قد تبدو المشاكل البيئية في البلدان النامية الكبيرة سريعة النمو مستعصية على الحل. وبالتالي فإن التقدم الصيني الأخير ضد التلوث يقدم، فضلا عن إغاثة الملايين، درسا ملهما.
في هذا السياق علقت مجلة إيكونوميست (The Economist) بأنه قبل استضافة الألعاب الأولمبية عام 2008، كانت بكين مغطاة بسحابة هائلة من الضباب الدخاني السام لدرجة أنها اضطرت إلى إغلاق المصانع وإخلاء طرقها لحماية صحة الرياضيين. ومع ذلك، من خلال تطبيق ضوابط أكثر تواضعا على منطقة أكبر بكثير، تمتد عبر بكين وتيانجين و26 محافظة مجاورة، فقد أحرزت منذ ذلك الحين تقدما أكثر استدامة. وقدم المتسابقون بدورة الألعاب الشتوية في بكين العام الماضي أداء تحت السماء الزرقاء مع إطلالة على قمم بعيدة.
وترى المجلة البريطانية أن هذا الأمر ينبغي أن يوفر ليس إلهاما فقط ولكن نموذجا نفيسا لدول جنوب آسيا التي تعيش شعوبها حاليا في أقذر هواء على الكوكب، حيث تضم المنطقة تسعا من أكثر عشر مدن تلوثا في العالم، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على مواطنيها.
ولفتت إلى أن تلوث الهواء في بنغلاديش والهند ونيبال وباكستان يتسبب في مقتل أكثر من مليوني شخص سنويا. وتشير التقديرات إلى أن الإنتاج المفقود بسبب الأمراض أو الوفيات المرتبطة بالتلوث كلف الهند وحدها 37 مليار دولار، أو 1.4 من الناتج المحلي الإجمالي، عام 2019. وبالرغم من الغضب الشعبي المتزايد من هذه الكارثة، لم تطبق أي دولة ضوابط فعالة للتلوث.
وذكرت أن أفضل طريقة لتقليل الضباب الدخاني المتعدد المصادر الذي يخنق مدن جنوب آسيا، كما أظهرت الصين، هي نمذجة التلوث ومشاركة البيانات وتخطيط الضوابط على المساحة الشاسعة التي ينتشر فيه الضباب الدخاني. وبهذه الطريقة يمكن إعطاء الأولوية للحلول الأكثر فعالية من حيث التكلفة على الحلول الأكثر تكلفة أو التي تثبط النمو، مثل إغلاق محطات الطاقة.
وخلصت المجلة إلى أنه من أجل تلبية تطلعات سكانها البالغ عددهم ملياري شخص، تحتاج جميع بلدان المنطقة إلى نمو اقتصاد مستدام وسريع، ويجب أن تتعلم التعاون فيما بينها. وفي حاجتها المشتركة إلى تخفيف الضباب الدخاني الذي يقتل مواطنيها، فإن لدى دول المنطقة حافزا مقنعا وفرصة سياسية لبدء هذه العملية.