جنود أوكرانيون في محور باخموت شرقي البلاد (الأناضول)

جنود أوكرانيون في محور باخموت شرقي البلاد (الأناضول)

قال حاكم سيفاستوبول إن البحرية الروسية صدت هجوما بطائرات مسيّرة على مرفأ المدينة الواقعة في شبه جزيرة القرم، وذلك بعد الإعلان عن هجوم استهدف مدينة جانكوي شمالي القرم ليل الاثنين.

في الوقت نفسه، أفادت وكالة إنترفاكس الروسية بإغلاق خليج سيفاستوبول أمام حركة الملاحة بعدما تعرضت المدينة لهجوم.

 

وذكر حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف عبر منصة تليغرام صباح اليوم الأربعاء، أن أسطول البحر الأسود (الروسي) صد هجوما بالطائرات المسيرة على المدينة، وأضاف “حاولوا اختراق خليجنا، وأطلق بحارتنا النار عليهم من أسلحة خفيفة. والدفاع الجوي مفعّل أيضا”.

وأفاد موقع “ريبار” العسكري الروسي بأن الدفاعات الجوية أسقطت 3 مسيرات أوكرانية كانت في طريقها لاستهداف خليج سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم. وقال الموقع إن المسيرات الثلاث أسقطت فوق البحر ولم تصل إلى أهدافها.

في غضون ذلك، قالت قوات المنطقة الجنوبية الأوكرانية إن 13 سفينة روسية تتمركز في البحر الأسود، بينها اثنتان من السفن الحاملة للصواريخ.

وتوالت الأنباء في الآونة الأخيرة عن انفجارات وهجمات في شبه جزيرة القرم، ولم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عنها، لكنها تؤكد مرارا أنها عازمة على استعادة شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا عام 2014.

 

وقالت استخبارات وزارة الدفاع الأوكرانية أمس في منشور على موقعها الإلكتروني إن انفجارا وقع في مدينة جانكوي ليل الاثنين أدى لتدمير صواريخ كروز روسية من طراز “كاليبر-إن كيه” (Kalibr-NK) أثناء نقلها بالسكك الحديدية.

ولم تصرح الاستخبارات العسكرية بمسؤولية كييف عن تدمير الصواريخ في جانكوي، لكنها قدمت تلميحا بقولها إن ما حدث يعد استمرارا لعملية “نزع سلاح روسيا ويهيئ شبه جزيرة القرم الأوكرانية لإنهاء الاحتلال”.

أما حاكم القرم المدعوم من روسيا سيرغي أكسينوف، فقال إن جانكوي تعرضت لهجوم أوكراني بالطائرات المسيرة تصدت له الدفاعات الجوية، مما أدى إلى إصابة مدني جراء سقوط حطام مسيّرة أوكرانية على منزله.

قتلى في كييف

وفي كييف، أعلن مسؤولون أوكرانيون اليوم أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في هجمات ليلية بالطائرات المسيرة على المقاطعة التي تضم العاصمة.

وقالت الإدارة العسكرية في مقاطعة كييف إن الهجمات الروسية استهدفت منشآت مدنية وتسببت باندلاع حرائق وتضرر عدد من المباني.

وأعلن الجيش الأوكراني أنه أسقط 16 من أصل 21 طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز “شاهد” أطلقتها روسيا على أوكرانيا خلال الليل، كما أفاد بإسقاط صاروخين فوق منطقة أوديسا جنوبي البلاد.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا شنت هجمات بأكثر من 20 طائرة مسيرة وصواريخ عدة وقصف مدفعي في “ليلة واحدة من الإرهاب”، حسب وصفه.

وأضاف زيلينسكي أنه “في كل مرة يتحدث أحد عما يسمى السلام يأتي أمر جديد لتنفيذ هجمات إجرامية”. وأكد في الوقت نفسه أن “عمليات التحرير ستستمر حتى استعادة أراضينا بشكل كامل، بما فيها شبه جزيرة القرم”.

