انتقد كاتب أميركي المبادرات التي تستهدف دفع روسيا وأوكرانيا إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات لوضع حد للحرب الدائرة الآن، وقال إنها تصب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ولفت إلى أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الكونغرس الأميركي الشهر الماضي جاء في وقت حرج، ليس فقط لأن كييف تواصل استخدام العتاد الغربي لطرد وتدمير القوات الروسية المتحصنة في جبهات القتال، بل لأن الدعوات بشأن إبرام تسوية لإنهاء الحرب تكتسب أيضا زخما في واشنطن.
وأوضح كيسي ميشيل، الصحفي والباحث في معهد “هدسون” والمقيم في نيويورك، في مقال بصحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal)، أن أولى الدعوات للمفاوضات انطلقت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من أعضاء في التجمع التقدمي بمجلس النواب الأميركي، وهي مجموعة من المشّرعين تعمل على دفع أجندة أكثر تقدمية في الهيئة التشريعية.
وأضاف أن تلك الدعوات تجددت من شخصيات مهمة في الأسابيع الأخيرة.
وقبيل وصول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن بأيام قليلة، كتب وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر مقالا حث فيه الغرب على الضغط على أوكرانيا من أجل “سلام عبر التفاوض”.
غير أن ميشيل يرى أن سلاما من هذا القبيل من شأنه أن يجعل روسيا تتخلى عن جميع الأراضي التي استولت عليها منذ بداية الغزو الحالي، بينما تخضع بقية الأراضي التي تحتلها روسيا للتفاوض بعد وقف إطلاق النار.
وفي هذه الأثناء، يعمل الغرب على صياغة “هيكل دولي جديد.. تجد روسيا مكانا لها فيه بنهاية المطاف”، وفق ميشيل الذي اقتبس هذه العبارة من مقال كيسنجر.
ويتفق مع هذا الرأي الباحث في قضايا الحرب الباردة فلاديسلاف زوبوك الذي يرى أن الوقت قد حان لكي يقوم الغرب بإغراء موسكو للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ورغم أن لهذه الحجج تأثيرا، فإنها تستند إلى فرضيات خاطئة “إذ لا تنذر بتقويض قوة الدفع الأوكرانية في ساحة المعركة فحسب، بل قد يؤدي ذلك إلى إهمال السكان الأوكرانيين في الأراضي التي لا تزال تحت سيطرة روسيا”.
ثم إن أصحاب مثل هذه الحجج لا يفهمون الكرملين تحت قيادة بوتين بأهوائه “المشبعة بنزعة الانتقام، وأحلام المجد الإمبراطوري”، على حد وصف مقال “وول ستريت جورنال”.
ويزعم ميشيل في مقاله أن من شأن الدعوات من أجل التفاوض أن توعز إلى الرئيس بوتين بأن إستراتيجيته الوحيدة المتبقية قد تؤتي أُكلها، وهي إستراتيجية قائمة على ترقب ما ستؤول إليه الأمور في الغرب، أملا في حدوث انقسام أوسع في صفوف الغربيين الداعمين لأوكرانيا.