يرى الكاتب إدوارد لوس أن الولايات المتحدة والصين وقعتا في شرك حرب باردة جديدة بسبب فيروس كورونا تجعل حدوث وباء جديد أكثر احتمالا، لافتا إلى أن الحروب الباردة تنبع من عدم الثقة، بينما أنظمة الإنذار الصحي مبنية على الثقة.
وذكر في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز (Financial Times) أن رفض بكين التعاون مع التحقيقات في منشأ كوفيد لا يعمق فقط المخاوف من تأخرها في تنبيه العالم إلى تفشي الفيروس الجديد القادم، بل يحفز نظريات المؤامرة بأن الفيروس كان تدبيرا صينيا.
وعلق الكاتب بأنه قد لا يُتوصل أبدا إلى حقيقة هذا الأمر، وأن ما يتفق عليه العلماء هو أن الجائحة التالية قد تأتي من البرية أو من المختبر، وأن مصلحة البشرية هي منعها من الحدوث.
وأردف بأن الجمود الدبلوماسي بين بكين والولايات المتحدة يجعل ذلك صعبا للغاية. وميل الأخيرة المتزايد إلى شيطنة الصين -وحقيقة أن بكين تواصل تزويدها بوقوده- يشكل تهديدا للصحة العالمية.
ومع ذلك، يرى الكاتب أن الصين تستحق الكثير من اللوم لأن تقلبات سياستها الجامحة مع كوفيد ساهمت في تزايد الشعور المعادي لها بالأوساط السياسية الأميركية. وأشار إلى تأثيرين بارزين:
الأول: أن الصين تعطي الانطباع بأن لديها ما تخفيه، وقد عاقبت أي أحد يدعي أنها لم تكن شفافة، ومثال ذلك أستراليا التي دفعت ثمنا باهظا عندما فرضت بكين رسوما جمركية مجحفة على مجموعة من الصادرات الأسترالية.
ثانيا: التراجعات حول كوفيد أضرت بسمعة الصين، وحرضت الذين يجادلون بأن السياسة الخارجية الأميركية يجب أن تستجيب للطابع الداخلي للنظام، بدلا من مصالحه الوطنية. ومهما كانت أخطاء واشنطن، سيصعب على بلد ديمقراطي كبح التحقيقات، ناهيك عن سجن المبلغين، كما فعلت الصين.
وخلص المقال إلى أنه إذا كان الماضي مقدمة، فمن المحتمل أن يأتي الوباء التالي من الصين، وهذه ببساطة ما تفعله الكثافة السكانية.