المسلمون الشيعة في السعودية أحيوا يوم عاشوراء هذا العام وسط اهتمام إعلامي ورسمي (الفرنسية)

المسلمون الشيعة في السعودية أحيوا يوم عاشوراء هذا العام وسط اهتمام إعلامي ورسمي (الفرنسية)

أحيا المواطنون الشيعة في السعودية يوم عاشوراء هذا العام في محافظة القطيف (شرقي المملكة)، وسط إشادة بالجهود التنظيمية الرسمية التي أسهمت في تسهيل وتهيئة الأجواء لإقامة هذه الاحتفالية الدينية المهمة.

وعاشوراء هو العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي نجى الله فيه النبي موسى -عليه السلام- من فرعون، ويوم استشهاد الإمام الحسين بن علي -حفيد النبي محمد صلى الله عليه وسلم- في كربلاء.

 

ويحتفل المسلمون الشيعة في السعودية بموسم عاشوراء طوال الأيام العشرة الأوائل من شهر محرم، وسط تحضيرات واسعة تتضمن عدة نشاطات، من بينها محاضرات دينية، ومراسم عزاء، ومعارض فنية، ومسرحيات، وحملات تبرع بالدم، وموائد للطعام.

وأقيمت مراسم المناسبة السنوية في عدد من الحسينيات في القطيف، إلى جانب “مآتم” وهي عبارة عن مجالس كبيرة تقام في أماكن مفتوحة وتستوعب عددا كبيرا ممن يحضرون الطقوس.

جهود ملحوظة

وقد بذلت دائرة الأوقاف والمواريث في القطيف إلى جانب بلدية القطيف والقوات الأمنية جهودا كبرى لتسهيل إقامة الاحتفالات بموسم عاشوراء، حيث تعمل القوات الأمنية على توفير الأمن وتأمين المدن والقرى التي تقام فيها هذه الاحتفالات.

وقد أعرب المواطنون السعوديون الشيعة عن اطمئنانهم للجهود الرسمية لمواجهة التطرف والسعي لتعزيز التسامح الديني، وكذلك جهود السلطات الأمنية في تأمين المناطق التي تشهد إقامة مناسبات العزاء.

 

 

كما أكدت شخصيات دينية واجتماعية بارزة في محافظة القطيف نجاح موسم عاشوراء، وحضور الخطاب الديني المعتدل، بما يكفل نقل صورة إيجابية تليق بالموسم، مشددة على مبادئ تعزز تماسك النسيج الوطني، والبعد عن الممارسات الخارجة عن المألوف التي تحمل في طياتها إساءة للدين الإسلامي الحنيف، وتعدّ دخيلة على المجتمع السعودي.

وفي هذا الصدد، أشار العالم الشيعي الشيخ منصور السلمان -في تصريحات نشرتها وسائل إعلام سعودية- إلى أن الجهات الحكومية في القطيف كانت على مستوى العلاقة الوطيدة مع المواطنين في كل ما يعود لمصلحة المواطن، لافتا إلى تحمل هذه الجهات معاناة ليست بالسهلة بسبب الأجواء الحارة والرطوبة الشديدة، وأشاد بأنها جعلت ذلك جزءا من واجبها، مما يعجز معه المواطن عن إسداء آيات الشكر والعرفان لهم.

من جانبه، قال الشيخ حسن الصفار “كما في كل عام، أحيا أهالي محافظة القطيف عاشوراء هذا العام”، مشيرا إلى أن برامج موسم عاشوراء حاشدة بالحضور الجماهيري الكبير في أجواء من الطمأنينة والهدوء.

وأضاف، في تصريح له، “ففي كل يوم من عشرة محرم، كانت تلقى في مجالس القطيف ما يقارب ألف محاضرة وخطبة تحضرها مختلف شرائح المجتمع التي تستمع إلى الوعظ والإرشاد المتضمن للمعارف الدينية وتأكيد الولاء للوطن”.

اهتمام رسمي وإعلامي

وإلى جانب الحضور والرعاية الرسمية لإحياء موسم عاشوراء، حرصت العديد من وسائل الإعلام السعودية على الاهتمام بتغطية الحدث، حيث بثت قناة “الإخبارية” التلفزيونية الحكومية، ومحطات تلفزة أخرى بجانب الكثير من وسائل الإعلام المحلية، العديد من التقارير المصورة عن إحياء المناسبة في أكبر بلدان الخليج العربي.

 

كما شهدت منصات التواصل الاجتماعي في السعودية تفاعلا وإشادة كبيرة بالرعاية الحكومية لموسم عاشوراء هذا العام، بالإضافة إلى  تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا من إحياء مواطنين شيعة ليوم “عاشوراء” في محافظة القطيف.

 

وفي تغريدة له على موقع تويتر، قال الإعلامي السعودي وائل رفيق: “بتعاون من أهالي القطيف والجهات المعنية، نجح موسم عاشوراء في القطيف شرق السعودية التي تهتم بالمنتمين إلى كافة المذاهب فيها (…)”.

من جانبها، نوهت الكاتبة والطبيبة السعودية لمياء البراهيم بتغطية قناة الإخبارية لموسم عاشوراء. وكتبت البراهيم على تويتر: “للمعلومية، الحكومة السعودية منذ تأسيسها حفظت حرية الاعتقاد الديني لجميع مواطنيها مع حمايتهم من المتطرفين والإرهابيين وتحت سيادة الدولة والقانون، والجوالات ما قصرت بالنقل وتصحيح المفاهيم المغلوطة”.

تجدر الإشارة إلى أن المسلمين الشيعة يحتفلون كل عام بمناسبة ذكرى عاشوراء، عبر فعاليات منبرية تقام في المساجد والحسينيات، وتشهد إقامة مئات المجالس التي تحمل صفة الوعظ الديني واستذكار واقعة كربلاء التي تتمتع بأهمية لدى المسلمين الشيعة.

المصدر : الصحافة السعودية + مواقع التواصل الاجتماعي

About Post Author