توصية حكومية بفوائد تناول أرجل الدجاج تثير غضب مصريين وسخريتهم (مواقع التواصل الاجتماعي)

توصية حكومية بفوائد تناول أرجل الدجاج تثير غضب مصريين وسخريتهم (مواقع التواصل الاجتماعي)

القاهرةـ “يبدو أن أرجل الدجاج رائجة كذلك.. لا أصدق هذا، وقد صار الدولار يساوي 30 جنيها” ربما كان مؤلف رواية “يوتوبيا” الصادرة عام 2008 الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، قد ذهب بخياله لأبعد مدى ممكن، لكن لم يكن متصورا أن يتعدى الواقع خياله على مشارف عام 2023.

فمع تصاعد الأزمة الاقتصادية في البلاد والتراجع في قيمة الجنيه وارتفاع الأسعار بوتيرة متزايدة،، دعا المعهد القومي للتغذية المصريين لتناول أرجل الدواجن نظرا لقيمتها الغذائية العالية، بحسب وصفه.

 

كان يمكن أن يمر بيان المعهد الحكومي دون ضجة، لكن النشر المكثف لتفاصيل البيان عبر وسائل الإعلام المحلية، أثار غضبا واسعا وسخرية بين نشطاء مواقع التواصل، واعتبره البعض مؤشرا خطيرا على تردي الأوضاع الاقتصادية.

ودعا المنشور المصريين إلى إعادة النظر في تناول أقدام الدجاج، المتوافرة بأسعار رخيصة، وأنها بديل غذائي غني بالبروتين وموفر للميزانية.

يأتي ذلك مع استمرار أزمة ارتفاع أسعار الدواجن والبيض بسبب عدم توفر الدولار لاستيراد أعلاف الدواجن، فضلا عن قرارات أصدرتها الحكومة مؤخرا لتنظيم عمليات الاستيراد.

 

تفاصيل البيع

يقول شحتة ـوهو بائع دجاج بمنطقة الجيزةـ إن مختلف الطبقات الاجتماعية توصيه بحجز بقايا الدجاجات المذبوحة عنده، لكنه “يستطيع تمييزهم من هيئاتهم، ليفرز من يريدها طعاما لنفسه، أو طعاما لكلابه وقططه التي يربيها عنده”.

 

يضيف شحتة متحدثا للجزيرة نت: “أنتقي الأرجل المكتنزة لأبيعها لمن يريدها طعاما لنفسه وعياله، هؤلاء أولى بالأرجل المفيدة من الكلاب والقطط”.

ويبيع شحتة الكيلوغرام الواحد بنحو 20 جنيها (الدولار = 24.75 جنيها رسميا)، إذ تضاعف سعرها مرتفعا من 10 جنيهات للكيلوغرام قبل أسابيع، بعد أزمة الدواجن الأخيرة، معربا عن توقعاته بارتفاع سعرها مجددا مع الحديث عن فوائدها الغذائية.

وشدد منشور معهد التغذية على أن أرجل الدجاج غنية بالكولاجين الضروري لتجديد خلايا البشرة وتأخير علامات الشيخوخة والحفاظ على صحة الشعر والأظافر، ومنح الغضاريف المرونة التي تساعد المفاصل المتصلة بها على الحركة مما يساعد على تخفيف آلام المفاصل.

وذكر المعهد أن أرجل الدجاج تحتوي على 18.5 ميكروغرامًا من السيلينيوم، و158 ميلغرامًا من الفوسفور، يعني 34%، و23% من الكمية الموصى بتناولها يوميا”.

 

 

طعام للإنسان والحيوان

ولا ترى سناء ـوهي موظفة بوزارة الصحةـ بأسا في شراء أرجل الدجاج، فيمكن الاستفادة منها في عمل حساء عند انعدام البروتين بالمائدة.

 

وتابعت سناء في حديثها للجزيرة نت: “كنا نشتريها بسعر يتراوح ما بين 8 و10 جنيهات للكيلوغرام الواحد، ثم ارتفع السعر إلى 15 جنيها ثم 20 جنيها”.

أما ياسمين رمضان، وهي ربة منزل على المعاش، فأعربت عن تخوفها من أن تشح أرجل الدواجن قريبا بعد ما قرأته أمس من توصيات خبراء تغذية بأنها مفيدة، حيث يمكن أن يتزاحم عليها الجميع، خاصة مع انعدام وفرة الدجاج نفسها وارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه، إذ تخطى سعر الدجاجة الواحدة زنة كيلوغرام الـ100 جنيه.

تربي ياسمين عدة قطط وكلبا، كانت تشتري لإطعامهم أرجل الدجاج وبقاياها من البائع، ثم كفت عن ذلك بعد ما سببته أرجل الدواجن للقطط من مشاكل في الجهاز الهضمي، كما تقول.

