قالت صحيفة لوموند (Le Monde) الفرنسية إن شخصا يموت كل 7 دقائق في المتوسط بالولايات المتحدة، بسبب آثار مخدر رخيص أشدا فتكا من الهيروين 50 ضعفا ومن المورفين 100 مرة، إنه الفنتانيل، هذا العقار الاصطناعي الرخيص الذي نشأ في الأصل للتخفيف عن مرضى السرطان.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم مراسلها في واشنطن بيوتر سمولار- أن شرطة الحدود في ريو غراندي بتكساس اكتشفت شحنة من هذا العقار كافية لقتل أكثر من 5.5 ملايين شخص، مخبأة في شكل سائل داخل خزان بنزين سيارة.
وعلى إثر هذا الاكتشاف، قالت قائدة الشرطة غلوريا شافيز إن كارثة وطنية تلوح في الأفق، سواء تعلق الأمر بالأحياء الغنية أو الفقيرة وكذلك المناطق النائية من البلاد، محذرة من أن هذا المخدر الذي يوزع على شكل سائل ومسحوق وأقراص، تسوق منه نسخة متعددة الألوان لإغواء جمهور أصغر سنا وأكثر سذاجة.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكثر من 100 ألف وفاة بسبب تعاطي المخدرات سجلت في عام 2021، بحسب السلطات الصحية، وأن 66% منها مرتبطة بالفنتانيل، وقد استولت إدارة مكافحة المخدرات على ما يقرب من 379 مليون جرعة من هذا العقار عام 2022.
وبحسب الصحيفة، تستورد شبكتان إجراميتان مكسيكيتان متنافستان مكونات هذا العقار الكيميائية من الصين، ثم تصنعان الحبوب في مختبراتهما السرية، قبل أن تنقله إلى الجانب الآخر من الحدود بالطريقة الكلاسيكية، ويختلف سعر بيعها من مكان لآخر، لكنه يتراجع عموما بسبب كثرة العرض.
وفي تحقيق لها، تتبعت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) مؤخرا رحلة هذا العقار، وسلطت الضوء على الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الإدارات المتعاقبة، حيث “فشلت وزارة الأمن الداخلي التي تتحمل وكالاتها مسؤولية الكشف عن المخدرات في توسيع نطاق تقنيات الفحص والتفتيش عند المعابر، دون فعل الكثير لوقف المتاجرين بالفنتانيل”.
ونبّهت الصحيفة إلى صعوبة منع حركة مرور هذا المخدر بسبب الشبكات الاجتماعية، حيث يتصل المزيد من الشباب الذين يبحثون عن مسكنات الألم أو مضادات الاكتئاب مباشرة بتجار المخدرات عبر الإنترنت، ليرسلوا لهم الطلب عن طريق البريد، وفي النهاية يجدون أنفسهم في حالة إدمان، علما بأن “مليغراما واحدا من الفنتانيل يعدّ جرعة قاتلة”، بحسب إدارة مكافحة المخدرات.