حادثة مقاطعة بريانسك.. هل ستنعكس على مسار حرب روسيا على أوكرانيا؟
رأى خبيران تحدثا لبرنامج ” ما وراء الخبر” أن ما حدث في مقاطعة بريانسك الحدودية (غربي روسيا) لن يكون له أي تأثير عسكري على ساحة الحرب في أوكرانيا، لكنه سيوظف سياسيا، خاصة من قبل موسكو.
وكان حاكم مقاطعة بريانسك الروسية ألكسندر بوغوماز أعلن قيام مجموعة أوكرانية بالتسلل إلى منطقة كليموفسك في مقاطعة بريانسك (على الحدود الروسية الأوكرانية) حيث نفذت “عمليات إجرامية وإرهابية في المنطقة”.
من جهته، قال جهاز الأمن الروسي إنه عثر على عدد كبير من الأجهزة القابلة للتفجير بمنطقة كليموفسكي في مقاطعة بريانسك، متهما مجموعة من “المخربين الأوكرانيين” بزرعها بعد التسلل إلى المنطقة.
وقال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن العملية -التي وصفت بأنها الأولى من نوعها- تدخل في إطار الحرب غير النظامية، وهي سمة مرافقة للحرب النظامية في كل الحروب، ولن تكون العملية الأخيرة، مشيرا إلى أن المهم في الحادثة هو من يقف وراءها، هل هو ما يعرف بـ”فيلق حرية روسيا”، أو الاستخبارات الأوكرانية، أو مجموعة فاغنر الروسية، أو “الفيلق الدولي”؟
وأضاف الدويري -في حديثه لحلقة (2023/3/2) من برنامج “ما وراء الخبر”- أن موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بشأن الجهة المسؤولة عن العملية التي وقعت في منطقة كليموفسك، مؤكدا أن “فيلق حرية روسيا” هو المرجح الأكبر، لأن عناصره معظمهم من الجنود السابقين الذين رفضوا التعبئة التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويتواجدون على الأراضي الأوكرانية.
وفي حال ثبت تورط “فيلق حرية روسيا” -كما يقول الدويري- فقد يشكل ذلك خطورة على روسيا، لأن الحادث سيكون بداية الطريق نحو حرب أهلية، وهو سر تخوف وقلق القيادة الروسية.
وفي المقابل، لم يجزم الخبير العسكري بإمكانية تنفيذ العملية من قبل مجموعة فاغنر التي قال إنها تضم مجموعة من القتلة المأجورين.
توظيف سياسي
ومن جهة أخرى، استبعد الخبير العسكري والإستراتيجي أن يكون لعملية مقاطعة بريانسك أي تأثير على مسار الحرب في أوكرانيا، لكنه رجح أن تعمد روسيا إلى توظيفها سياسيا من أجل تشويه صورة خصومها في كييف والغرب عبر اتهامهم بدعم الإرهاب.
وكان الرئيس الروسي بوتين ندد بالهجوم في بريانسك، ووصفه بأنه “إرهابي”. وأضاف بوتين -في كلمة متلفزة- أن الجيش الروسي يحمي البلاد وشعبها ممن سماهم “النازيين الجدد والإرهابيين”، الذين تسللوا للأراضي الروسية. كما أكد الكرملين أن بوتين سيترأس غدا الجمعة اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي لبحث الهجوم.
وفي السياق ذاته، قال أستاذ الدراسات الأمنية والإستراتيجية عمر عاشور إن الحادث لن يكون له أي تأثير عسكري على مجريات الحرب في أوكرانيا، لكن موسكو ستستغله في إطار الإرهاب ومكافحته.
وأوضح أن الجانب الأوكراني وضعه ليس سيئا والدعم الغربي له مستمر، حيث ستصله المزيد من المدرعات والدبابات، ولذلك فالعمليات الإرهابية تضره.
وقالت المخابرات الأوكرانية إن المعلومات بشأن ما يدور في منطقة بريانسك “استمرار للتحول في روسيا وتنقيتها وتحريرها من دكتاتورية بوتين”، حسب تعبيرها.
وكذلك نفت الإدارة العسكرية في أوديسا (جنوب غربي أوكرانيا) تسلل قوات أوكرانية إلى بريانسك، وقالت إن مجموعة فاغنر العسكرية الروسية ربما تكون هي التي احتجزت الرهائن.