قفزت أسعار النفط اليوم الاثنين في بداية التعاملات الأسبوعية بأكثر من 6% بعد ساعات من إعلان أعضاء في تحالف “أوبك بلس” (+OPEC) عن خفض طوعي في الإنتاج.
فقد أعلنت المملكة العربية السعودية ومنتجو نفط آخرون في تجمع “أوبك بلس” مساء أمس الأحد تخفيضات طوعية في إنتاجهم من الخام، كإجراء احترازي من ظروف ستؤثر سلبا على الطلب العالمي على الخام.
وصعدت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يونيو/حزيران إلى 84.96 دولارا للبرميل، كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي غرب تكساس الوسيط تسليم مايو/أيار إلى 79.53 دولارا للبرميل.
ويبلغ إجمالي خفض النفط من جانب الدول المعلنة نحو 1.66 مليون برميل يوميا، تضاف إلى مليوني برميل تم توزيعها بين الأعضاء الـ23 في التحالف ابتداء من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
من جهته، رفع بنك “غولدمان ساكس” (Goldman Sachs) توقعاته لأسعار العقود الآجلة لخام برنت بعد الإعلان المفاجئ من “أوبك بلس”، وقال محللو البنك في مذكرة أمس الأحد إن التوقعات لسعر خام برنت لديسمبر/كانون الأول 2023 زادت 5 دولارات إلى 95 دولارا للبرميل، فيما تم رفع التوقعات لديسمبر/كانون الأول 2024.
وكان من المتوقع إلى حد بعيد أن تلتزم المجموعة بالتخفيضات المتفق عليها بالفعل والبالغة مليوني برميل يوميا حتى نهاية العام الحالي عندما تجتمع اللجنة الوزارية التي تضم السعودية وروسيا عبر الإنترنت اليوم الاثنين.
وتراجعت أسعار النفط في مارس/آذار الماضي صوب 70 دولارا للبرميل، وهو أدنى مستوى في 15 شهرا، وسط مخاوف من تضرر الطلب من أزمة مصرفية عالمية، غير أنه لم يكن من المتوقع اتخاذ مزيد من الإجراءات قبل أوبك بلس لدعم السوق بعد أن قللت المصادر من هذا الاحتمال وتعافى النفط الخام نحو 80 دولارا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي اتفقت “أوبك بلس” -التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا- على تخفيضات في الإنتاج قدرها مليونا برميل يوميا من نوفمبر/تشرين الثاني حتى نهاية العام، مما أغضب واشنطن، إذ يؤدي شح المعروض إلى ارتفاع أسعار النفط.
وقالت الولايات المتحدة حينئذ إن العالم بحاجة إلى أسعار أقل لدعم النمو الاقتصادي ومنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من كسب المزيد من الإيرادات لتمويل حربه على أوكرانيا.
واعتبرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن التخفيضات المفاجئة اليوم الأحد غير منطقية، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي “لا نعتقد أن التخفيضات منطقية في هذا التوقيت بالنظر إلى حالة عدم اليقين التي تكتنف السوق، وقد أوضحنا ذلك”.
وقالت كل من السعودية وروسيا والإمارات والكويت والعراق وعُمان والجزائر والغابون في بيانات رسمية دولية إنها ستخفض الإنتاج طواعية بدءا من مايو/أيار المقبل حتى نهاية العام الحالي على النحو التالي:
ولم ينضم جميع أعضاء “أوبك بلس” إلى هذه الخطوة، لأن البعض يضخ بالفعل أقل كثيرا عن المستويات المتفق عليها بسبب انخفاض طاقته الإنتاجية.