أعلنت عضوة الكنيست الإسرائيلي عيديت سليمان عزمها الاستقالة من الائتلاف الحكومي الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء، وإن حصل ذلك فستفقد حكومة نفتالي بينيت الأغلبية في الكنيست.
وأجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على وصف الانسحاب المفاجئ بأنه صدمة وتطور دراماتيكي، وأن احتمالات إمكانية إجراء انتخابات مبكرة باتت تلوح بالأفق.
وجاء هذا التطور بعد خلاف عيديت سليمان مع وزير الصحة زعيم تحالف ميرتس اليساري بشأن السماح بإدخال مأكولات تحوي الخميرة إلى المستشفيات خلال عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ منتصف أبريل/نيسان الجاري، وهو ما تحظره الديانة اليهودية.
وبقرار سليمان الانسحاب منه سيفقد الائتلاف الأغلبية البرلمانية من 61 عضوا التي تمتع بها حتى الآن، وستصبح قاعدته البرلمانية متساوية مع المعارضة التي تتشكل من أحزاب اليمين المتطرف والمتدينين المتزمتين والقائمة المشتركة للأحزاب الغربية.
وكان بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة اليمينية رئيس الحكومة السابق أول المرحبين بسليمان، إذ دعاها إلى العودة لأحضان اليمين، كما دعا النواب اليمينيين في ائتلاف بينيت إلى الانسحاب وحل الائتلاف الحالي لصالح حكومة يمينية صرفة.
يذكر أن الكنيست في عطلته الشتوية التي تنتهي في مايو/أيار المقبل، وهو ما يتيح لبينيت وأحزاب الائتلاف محاولة رأب الصدع قبل عودة الكنيست للعمل وحجب الثقة عن الحكومة وإسقاطها.
وسليمان هي نائبة في الكنيست من حزب يمينا الإسرائيلي الذي يقوده رئيس الوزراء نفتالي بينيت.
تطور دراماتيكي
وقالت هيئة البث الإسرائيلية “في تطور سياسي دراماتيكي في الحكومة أعلنت عضوة الكنيست عن يمينا عيديت سليمان انسحابها من الائتلاف الحكومي، والذي أثار ردود فعل في الساحة الحزبية”.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية “بهذا، تفقد حكومة رئيس الوزراء نفتالي بينيت أغلبيتها في الكنيست، مما يجعلها متقاربة مع المعارضة عند 60 عضوا لكل طرف، وإذا غادر شخص آخر الائتلاف يمكن إسقاط الحكومة”.
ونقلت الصحيفة عن سليمان قولها “لم أعد أحتمل أكثر بعد الآن (..)، لا أستطيع الاستمرار في إلحاق الضرر بالهوية اليهودية لدولة إسرائيل”.
وقالت الصحيفة إن سليمان كانت تشير إلى خلاف مع وزير الصحة نيتسان هوروفيتس على السماح بإدخال الخبز إلى المستشفيات خلال عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ الأسبوع القادم.
وتمنع الشريعة اليهودية استخدام الخميرة التي تضاف إلى الخبز خلال عيد الفصح الذي يستمر لمدة أسبوع.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الائتلاف الحكومي سيناقش الأزمة السياسية التي أحدثتها مغادرة عضوة الكنيست عيديت سليمان.
وأضافت الهيئة أن سليمان اتفقت مع حزب الليكود -الذي يقوده زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو- على تخصيصها المكان العاشر في قائمة الحزب في حال أجريت انتخابات مبكرة، وتوليها منصب وزيرة الصحة.
وأشارت إلى أن نائبا آخر من حزب يمينا -وهو نير أورباخ- قد يستقيل أيضا من الائتلاف الداعم للحكومة.
وأضافت الهيئة أنه إذا حُل المجلس التشريعي فسيصبح يائير لبيد رئيس حزب هناك مستقبل ووزير الخارجية رئيسا للوزراء حتى ما بعد الانتخابات الجديدة، بحسب الاتفاقيات الائتلافية مع نفتالي بينيت.