قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن القتال في أوكرانيا أظهر أن أنظمة الدفاع الجوي لبلاده هي من الأفضل في العالم، في وقت ينتظر أن تعلن الولايات المتحدة وألمانيا، اليوم الأربعاء، رسميا عن قرارهما تزويد أوكرانيا بدبابات “أبرامز” (Abrams) و”ليوبارد” (Leopard).
وذكر بوتين -خلال لقاء أجراه مع حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا- أن موسكو تنتج أضعاف ما تنتجه واشنطن من صواريخ الدفاع الجوي الشبيهة بأنظمة باتريوت (Patriot) الأميركية.
وأفاد بأنه في ما يتعلق بصواريخ الدفاع الجوي المتعددة الأغراض، فالإنتاج الروسي يمكن مقارنته بالإنتاج العالمي بأكمله. وأشار إلى أن كل شيء محتمل غير أن هذه الأنظمة تعمل على أكمل وجه.
وفي سياق متصل، نفى ديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق نائب رئيس مجلس الأمن القومي نفاد مخزون الصواريخ والمدفعية لدى الجيش، قائلا إن مخزونات بلاده من الأسلحة تكفي لمواصلة القتال في أوكرانيا.
وأضاف ميدفيديف خلال زيارة مصنع ينتج بنادق كلاشينكوف في منطقة إيجيفسك شرقي موسكو “خصومنا يراقبون (الوضع) ويدلون بتصريحات بصفة دورية عن أننا ليس لدينا هذا أو ذاك.. أريد أن أخيب آمالهم. لدينا ما يكفي من كل شيء”.
من ناحية أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، إن الفرقاطة “الأدميرال غورشكوف” اختبرت إطلاق صواريخ “زيركون” (Zircon) بمدى يصل إلى أكثر من 900 كيلومتر في المحيط الأطلسي.
ملف الدبابات
قال مسؤول أميركي للجزيرة إن الرئيس جو بايدن ربما يعلن اليوم قرار تزويد أوكرانيا بدبابات أبرامز، وأضاف أن البيت الأبيض حسم قراره بهذا الشأن، موضحا أنه بعد اتخاذ هذا القرار لن يتم توفير الدبابات من مخزون وزارة الدفاع (البنتاغون) بل سيتم التعاقد بشأنها.
كما نقلت وكالة “أسوشيتد برس” (Associated Press) عن مسؤولين أميركيين أن الإعلان عن صفقة دبابات أبرامز سيكون بالتزامن مع إعلان ألماني بشأن دبابات “ليوبارد-2″ وفق ما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال” (The Wall Street Journal).
بيد أن شبكة “سي إن إن” (CNN) نقلت عن مسؤولين أميركيين أن تسليم الدبابات لن يكون على الفور، لأن تدريب الجنود الأوكرانيين عليها سيستغرق أشهرا.
كما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن مستشار البلاد أولاف شولتز وافق على تزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد، كما قال عضو لجنة الدفاع بالبرلمان للجزيرة إن برلين قررت إرسال هذه الدبابات كي تواجه أوكرانيا الضغوط على الجبهات.
وكان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس قد قال إن بإمكان الدول التي تمتلك دبابات ليوبارد أن تزود أوكرانيا بها، موضحا أن بلاده لن تعترض على ذلك.
وذكرت صحف نرويجية أمس أن أوسلو تدرس إرسال عدد من دبابات “ليوبارد-2” التي يمتلكها الجيش النرويجي إلى أوكرانيا، وأضافت صحيفة “داغنس نارينغسليف” أن أوسلو قد ترسل 4 أو 8 من الـ 36 دبابة “ليوبارد-2” التي تمتلكها.
السفير الروسي
وصرح السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنتونوف أنه ليس هناك أي شك في أنه إذا اتخذ قرار بتسليم دبابات أبرامز إلى كييف، فسيدمرها الجيش الروسي بالطريقة نفسها التي دمر بها جميع العينات الأخرى من معدات وأسلحة حلف الناتو في أوكرانيا.
وقال أنتونوف -في تصريحات صحفية- إن تحليل جميع أنشطة واشنطن يظهر أن الولايات المتحدة “ترفع باستمرار مستوى المساعدة العسكرية لعملائها، خاصة عندما تكون القوات المسلحة الروسية لها اليد العليا بالصراع”.
وفي سويسرا، صوتت لجنة في البرلمان أمس لصالح مقترح يسمح بطلب تعديل قانون الحياد للسماح بتصدير أسلحة إلى أوكرانيا عبر دول أخرى.
ورفضت جنيف حتى الآن السماح لدول تملك أسلحة سويسرية الصنع بإعادة تصديرها إلى أوكرانيا بما يتماشى مع حيادها العسكري.
وفي سياق منفصل، أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي البرلمان الأوروبي أمس بأن تفتيشا للمحطات النووية الأوكرانية لم يتمخض عنه العثور على أي معدات عسكرية، وذلك بخلاف ما ادعته موسكو.
وجاء نفي غروسي بعد يوم من اتهام جهاز المخابرات الخارجية الروسي لأوكرانيا بتخزين أسلحة غربية في محطات للطاقة النووية في جميع أنحاء البلاد.
التطورات الميدانية
قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن الروس يواصلون التعبئة السرية لقواتهم في شبه جزيرة القرم، وإنه تم تكليف المفوضيات العسكرية بمدينة سيفاستوبول كبرى مدن القرم بتنفيذ عمليات التعبئة.
وأضافت أن الجيش الروسي نفذ خلال اليوم الماضي 26 غارة جوية وأكثر من 100 رشقة صاروخية على مقاطعات عدة لا سيما خيرسون وزاباروجيا جنوبي البلاد، استهدف فيهما أكثر من 40 منطقة.
وذكرت هيئة الأركان أمس أن القوات الروسية تتقدم في محوري باخموت وأفدييفكا بمقاطعة دونيتسك شرقي البلاد، رغم الخسائر الكبيرة التي منيت بها.
من جهة أخرى، أكدت الهيئة الأوكرانية أن قواتها الجوية واصلت شن غاراتها على مواقع تركز القوات الروسية وأنظمتها الصاروخية. وأشارت إلى أن قواتها دمرت خلال الساعات الماضية عدة طائرات مقاتلة إضافة إلى 3 مسيرات و9 مناطق لتجمع الأفراد والعتاد ونقطة سيطرة.
ومن جهتها قالت الاستخبارات الأوكرانية إن 12 جنديا روسيا قتل في عملية خاصة نفذتها وحدتها بمنطقة “نوفا كاخوفكا” التي تسيطر عليها القوات الروسية في خيرسون.
About Post Author
