يقول كاتبان أميركيان قريبان من الشؤون الإسرائيلية إن إسرائيل أصبحت في مكان لم تكن فيه من قبل، وإن السياسة الإسرائيلية ستبقى غير مستقرة للغاية عندما يظهر التأثير الكامل لما جرى من أحداث جراء مشروع التعديلات القضائية التي أقدمت عليها حكومة رئيس الوزراء اليمينية بنيامين نتنياهو.
وقال الكاتبان آرون ديفيد ميلر كبير الباحثين في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والسفير الأميركي السابق في مصر وإسرائيل دانييل كيرتزر بعد سرد أحداث الاحتجاجات الكثيفة وما تم قبل تجميد الحكومة الإسرائيلية مشروع التعديلات القضائية إن التوترات الحالية بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحكومة نتنياهو لا مثيل لها في تاريخ العلاقات الأميركية الإسرائيلية، إذ تضمنت الخلافات الحالية ولأول مرة شكوكا حول القيم التي طالما قال الجانبان إنهما يشتركان فيها.
وأضاف الكاتبان في مقال مشترك بمجلة “فورين بوليسي” (Foreign Policy) الأميركية أن وجود إسرائيل باعتبارها الديمقراطية الوحيدة في منطقتها كان هو الأساس الرئيسي الذي استند إليه الدعم الأميركي لها، وإذا انهار هذا الأساس وانزلقت إسرائيل نحو اللاليبرالية فإن الطابع الخاص للعلاقة الأميركية الإسرائيلية سيتغير.
وفي هذا الصدد، قال ميلر وكيرتزر إن إعادة ضبط العلاقات الثنائية لن تكون سهلة حتى لو تم حل أزمة التعديلات القضائية، لأن القضية أصبحت الآن مسألة ثقة، وإن مسؤولية إعادة بناء الثقة هذه تقع بالكامل على عاتق نتنياهو، فهو الذي أنشأ هذا الائتلاف الحكومي، ودعم التشريع الذي أدى إلى الأزمة الداخلية، ولم يتخذ بعد إجراء صريحا لتغيير المسار.
وأضافا أنه بالنظر إلى العقلية الحالية لنتنياهو واعتماده على شركائه الحاليين في التحالف فإن إعادة بناء الثقة ستكون أمرا صعبا للغاية.
وأشار الكاتبان إلى أن كليهما على معرفة جيدة بنتنياهو، فبالإضافة إلى أنه رئيس الوزراء ويسيطر على الليكود (أكبر الأحزاب السياسية وأكثرها تماسكا في إسرائيل) فهو أكثر إصرارا من أي سياسي إسرائيلي آخر على البقاء في السلطة، وقد أظهر بوضوح أنه سيذهب إلى أبعد الحدود التي لم يذهب إليها الآخرون.
وذكرا أيضا أنه على الرغم من أن نتنياهو قد توقف مؤقتا عن دفع تعديلاته القضائية فإنه أوضح أيضا أنه سيواصل نقل مشاريع القوانين عبر الكنيست بعد انتهاء عطلة عيد الفصح في مايو/أيار المقبل.
ومن جانب المتظاهرين -يقول الكاتبان- فإنهم ومع انعدام ثقتهم في نتنياهو فلن يخاطروا بأي فرصة ويخططون لمواصلة الضغط في الشوارع، ومع استمرارهم هذا ربما يظهر عامل جديد لا يمكن التنبؤ به على المشهد السياسي في إسرائيل، مثل نشوء حركة شعبية قوية تجبر نتنياهو وكل السياسيين الآخرين على عدم تجاهلها.