رغم دخول الحرب في أوكرانيا عامها الثاني، فإن عدد القتلى في صفوف الجيش الأوكراني الذين سقطوا خلال عام من المعارك الضارية لا يزال محاطا بسرية تامة.
لكن المقابر العسكرية التي تتسع باطراد في ضواحي كييف ودنيبرو وما تضمه من قبور حفرت حديثا، تعد مؤشرا يشي بحجم الخسائر البشرية التي يتكبدها الجيش الأوكراني جراء الحرب، وفق صحيفة “التايمز” (The Times) البريطانية.
وتشير التايمز في تقرير لها إلى أن الجنائز تقام يوميا في أوكرانيا لدفن من يسقطون في ساحات المعارك، لكن العديد من تلك القبور لا تحمل أسماء أصحابها، بل تحمل بدلا من ذلك جملة تقول “مدافع عن أوكرانيا مجهول مؤقتًا”.
كما تشير الصحيفة إلى أن التقارير الغربية تركز على الخسائر الكبيرة في صفوف الجيش الروسي، التي تقدر بنحو 180 ألفا ما بين قتيل وجريح، والتي وصفها وزير الدفاع البريطاني بن والاس مؤخرًا بأنها خسائر “لا يمكن تحملها”.
لكن الجيش الأوكراني تكبّد أيضًا خسائر فادحة تتراوح بين 80 ألفًا و100 ألف، وفق تقديرات مسؤولين بريطانيين، غير أن السلطات الأوكرانية تتكتم على ذلك.
وتقول التايمز إن الضابط المخول بالتصريح لوسائل الإعلام في الفيلق الطبي بالجيش الأوكراني، رد باقتضاب الأسبوع الماضي بأن الأمر سري عندما سئل عن أحدث إحصاء للقتلى الذين سقطوا من الجيش.
وقد كان أحدث رقم رسمي تقدمه السلطات الأوكرانية حول عدد القتلى في صفوف الجيش ذاك الذي قدمه ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عندما قال قبل نحو 3 أشهر إن ما بين 10 آلاف و13 ألف جندي قد قتلوا خلال الحرب.
تسابلينكو: لا أحد يريد أن يفصح (عن حصيلة القتلى). فقط من بين الأصدقاء الذين فقدتهم شخصيا هناك مصور، ومغن رائع، ومؤلف ألحان، وشاعر، وناشط سياسي، وناشط بيئي، وصحفي، والقائمة طويلة جدا..
ونقلت التايمز عن مراسل الحرب الأوكراني أندريه تسابلينكو قوله “لا أحد يريد أن يفصح (عن حصيلة القتلى). فقط من بين الأصدقاء الذين فقدتهم شخصيا هناك مصور، ومغن رائع، ومؤلف ألحان، وشاعر، وناشط سياسي، وناشط بيئي، وصحفي، والقائمة طويلة جدا..”.
ويضيف تسابلينكو، الذي وصفته التايمز بأنه أحد أشهر المراسلين الحربيين في أوكرانيا وقالت إنه جرح خلال الحرب، أن “الأمر لا يتعلق فقط بعدد القتلى، ففي حين أن خسائر روسيا غالبا ما تكون أشخاصا مدانين قضائيا ممن وقعوا عقودًا مع مجموعة فاغنر، أو من المناطق المحرومة في روسيا، فإن مشكلتنا هي أننا فقدنا أفضل الأوكرانيين الذين ينبغي أن يرسموا مستقبلنا”.
وأشار تقرير الصحيفة البريطانية إلى أن زيلينسكي أعرب عن حزنه بسبب الخسائر البشرية في صفوف الأوكرانيين، وقال إن “كل أوكراني تقريبًا لديه شخص على الأقل مسجل في هاتفه لن يتمكن من الرد أبدًا على رسالة نصية (تسأله) “كيف حالك؟”، وأضاف “لن نحذف أسماءهم من هواتفنا ولا من ذاكرتنا.. لن ننساهم أبدا. لن نسامح (من قتلهم) أبدا”.