وأوضحت، في حديثها للجزيرة نت، أن الحديث عن فوائد أرجل الدجاج فضلا عن كونه غير صحيح، فهو أيضا ينطوي على قدر من الاستفزاز كونه يأتي في توقيت يعاني فيه الجميع بمختلف طبقاتهم، بحسب وصفها.

ورأت ياسمين أن كتابة منشور المعهد جاء بطريقة تحث كل فئة بحسب اهتماماتها على شراء أرجل الدجاج، وخاصة السيدات والفتيات، بالإشارة إلى الكولاجين المفيد للبشرة، غير أن للمنشور جانبا إيجابيا رغم كل شيء، فقد نبه آلاف المصريين إلى أن هناك ملايين يعيشون معهم لا مصدر للبروتين لهم سوى طعام كلابهم وقططهم.

 

 

إحراج ملايين المصريين

بدوره، قال نادر أيوب، وهو محام بالنقض، إن منشور المعهد يفتقد الحصافة، ورغم أنه أحرج ملايين المصريين من الأسر، ممن لا مصدر للبروتين الحيواني لديهم سوى أرجل الدجاج، حينما يطالعون السخرية من تناول أرجل الدجاج، فإن المنشور أكد لأرباب الأسر أنهم كانوا على حق في أنهم يطعمون عيالهم شيئا مفيدا، لا سدا للجوع وحسب.

وتابع أيوب في حديثه للجزيرة نت: “معروف أن الكثيرين يعتمدون من سنين على أرجل الدجاج، غير أنها كانت قديما ضمن تركيبة غذائية تسمى الهياكل وتتضمن الأجنحة، ومع ارتفاع الأسعار، وإقبال الكثيرين من الطبقة الوسطى على شراء الأجنحة، بيعت الأرجل وحدها للفقراء، والله أعلم ماذا سيكون مصيرها بعد مدحها وإقبال المزيد من الطبقات عليها”، بحسب تعبيره.

وطالب أيوب المعهد بالابتعاد عن نصح المصريين بما عليهم أكله، فهم يعرفون المفيد من الضار، وفق ميزانياتهم المتداعية.

واستدعى مغردون ذكريات أيام كانوا يقفون فيها في طوابير الجمعيات التعاونية لشراء الدجاج، فيما ذهب آخرون لمدى زمني أبعد حين منع الرئيس الراحل أنور السادات بيع اللحوم الحمراء حفاظا على الثروة الحيوانية، ما تسبب في لجوء المصريين للحوم البيضاء والأسماك فارتفعت أسعارها بشكل كبير.

 

 

طعام وتصدير

ودخلت وزارة التموين على الخط بالإشارة إلى أن أرجل الدواجن تُصدر إلى الصين وتجلب عملة صعبة.

 

وأكد رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين، عبد المنعم خليل، أن أرجل الدواجن من أنظف وأغلى وأفخم الأطباق في الصين، لاحتوائها على مادة جيلاتينية وغير ممنوعة.

وتابع، خلال مداخلة هاتفية بإحدى الفضائيات مساء السبت، أن أرجل الدواجن من الأطباق المفضلة للصينيين ولها فوائد كبيرة، مشيرا إلى أن 10 شركات تخصصت في تعبئتها قبل تصديرها.

وفندت استشارية تغذية بمستشفيات القصر العيني بالقاهرة ـرفضت الإشارة لاسمهاـ ما ذكر عن فوائد أرجل الدجاج الغذائية، مؤكدة أن قيمتها الغذائية قليلة، ولا يوجد بحث علمي رصين يثبت أن لها أي أثر إيجابي على الصحة، سواء بتحسين صحة الشعر أو المفاصل أو البشرة”.

وفي حديثها للجزيرة نت، أوضحت أن أرجل الدواجن مكون الأساس فيه هو الكولاجين، وهو بروتين غير مكتمل، بمعنى أنه لا يحتوي على التسعة أحماض الأمينية الأساسية التي يصنعها الجسم، و3 فقط من تلك الأحماض نسبهم عالية بها، ويصنعهم الجسم أصلا، فيما تفتقر أرجل الدجاج تماما لوجود التريبتوفان، وهو واحد من الأحماض الأمينية التي لا يصنعها الجسم.

وتؤكد طبيبة التغذية أن الكولاجين بروتين مهم جدا لصحة الأمعاء والمفاصل والبشرة والشعر والأظافر، لكن لا دليل علميا على أن تناولهم من مصدر خارجي يزيد نسبته في الجسم، موضحة أن الكولاجين عبارة عن بروتين يتعامل معه جسم الإنسان مثل أي بروتين، فيقوم بكسره لأحماض أمينية، يقرر الجسم مدى احتياجه لها، ليقوم بتوظيفها، ورغم وجوده بالأرجل، فإن نسبته بها لا تقارن بنسبته في البيض مثلا.

 

 

 

 

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي

About Post Author