد علاقات عسكرية وإستراتيجية بين روسيا وباكستان، مؤكدة أن واشنطن لا تريد أي تقارب بين البلدين مع الصين وروسيا.
ومن جهته، أكد سفير الولايات المتحدة السابق في الهند، توماس بيكرينغ، أن واشنطن تجد صعوبة في تحقيق حالة من التوازن بين الهند وباكستان، وأنها كانت خلال فترة الحرب الباردة تميل إلى إسلام آباد، لكن الموقف تغير في أواخر الثمانينيات والتسعينيات، حيث صارت تميل إلى نيودلهي.