أثار مقطع مرئي غضب رواد مواقع التواصل في جنوب أفريقيا، إذ يُظهر المقطع مجموعة رجال بيض يعتدون على مراهقين سود في يوم عيد الميلاد؛ لأن المكان تم حجزه للبيض فقط.

وفي تغريدة لشقيقة الشابين التي وثّقت الحادثة ذكرت أن عائلتها أرادت قضاء الوقت في المنتجع، ورأت رجالًا بالغين اعتدوا على شقيقيها، وقالت “وقد رفعنا شكوى ضد المعتدين”.

 

أما عن الإجراءات القانونية المتّخذة في حقهم، فقد نشر مكتب الشرطة في إقليم “فري ستيت” بيانًا قال فيه إن: “التحقيق جارٍ في الحادثة، وتمت إحالة القضية للمحكمة، ويُتوَقَّع مثول الرجال البيض المُعتَدين أمام المحكمة في موعد لاحق. وقال إن مفوض المقاطعة أدان الحادثة، وستحظى بالاهتمام المناسب من فريق التحقيق المكلّف”.

وقد أثارت الحادثة ضجة كبيرة، ففي اليوم الذي تلا الحادثة، احتشد مواطنون -غالبيتهم من ذوي البشرة السوداء- في المنتجع حول المسبح الذي وقع الاعتداء بجواره، وعبّروا عن غضبهم واستنكارهم للاعتداء العنصري، ونزل بعضهم للسباحة في المسبح لتأكيد احتجاجهم.

غضب كبير

وقد تفاعل المغردون مع هذا الاعتداء بشكل كبير كما جاء في برنامج شبكات (2022/12/28)، حيث طالب المغرد فوسي ثيمبيكو بالزج بهم في السجن، وكتب: “اعثروا عليهم وارموهم في السجن، إذا كانوا يريدون أماكن مخصصة لـ “البيض فقط” فعليهم الذهاب لبلد أبيض فقط..، العنصريون مثيرون للاشمئزاز”.

وعبّر الناشط أنطون ألين عن غضبه، وقال: “هذا يجعلني غاضبًا جدًا! الرجال البالغون يهاجمون هؤلاء الأولاد السود لمجرد رغبتهم في السباحة”.

 

وعلّقت الناشطة ثولي مادونسيلا عن الاعتداء، قائلة: “هذه جنوب أفريقيا، حيث يجب علينا جميعًا أن نقول لا، ليس بأقوالنا فقط، بل بأفعالنا أيضًا، إنه شبح ماضينا القبيح الذي يستمر في سلب جهودنا، بينما نتطلع إلى المستقبل”.

أما الناشط فينتاج فطالب باتهامهم بالشروع في القتل ،وغرد قائلًا: “الرجل الذي جرّ الصبي الصغير إلى البركة يجب أن يُتهم بالاعتداء والشروع في القتل، لقد كان يحاول إغراقه”.

يُذكر أن عدد سكان دولة جنوب أفريقيا يبلغ 60 مليون نسمة، ويشكّل السود الأفارقة 79% من السكان، والبيض الأفارقة المنحدرين من أصول أوروبية نحو 9.6%، بينما يمثّل الهنود والآسيويون 2.5%، والملونون 8.9%.

لكن في ظل نظام الفصل العنصري، حكمت الأقلية البيضاء الأغلبية السوداء وفق منهج إقصائي، رغم أن البلاد خرجت من نظام الفصل العنصري، وتبنّت دستورًا جديدًا تعدديًا في عام 1996.

ويُشار إلى أنه بعد عقود من النضال ضد نظام الفصل العنصري، نجح نيلسون منديلا في انتخابات جنوب أفريقيا، ليكون أول رئيس أسود للبلاد، بعد أكثر من ربع قرن في السجن.

 
المصدر : الجزيرة

About Post Author