استشهد 4 فلسطينيين على الأقل وأصيب آخرون في اقتحام أعداد كبيرة من قوات الاحتلال الإسرائيلي -معززة بقوات خاصة- مدينة جنين ومخيمها، وسط اشتباكات مع مقاومين فلسطينيين، ويتزامن ذلك مع اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس واعتقال عدد من الفلسطينيين.
وذكر مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال حاصرت منزلا في أطراف مخيم جنين، وأطلقت صاروخا عليه في منطقة شارع مهيوب شرقي المخيم، مضيفا أن مروحية تابعة لقوات الاحتلال شاركت في الاقتحام.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط 4 شهداء وعدد من المصابين برصاص قوات الاحتلال في جنين، أحدهم إصابته خطيرة، كما قالت إن قوات الاحتلال أطلقت النار بشكل مباشر على سيارات إسعاف في جنين.
وأوضحت الوزارة أنه وصلت إلى مستشفى جنين الحكومي 4 إصابات بينها إصابة خطيرة في البطن، كما وصلت إصابتان بحالة متوسطة في الفخذ والكتف إلى مستشفى ابن سينا التخصصي.
من جهته، قال جيش الاحتلال إن قواته تنفذ الآن عملا عسكريا في مخيم جنين ومدينة نابلس، مشيرا إلى أن العمليتين تتعلقان بعملية حوارة، وأكد مقتل “4 مسلحين فلسطينيين بينهم منفذ عملية حوارة”.
في المقابل، قالت القناة 12 الإسرائيلية إنه لا تأكيد نهائيا بشأن تصفية منفذ عملية حوارة، مضيفة أن “قوات الجيش استخدمت مروحية” لإجلاء أفرادها من جنين، في حين أعلنت القناة 13 الإسرائيلية إسقاط طائرة مسيرة تابعة للجيش الإسرائيلي في جنين.
ويتزامن اقتحام جنين مع عملية أخرى للاحتلال في مدينة نابلس، وفقا لهيئة البث الإسرائيلية، حيث أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي اعتقال 3 شبان فلسطينيين مطلوبين بعد محاصرة منزل في المدينة.
وأضافت هيئة البث الإسرائيلية أنه تم اعتقال أبناء منفذ عملية حوارة في نابلس.
ويأتي هذان الاقتحامان بعد ساعات من اقتحام مجموعات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى صباح اليوم الثلاثاء تحت حماية جنود الاحتلال الإسرائيلي، وذلك تلبية لدعوات جماعات الهيكل المتطرفة.
وتقدم عضو الكنيست السابق المتطرف يهودا غليك مجموعة المستوطنين خلال اقتحامهم باحات الأقصى، في حين عززت قوات الاحتلال انتشارها العسكري في محيط المسجد وأزقة البلدة القديمة.
وأوضح شهود عيان أن المستوطنين أدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية من الأقصى، وتلقوا شروحا عن “الهيكل” المزعوم، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
كما اقتحم مستوطنون صباح اليوم الثلاثاء قرية كفل حارس في محافظة سلفيت بحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي، ثم انسحبوا منها بعد أن أدوا قبل انسحابهم صلوات تلمودية في إحدى ساحات القرية خلال احتفالهم بما يعرف “بعيد المساخر اليهودي”.
ويقتحم عادة مستوطنون في هذه المناسبة هذه القرية لزيارة أحد المواقع التي يعدّونها مقامات يهودية. وأظهر مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة ونُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي اعتداء مستوطنين على عائلة فلسطينية ومحلات تجارية في بلدة حوارة خلال اقتحامها.
وأظهر التسجيل مستوطنين يرشقون محلات تجارية ومواطنين بالحجارة، كما حاول آخرون تحطيم زجاج مركبات كانت تقلّ إحداها عائلة فلسطينية بينها طفلة ومسنٌ وسيدة، أصيبوا بالاختناق نتيجة غاز الفلفل.
كما أصيب أفراد العائلة بجروح بعد الاعتداء عليهم بالضرب بأدوات حادة والرشق بالحجارة قبل أن يتمكنوا من الهروب من المكان.