قوات إستونية تابعة لحلف الناتو في قاعدة تابا العسكرية (رويترز)

قوات إستونية تابعة لحلف الناتو في قاعدة تابا العسكرية (رويترز)

أعلنت السلطات الإستونية مؤخرا أنها تدرس إنشاء منطقة مجاورة في خليج فنلندا، وتلك خطوة من شأنها عزل سانت بطرسبورغ ومنطقة لينينغراد الروسيتين وقطع الطريق البحري المؤدي إليهما، وفق مقال نشره المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات.

وعلق الكاتب الصحفي الروسي أرتيوم إغناتيف، في المقال الذي نشره له الموقع الإلكتروني للمركز، بأن السلطات الإستونية تخطط لإغلاق خليج فنلندا في وجه روسيا، وأن هذه الخطوة قد تشعل صراعًا خطيرًا بين دول البلطيق.

 

وقال إغناتيف إن بسط إستونيا سلطتها على المنطقة البحرية المجاورة لها في خليج فنلندا يُمكّن سلطاتها من ملاحقة مرتكبي الانتهاكات خارج حدودها، وتفتيش السفن المدنية والحربية الروسية التي تغادر موانئ منطقة لينينغراد وكرنشتات، ومنع تلك السفن من عبور الخليج في حال رفضها الخضوع للتفتيش.

وأشار إلى أن الخطط التي أعلنت عنها تالين (عاصمة إستونيا) تعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي؛ حيث تنص المادة 14 من اتفاقية الأمم المتحدة للبحر الإقليمي والمنطقة المتاخمة لعام 1964 على حرية مرور السفن في المياه الإقليمية، بينما تنص المادة 15 من الاتفاقية نفسها على وجوب عدم منع الدول الساحلية مرورَ السفن عبر البحر الإقليمي المجاور لها.

ومضى الكاتب الروسي يقول إن إستونيا وفنلندا، اللتين تتمتع إحداهما بعضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) بينما تعتزم الأخرى الانضمام إليه، تريان أن بإمكانهما عرقلة العمل في ميناء سانت بطرسبورغ، وهو الميناء الأكبر في روسيا وبحر البلطيق، وتحتاجان إلى دعم من الغرب للقيام بذلك، وقد أبدت بريطانيا استعدادها لتوفير ذلك الدعم.

 

خريطة طريق إستونية بريطانية

وتطرق المقال إلى تطورات عديدة وأحداث يرى الكاتب أنها تدخل في إطار استخدام الغرب لإستونيا في حربه ضد روسيا، فقد نقلت بريطانيا دبابات “تشالنجر2” البريطانية إلى إستونيا عن طريق البحر في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، كما ذكرت لندن قبل ذلك أن إستونيا استقبلت 700 من المتطوعين البريطانيين للقتال مع الجيش الأوكراني ضد روسيا في فبراير/شباط من العام الماضي.

 

وقال إن عدد الكتائب العسكرية التي نشرها الناتو في البلد بالقرب من حدود بيلاروسيا بلغ بين 17 و18 كتيبة في أكتوبر/تشرين الأول، وقد تعزز هذا العدد لاحقا بكتيبة بريطانية أخرى مزودة بالدبابات الثقيلة.

ووفقا لخريطة طريق إستونية بريطانية جديدة، ستقوم إستونيا ببناء مرافق إيواء إضافية للقوات الأجنبية في قاعدة تابا العسكرية بحلول مايو/أيار من العام الجاري، كما ستقوم ببناء مركز تحكم لوجستي جديد لاستقبال قوات الحلفاء بحلول نهاية العام، فضلا عن أن تالين ستعمل طوال هذا العام على إنشاء وترخيص مقر سيكون مركز قيادة لجميع قوات الناتو في إستونيا، وفق مقال الكاتب الروسي.

موسكو تتهم تالين بـ”العداء لروسيا”

وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت الاثنين الماضي طرد السفير الإستوني وتخفيض العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى القائمين بالأعمال، متهمة تالين بـ”العداء لروسيا”.

وجاءت هذه الخطوة ردا على طرد إستونيا في وقت سابق من يناير/كانون الثاني الحالي 21 دبلوماسيا روسيا وموظفين آخرين في السفارة الروسية.

وقالت الخارجية الروسية -في بيان- إنها استدعت السفير الإستوني إم. ليدر وسلمته احتجاجا شديد اللهجة على تصرفات السلطات الإستونية.

 

وأضاف البيان أن السفير الإستوني أُعلم بأن عليه مغادرة روسيا قبل السابع من فبراير/شباط المقبل.

وتوترت العلاقات بين روسيا وجارتها إستونيا -الجمهورية السوفياتية السابقة والعضوة الحالية في حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)- بسبب الحرب في أوكرانيا.

وكان السفير الإستوني في كييف أعلن موافقة بلاده على تزويد أوكرانيا بحزمة مساعدات عسكرية بقيمة 113 مليون يورو.

ووصف السفير الحزمة بأنها الأكبر في تاريخ بلاده، وأنها تساوي 1% من ناتجها الإجمالي، مشيرا إلى أن إستونيا تريد بقرارها هذا إرساء سابقة حتى لا تكون للدول الأخرى أي أعذار لعدم تزويد أوكرانيا بالأسلحة، حسب قوله.

 

المصدر : الجزيرة + الصحافة الروسية

About Post Author