تعافت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة اليوم الخميس بعد أن هبطت إلى أدنى مستوى لها هذا العام، إذ ارتفع الإنتاج ومخزونات البنزين في الولايات المتحدة في الوقت الذي نمت فيه المخاوف من أن يؤدي التباطؤ الاقتصادي لضعف الطلب على الوقود.
في غضون ذلك، لا تزال طوابير ناقلات النفط تواجه مزيدا من التأخير في العبور من موانئ روسيا على البحر الأسود إلى البحر المتوسط مع تسابق الشركات المشغلة للامتثال لقواعد تأمين جديدة أقرتها تركيا هذا الشهر.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت إلى 78.17 دولارا للبرميل، بحلول الساعة 06:00 بالتوقيت العالمي، كما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 73.01 دولارا للبرميل.
وكان برنت قد هبط أمس الأربعاء عند التسوية إلى أقل من أدنى مستوى إغلاق مسجل هذا العام، والذي لامسه في اليوم الأول من عام 2022، في حين تراجع الخام الأميركي إلى مستوى منخفض جديد هو الأقل خلال عام.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأربعاء إن إنتاج الخام الأميركي ارتفع إلى 12.2 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس/آب الماضي.
وبينما تراجعت مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي، ارتفعت مخزونات البنزين ونواتج التقطير، مما فاقم المخاوف حيال تراجع الطلب.
وقالت إدارة معلومات الطاقة إن مخزونات البنزين نمت 5.3 ملايين برميل خلال الأسبوع إلى 219.1 مليون برميل، وتضخم مخزون نواتج التقطير، بما في ذلك الديزل وزيت التدفئة، بمقدار 6.2 ملايين برميل.
لكن بيانات أظهرت أن الاقتصاد الياباني تقلص بشكل أقل من المتوقع في الربع الثالث من العام الجاري، وقد ساعد ذلك على ارتفاع أسعار النفط، كما ساعد تخفيف قيود كوفيد-19 في الصين -وهي من أكبر مستهلكي النفط الخام في العالم- في استقرار أسعار النفط.
في غضون ذلك، قال مسؤول بوزارة الخزانة البريطانية إن مسؤولين من دول غربية يجرون محادثات مع نظرائهم الأتراك للتوصل إلى حل لطوابير انتظار ناقلات النفط قبالة تركيا.
جاء ذلك بعد أن فرضت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي قيودا جديدة تستهدف صادرات النفط الروسية في الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري، حيث اتفقت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا على منع مقدمي خدمات الشحن، مثل شركات التأمين، التعامل مع صادرات الخام الروسية ما لم تبع وفقا لسقف سعر حددوه للخام الروسي بهدف حرمان موسكو من إيرادات النفط في وقت الحرب.
لكن إجراء منفصلا تطبقه تركيا منذ بداية الشهر الجاري تسبب في تكدس الناقلات المنتظرة، إذ يلزم السفن بتقديم دليل على التغطية التأمينية خلال مدة الانتقال في مضيق البوسفور لدى التوقف في الموانئ التركية.
وقالت وكالة تريبيكا للشحن إن 5 ناقلات أخرى يزيد طولها على 200 متر تنتظر شمالي البوسفور للعبور جنوبا صوب البحر المتوسط إضافة إلى 11 ناقلة منذ اليوم السابق.
وأشارت الوكالة إلى أن 9 ناقلات تنتظر العبور من مضيق الدردنيل إلى الجنوب انخفاضا من 12 قبل يوم، ومن المقرر عبور 3 ناقلات عبر المضيق اليوم الخميس، اثنتان في الطريق من توابسي في روسيا إلى الفجيرة في الإمارات وواحدة في الطريق من توزلا في تركيا إلى سيدي كرير في مصر.
وقال “والي أديو” نائب وزير الخزانة الأميركية لنائب وزير الخارجية التركي سادات أونال في مكالمة هاتفية أمس الأربعاء إن سقف السعر ينطبق فقط على النفط الروسي ولا يستتبع بالضرورة عمليات فحص وتفتيش إضافية على السفن التي تمر عبر المياه الإقليمية التركية وفقا لما ذكرته وزارة الخزانة الأميركية.