حرب أوكرانيا.. “فاغنر” تسيطر على ثاني أكبر محطة للطاقة وكييف تقطع خط إمداد لروسيا في خيرسون
ذكرت مواقع إخبارية للانفصاليين شرقي أوكرانيا أن مسلحين روسا ينتمون لمرتزقة شركة فاغنز سيطروا على محطة فولهيرسكا للطاقة، وهي ثاني أكبر محطة للطاقة في أوكرانيا وتقع شرقي البلاد، بينما قال الجيش الأوكراني إن قواته جددت قصف جسر أنتونوف لقطع الإمداد عن الجيش الروسي في مقاطعة خيرسون (جنوبي أوكرانيا).
ونشرت مواقع إخبارية تابعة للانفصاليين في منطقة دونيتسك (شرقي أوكرانيا) صورا تظهر مرتزقة فاغنر أمام المبنى الإداري لمحطة فولهيرسكا، وهي أكبر محطة طاقة تعمل بالفحم في أوكرانيا، وتبعد مسافة 50 كيلومترا شمال شرق مدينة دونيتسك.
وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أنه لم يتسن لها التحقق من هذه المعلومات، في حين أشارت تقارير أخرى إلى استمرار القتال حول موقع المحطة المتنازع عليها بين القوات الروسية والانفصاليين من جهة، والقوات الأوكرانية من جهة أخرى منذ نهاية مايو/أيار الماضي.
الاستخبارات البريطانية
وقالت الاستخبارات العسكرية البريطانية -في إفادتها اليوم الأربعاء- إن قوات فاغنر حققت تقدما تكتيكيا في جبهة القتال في إقليم دونباس، بالقرب من محطة فولهيرسكا، وذلك في ظل انسحاب بعض القوات الأوكرانية من المنطقة.
ولم تذكر هيئة الأركان العامة الأوكرانية أي معلومات عن محطة الطاقة في تقريرها المسائي عن الأوضاع الميدانية، لكن اكتفت بالحديث عن قتال حول سيميهيريا الواقعة إلى الغرب قليلا من المحطة، وتحدث التقرير الصباحي عن هجمات جوية على مواقع أوكرانية في المنطقة.
وتستهدف القوات الروسية في هجومها على شرقي وجنوبي أوكرانيا السيطرة على البنية التحتية الحيوية، مثل محطات توليد الطاقة والمحطات النووية.
وأفاد تقرير هيئة الأركان بأن جنودا أوكرانيين تمكنوا من صد هجمات شرق الخط الواصل بين سيفرسك عبر سوليدار إلى باخموت، بالإضافة إلى عمليات دفاع ناجحة على طول أنحاء أخرى من الجبهة في دونيتسك وخاركيف المجاورة.
جسر أنتونوف
وفي جبهة خيرسون الجنوبية، قال الجيش الأوكراني اليوم الأربعاء إن قواته جددت قصف جسر أنتونوف الذي يعد خط إمداد للقوات الروسية في المنطقة التي تحتلها موسكو منذ الأسابيع الأولى للحرب التي اندلعت يوم 24 فبراير/شباط الماضي.
واستهدفت القوات الأوكرانية الجسر 4 مرات في آخر أسبوع، وتقول إن تدميره سيجعل القوات الروسية من دون أي إمدادات من القرم، وهو ما سيمنح عملية تحرير خيرسون -على حد وصفها- زخما كبيرا.
وأظهرت صورة متداولة الجسر وقد انفصل إلى قسمين في إحدى النقاط المستهدفة منه عقب القصف الأوكراني، كما بث الجيش الأوكراني صورا قال إنها للجسر تظهر آثار الدمار الذي لحق به.
في المقابل، اتهم كيريلو ستروموسوف -المتحدث باسم الإدارة الموالية لروسيا في مقاطعة خيرسون- القوات الأوكرانية باستهداف جسر أنتونوف بصواريخ أميركية الصنع للمرة الرابعة في غضون أسبوع، وقال إن الحركة على الجسر توقفت بالكامل.
غير أن ستروموسوف استدرك قائلا “لكن لدى روسيا الإمكانيات اللازمة لتعويض الجسر في حال إعطابه بشكل كامل، وهي تجهز حاليا عبارات لكي لا يؤثر تدمير الجسر في أي لحظة على سير العملية العسكرية”، مضيفا أن الجيش الروسي سيركب جسورا عائمة وجسورا عسكرية للسماح بعبور نهر دنيبر.
وغرّد مستشار الرئاسة الأوكرانية، ميخايلو بودولياك، معلقا على الهجوم على جسر أنتونوف “يجب أن يتعلم المحتلون السباحة لعبور نهر دنيبر، أو مغادرة خيرسون طالما استطاعوا”.
وهذا الجسر من أكبر الجسور الأوكرانية، وينظر إليه باعتباره من أهم المكاسب الإستراتيجية للقوات الروسية في الجنوب الأوكراني، نظرا لحجمه الكبير وقدرته على نقل الآليات الكبيرة والمعدات العسكرية مهما كانت أحجامها.
وكانت القوات الروسية سيطرت على مدينة خيرسون بعد عبورها جسر أنتونوف في الأول من مارس/آذار الماضي.
جبهة خاركيف
وفي جبهة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، أفاد مراسل الجزيرة بأن دوي انفجارات قوية سمع في ثاني أكبر مدينة في البلاد فجر اليوم الأربعاء، بعد دقائق من انطلاق صفارات الإنذار في المقاطعة. ورصدت كاميرا فريق الجزيرة لحظة إطلاق الدفاعات الجوية الأوكرانية صواريخها المضادة لاعتراض المقذوفات الروسية.
وقال حاكم خاركيف إن القصف الروسي استهدف الحي الصناعي بالمدينة، وتسبب في إصابة 6 أشخاص على الأقل يتلقون العلاج اللازم.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد مرور 4 أشهر من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، استولت موسكو على مقاطعة لوغانسك، وهي واحدة من مقاطعتين تشكلان إقليم دونباس، لكنها ما زالت بعيدة عن الاستيلاء على المقاطعة الأخرى، وهي دونيتسك.
لكن قواتها استولت بالفعل على مناطق خارج دونباس، خاصة في مقاطعتي زاباروجيا (جنوب) وخيرسون، وتواصل توجيه ضربات صاروخية على مدن في مقاطعتي أوديسا وميكولايف (جنوب).