 

وكانت كييف قد رحبت في وقت سابق بالإعلان عن مساعدات عسكرية جديدة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن من المتوقع تسليم هذه المساعدات بسرعة وكذلك تعزيز إنتاج الذخيرة.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) أن واشنطن تنوي التعجيل بتسليم دبابات أبرامز إلى أوكرانيا، وذكر مسؤولون آخرون أن كييف قد تحصل على هذه الدبابات في الخريف المقبل.

معارك باخموت

وفي مستجدات المعارك شرقي أوكرانيا، أعلنت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا أن القوات الروسية طوقت مدينة باخموت الإستراتيجية بشكل شبه كامل، وأنها باتت تسيطر على 70% من المدينة.

في المقابل، أعلنت السلطات الأوكرانية أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي زار مواقع على خطوط القتال قرب باخموت.

من جهة أخرى، أشارت الاستخبارات العسكرية البريطانية إلى أن القوات الأوكرانية بدأت هجوما معاكسا على الجبهة الغربية للمدينة خلال الأيام الماضية.

وأضافت في أحدث منشوراتها عبر تويتر اليوم أن القتال مستمر حول وسط المدينة، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية معرضة لخطر الحصار من الشمال والجنوب.

لكنها ذكرت في الوقت نفسه أن الهجوم الروسي على باخموت يفقد زخمه بعدما أعادت وزارة الدفاع الروسية نشر بعض الوحدات في قطاعات أخرى.

ذخائر اليورانيوم المنضب

في غضون ذلك، توالت التحذيرات من جانب روسيا من مغبة تزويد أوكرانيا بذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب.

وقال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين إن قرار بريطانيا إرسال هذه الذخائر إلى كييف سيؤدي إلى “كارثة عالمية”. وأضاف أنه “بعد اليورانيوم المنضب، يمكن أن تظهر في أوكرانيا قنابل قذرة وأسلحة نووية”.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر أمس من أن تزويد كييف بهذه الذخائر سيجعل روسيا مضطرة “للرد على استخدام الغرب أسلحة تحتوي على مواد نووية”، حسب قوله.

 

وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن روسيا لديها الوسائل للرد، وأضاف “سنرى ما يعتزمون استخدامه”، مشيرا إلى أنه “تم اتخاذ خطوة إضافية” في مسار التصعيد.

من جهتها، دافعت وزارة الدفاع البريطانية عن قرار تزويد أوكرانيا بذخائر خارقة للدروع تحتوي اليورانيوم المنضب إلى جانب شحنة دبابات تشالنجر 2.

وقالت الوزارة في بيان إن اليورانيوم المنضب مكون معتاد ولا علاقة له بالأسلحة النووية، وإن الجيش البريطاني يستخدمه منذ عقود، وأضاف البيان أن روسيا تعلم هذا الأمر ولكنها “تلجأ إلى التضليل”.

وكانت وزيرة الدولة للدفاع في بريطانيا أنابيل غولدي قالت في وقت سابق إن ذخائر خارقة للدروع من اليورانيوم المنضب ستُرسل مع دبابات تشالنجر 2 إلى كييف.

قاعدة أميركية في بولندا

على صعيد آخر، افتتحت الولايات المتحدة أول قاعدة عسكرية دائمة لها في بولندا، حيث اختارت مدينة بوزنان لتكون مقرا دائما لقواتها في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقال وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك خلال المراسم التي أقيمت أمس الثلاثاء في بوزنان للإعلان رسميا عن رفع مستوى القاعدة إلى الحامية الدائمة، إن بولندا تحتاج الولايات المتحدة والناتو بقدر حاجتهما إليها.

وكانت وزارة الدفاع البولندية قالت إن مهمة القاعدة الرئيسية هي الإشراف على القوات البرية الأميركية في أوروبا وتنسيق التعاون مع دول الناتو الأخرى، وتعد ثامن قاعدة عسكرية أميركية دائمة في أوروبا.

وتضم هذه القاعدة خزان وقود وحظائر طائرات ومستودعات للذخيرة، ومن المخطط أن تحوي مروحيات أباتشي ودبابات أبرامز.

وتستضيف بولندا نحو 10 آلاف جندي من دول الناتو، معظمهم من القوات الأميركية.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author