قالت لوفيغارو (Le Figaro) إن رد روسيا على إرسال دبابات غربية ثقيلة إلى أوكرانيا أقرب للخيال العلمي، إذ أعلنت وصول 4 مسيرات مضادة للدبابات من نوع ماركر (Marker) في فبراير/شباط إلى دونباس، لتبدأ على الأرض تجربة ما يمكن أن يطالق عليه: “نار جهنم” ضد الدبابات التي سيتم تسليمها قريبا إلى كييف.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية -في تقرير بقلم ألكسيس فيرتشاك- أن دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي السابق وزعيم وكالة الفضاء “روسكوسموس” الذي أعلن هذا الخبر قد ركز على أن نشر هذه المسيرات مستقبلا سيسمح لروسيا “بتدمير” الدبابات الغربية الجديدة، مشيرة إلى أن هذا الأمر أقرب إلى الدعاية منه إلى إستراحة عسكرية.
وجاءت تصريحات روغوزين بعد يوم واحد من إعطاء المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الأميركي جو بايدن الضوء الأخضر لتسليم أوكرانيا دبابات ليوبارد-2 الألمانية ودبابات أبرامز الأميركية، وهو قرار أدانه بشدة المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف واعدا بأن هذه الدبابات سوف “تحترق مثل البقية”.
وتساءلت لوفيغارو عن الحرق بالروبوتات، معلقة بأن كلمة روبوت قد تكون “مبالغة” لأن ما سترسله موسكو “نماذج تجريبية، ليست جاهزة بعد للقتال بشكل مستقل، وهي نماذج لا علاقة لها حقيقة بالروبوتات. فهي مركبات يتم التحكم فيها عن بعد” كما يقول مارك تشاسيان الخبير في أنظمة الأسلحة الأرضية.
و”ماركر” في الحقيقة -كما يقول الخبير- مجرد مركبات مصفحة خفيفة نسبيا، حوالي 3 أطنان مقابل دبابات ثقيلة أكثر من 40 طنا- وهي مجهزة بمدافع رشاشة وقاذفات قنابل يدوية وصواريخ مضادة للدبابات، ويمكن التحكم فيها عن بعد أو هي تعمل في وضع مستقل بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي، كما أعلن مصمموها.
وتحتاج “ماركر” -حسب تشاسيان- إلى عاملين، الأول للتنقل والثاني لنظام الأسلحة، مما يعني أن استقلاليتها في اتخاذ القرار ببساطة “غير موجودة” ولكنها مجهزة بشكل تقليدي بكتالوغ إلكتروني يحتوي على صور قياسية لأهدافها، و”بمجرد أن تبدأ عمليات تسليم دبابات أبرامز وليوبارد، ستتلقى صورة إلكترونية مناسبة لهذه المعدات الجديدة وستكون قادرة على ضربها تلقائيا بصواريخ موجهة مضادة للدبابات” كما يقول روغوزين متفاخرا.
ومع ذلك -يقول الخبير- ليس نشر هذه المسيرات الأرضية مجرد عبث، بل هو قبل كل شيء تجريبي “ففي هذه المرحلة لن تحدث ماركر أي انعكاسات تكتيكية، لكن الروس يتعلمون من خلال المشي، ومن الأفضل اختبار هذه المعدات في ساحة معركة حقيقية بدلا من اختبارها في ساحة تدريب وقت السلم”.