خبير فرنسي: الحرب قادمة في النهاية إلى أوروبا فبادروا بمساعدة أوكرانيا
أثناء سفره إلى لندن وباريس وبروكسل، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من حلفائه الغربيين مزيدا من الأسلحة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة، ولكن الغرب الذي يدعم أوكرانيا عسكريا على المدى الطويل يبقى حذرا بشأن إعطائها الطائرات خوفا من المواجهة المباشرة مع روسيا وذلك بقدر حرصه على منع موسكو من الانتصار.
ولنقاش هذه المسالة، جمعت صحيفة “لاكروا” (La Croix) الفرنسية بين رأي المؤرخ والضابط البحري السابق ميشال غويا ورأي فيليب فوليو، عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الفرنسي، للتوصل إلى أفضل طريقة لدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التفاوض دون هزيمة أوكرانيا التي رأت فيها هزيمة للغرب.
هزيمة أوكرانيا هزيمة للغرب
بدأت الصحيفة برأي غويا الذي يرى أن الدبلوماسية الروسية أدخلت مصطلح “محارب مشارك” عندما قررت بعض الدول مساعدة أوكرانيا عسكريا، وذلك لإثبات أن الدول الغربية أصبحت “تقريبا أعداء” بمساعدتها أوكرانيا، مما اضطر الحكومات الغربية بالتمسك “بعدم التصعيد” إلى إثبات أنها ليست عدوانية، رغم أن دعم دولة في حالة حرب دون القتال إلى جانبها لا يعني أنك في حالة حرب مع عدوها.
ويوجد إجماع غربي على أن زيادة المساعدة إلى حد يجعل أوكرانيا قادرة على مهاجمة روسيا في عمق أرضيها سوف يغذي الخطاب الروسي الذي يرى أن “عمليتها الخاصة” هي حرب دفاعية ضد عدوان الناتو، ومن ثم فإن الأسلحة الموردة ستكون “مقيدة” تقنيا بعدم إرسال ذخيرة ذات مدى طويل جدا، وسياسيا بإعطائها تحت طائلة وقف الائتمان عند استخدامها لمهاجمة روسيا علانية.
ويستنتج غويا الذي يرى أن هزيمة أوكرانيا هزيمة كبيرة لموقف الدول الغربية وللقانون الدولي أن الحرب ستتحول في النهاية إلى أوروبا، ولذا “سيكون الاستمرار في مساعدة أوكرانيا هو الأفضل من أجل تحقيق نتائج حاسمة في المستقبل القريب”.
أفضل طريقة لدفع بوتين إلى التفاوض
من ناحيته، رأى فيليب فوليو الذي زار جبهة دونباس عام 2014 أن هذا النزاع مزعزع بشدة للاستقرار، وأن أوكرانيا لن تستطيع المقاومة من دون دعم الغربيين، كما لم تستطع فرنسا الانتصار في الحرب العالمية الأولى دون دعمهم.
وذكر البرلماني الفرنسي أن عمل روسيا يتعارض مع أبسط مبادئ القانون الدولي، مشيرا إلى أنه كان من العمى السياسي صمت الغربيين على ضم شبه جزيرة القرم والحرب في دونباس وعدم الاستماع لتحذيرات الأوكرانيين، ظنا منهم أن كل شيء سينتهي.
ومع أن التصعيد ليس مرغوبا فيه كما يرى فوليو، فإن دعم الأوكرانيين يعد دفاعا عن نظام دولي قائم على مبادئ القانون، خاصة أن انتصار روسيا ستكون عواقبه بعيدة المدى وقد تؤول إلى مولدوفا أو جورجيا أو حتى دول البلطيق، من يدري؟
ولتجنب الانزلاق يرى فوليو أنه يجب ألا يطأ أي جندي من قوات الناتو الأراضي الأوكرانية، ويجب ألا تقصف القوات الأوكرانية السكان المدنيين في روسيا، مشيرا إلى أن المساعدة الكبيرة لكييف اليوم وعلى المدى القصير ستكون أفضل طريقة لدفع فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات.