القاذفة الإستراتيجية "تو-160" التي تشكل عماد القوة الجوية النووية الروسية (رويترز)

القاذفة الإستراتيجية "تو-160" التي تشكل عماد القوة الجوية النووية الروسية (رويترز)

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام، أمام قادة الدفاع في موسكو، أن بلاده سترفع الاستعداد القتالي لـ”ثالوثها النووي” بعد أن حذر قبل ذلك من الخطر المتزايد لنشوب حرب نووية في سياق التوتر بين روسيا والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا.

وتعهد بوتين بتطوير أسلحة فرط صوتية “لا مثيل لها على مستوى العالم” ضمن خطة لتعزيز الأسلحة الإستراتيجية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن طرازين من الصواريخ “سارمات” (الذي يطلق عليه الشيطان 2) و”تسيركون” سيدخلان الخدمة قريبا.

 

وقبل ذلك، أكد الرئيس الروسي أن موسكو قد تضيف لعقيدتها العسكرية إمكانية توجيه الضربة النووية الوقائية الأولى لنزع سلاح خصم لها.

والثالوث النووي مصطلح يقصد به 3 وسائل إطلاق تملكها معظم القوى النووية، ويمكن من خلالها شن ضربات نووية، استباقية كانت أم ردا على هجوم، من البر والبحر والجو، وتحديدا بواسطة الصواريخ الباليستية والغواصات والقاذفات.

 

ترسانة روسيا النووية

وفق تقارير غربية، فإن روسيا، التي ورثت ترسانتها النووية من الاتحاد السوفياتي، تمتلك 5 آلاف و977 سلاحا نوويا، بعضها إستراتيجي وبعضها تكتيكي، وبينها نحو ألفي سلاح نووي تكتيكي، حسب الاستخبارات الأميركية.

ووفقا للمركز الأميركي للحد من انتشار الأسلحة النووية (Center for Arms Control and Non-Proliferation)، فإن 1588 سلاحا نوويا روسيا في وضعية انتشار حاليا.

 

ويضم الرأس النووي الإستراتيجي حمولة تفجيرية تتراوح بين 500 و800 كيلوطن، ومداه أطول من التكتيكي الذي تتراوح حمولته التفجيرية بين 10 و100 كيلوطن، وكل كيلوطن يساوي ألف طن من مادة “تي إن تي” المتفجرة.

وتتفوق روسيا على الولايات المتحدة بنحو 500 رأس نووي، ويملك البلدان 90% من مجمل الأسلحة النووية في العالم.

وفي عام 2019 توقعت دراسة لجامعة “برينستون” (Princeton University) الأميركية تناولتها منظمة “آي كان” (ICAN) المناهضة للأسلحة النووية أنه في حال نشوب حرب نووية بين روسيا وأميركا سيقتل 34 مليونا ويصاب 57 مليونا في الساعات الأولى من المواجهة.

فما هذا الثالوث النووي الذي تعهد بوتين بتطويره ضمن ما وصفها بسياسة المحافظة على توازن الردع النووي كأساس للاستقرار في العالم؟

وفي ما يلي عناصر الثالوث النووي الروسي، حسب تقرير للمركز الأميركي للحد من انتشار الأسلحة النووية.

 

القوة النووية الجوية

-لدى روسيا في أسطولها النووي الجوي نحو 68 قاذفة ثقيلة بعيدة المدى تفوق سرعتها سرعة الصوت، وتشمل عدة نسخ طورتها شركة “توبوليف” (Tupolev) بينها “تو-160″ (Blackjack) (Tu-160) و”تو-85 إم إس” (Bear H) (Tu-85MS)، والطراز الثاني يشكل معظم الأسطول.

-تستطيع القاذفة الواحدة حمل ما يصل إلى 16 صاروخا من طراز “إتش كيه-55” السوفياتي الصنع، وكل هذه القاذفات يمكن أن تحمل 700 رأس نووي.

-روسيا تعمل على تحديث القوة النووية الجوية من خلال إدخال صواريخ كروز نووية تطلق من القاذفات.

The nuclear-powered cruise missile submarine K-266 Orel arrives for the Navy Day parade in Kronstadt
الغواصة النووية “كيه-266 أوريل” في ميناء كونستات الروسي (رويترز)

القوة النووية البحرية

-القوة النووية البحرية الروسية تضم 11 غواصة نووية مصممة لإطلاق الصواريخ الباليستية التي يمكن تزويدها برؤوس نووية.

-الغواصات النشطة مثل “بولافا إس إس إن 32” (Bulava SS-N-32) كل واحدة منها يمكن أن تحمل 16 صاروخا باليستيا، وفي المجمل هي قادرة على حمل 624 رأسا نووية.

-في يوليو/تموز الماضي تسلمت البحرية الروسية الغواصة “بيلغورود كاي-329” التي تعد أكبر غواصة نووية بنيت منذ 30 عاما، وفقا لمعهد البحرية الأميركية. وتنسب مصادر روسية لهذه الغواصة قدرات نووية تدميرية هائلة، ويشمل ذلك توليد موجات تسونامي إشعاعية يفوق ارتفاعها نصف كيلومتر.

 

-يجري تحديث 10 غواصات أخرى من طراز “بوري” (Boreii)، ويتوقع الانتهاء من تطويرها في 2027، لكن العملية تواجه نقصا في الموارد.

-تملك روسيا 26 غواصة أخرى تعمل بالطاقة النووية ويمكنها توجيه ضربات بأنواع مختلفة من صواريخ كروز التقليدية.

 

القوة النووية الصاروخية

-يعتقد أن لدى روسيا 306 صواريخ عابرة للقارات يمكنها حمل ما يصل إلى 1185 رأسا نووية، وقادرة على ضرب أماكن بعيدة بما فيها الأراضي الأميركية.

-من أبرز هذه الصواريخ “توبول-إم” (Topol-M) الذي يبلغ مداه 11 ألف كيلومتر، و”يارس” (Yars) الذي يبلغ مداه 12 ألف كيلومتر، وكلاهما قادر على حمل عدة روؤس نووية.

-تطور روسيا حاليا صواريخ فرط صوتية يمكنها حمل رؤوس نووية مثل “سارمات” (Sarmat) و”أفانغارد” (Avangard)، ويقول مسؤولون روس إن بعضها لا يمكن اعتراضه.

 

-تذهب بعض التقديرات إلى أن صاروخ سارمات ربما يصل مداه إلى 35 ألف كيلومتر، وفي وقت سابق من العام الجاري أجرى الجيش الروسي اختبارا على هذا الصاروخ، وقالت وسائل إعلام روسية إنه حلق لنحو 6 آلاف كيلومتر داخل روسيا قبل أن يصيب الهدف المحدد.

-تملك روسيا نظامين صاروخيين يستطيعان حمل رؤوس نووية تكتيكية، الأول هو “كاليبر” الذي يطلق من الغواصات والسفن الحربية ويصيب أهدافا في الأرض والبحر، ويبلغ مداه بين 1500 و2500 كيلومتر، والثاني هو “إسكندر” ويطلق من الأرض، كما أن أهدافه أرضية أيضا، ويتراوح مداه بين 400 و500 كيلومتر.

-تستخدم الأسلحة النووية التكتيكية لضرب هدف في منطقة محددة، مع السعي لتفادي انتشار الإشعاع النووي على نطاق واسع.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأجنبية + مواقع إلكترونية

About Post Author