قالت مجلة إيكونوميست (The Economist) البريطانية إن الحرب الروسية على أوكرانيا ومرونة الغرب في التعامل معها من أهم ما ميَّز عام 2022.
وذكرت المجلة في مقال أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتقد أن “الانسحاب المذل” من أفغانستان في 2021، سيكرّس الانقسام الغربي بما يضمن له عدم توحدهم ضده في حرب أوكرانيا.
لكن الغرب بقيادة الولايات المتحدة -توضح المجلة- ألقى بكل ثقله خلف الديمقراطية الأوكرانية التي باتت تشكل مصدر إلهام للجميع بعد صمودها أمام الغزو الروسي.
وفي داخل الولايات المتحدة، تميّز في عام 2022 نجاح تيار الوسط في الحفاظ على “الحقوق الأساسية” ومن بينها الحق في الإجهاض، خاصة بعد قرار المحكمة العليا منعه إلا في حالات معينة، إلى جانب فشل المرشحين المنكرين لنتائج الانتخابات والمدعومين من دونالد ترامب في الاستحقاقات الأخيرة.
وفي فرنسا، تقول الإيكونوميست إنه على الرغم من محاولة مارين لوبان تمويه الجذور المتطرفة لحزبها بتغيير اسمه من “الجبهة الوطنية” إلى “التجمع الوطني”، فقد فشلت في الفوز بالرئاسيات وهزمها إيمانويل ماكرون.
كما أن اليمينية الإيطالية المتشددة جورجيا ميلوني، انحازت إلى الوسط بعد فوزها بالانتخابات.
وحتى في بريطانيا، فكل من المحافظين والعمال يعلمون أن النصر يكمن بعيدا عن المتطرفين في اليمين واليسار.
كما انتقدت المجلة البريطانية إيران، وتحدثت عن مقتل مهسا أميني وعشرات المتظاهرين وخاصة من النساء، احتجاجا على إجراءات السلطات ضد الحريات والناشطين الحقوقيين.
وذكرت إيكونوميست أن الرئيس الصيني شي جينغ بينغ وإن كان نجاح في تمديد سيطرته على السلطة في البلاد، فإنه يواجه تحديات كثيرة في مقدمتها نتائج سياسته في مواجهة كورونا والتي أثارت غضب كثير من المواطنين.
وقالت المجلة إن الاختبارات التي عاشها الكوكب عام 2022 كشفت عمق الانقسامات العالمية، وذكرت أن 35 دولة مثلا امتنعت عن التصويت في أحدث تصويت أممي ضد روسيا، وأكدت أن الاستياء الدولي مفهوم كون الغرب ظل يظهر أن مخاوفه هي قضايا عالمية، في حين أن مصائب الآخرين -مثلا في اليمن أو القرن الأفريقي- هي قضايا إقليمية لا غير.
وتحدثت المجلة عن معاناة الاقتصاد العالمي بعد أزمة كورونا، والمشاكل التي غرق فيها بسبب الاختيارات السياسية الدولية، وأكدت أن الغرب ظهر متعجرفا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، لكنه دفع الثمن في العراق وأفغانستان وفي الأزمة الاقتصادية الدولية ما بين 2007 و2009.
وأضافت أن الغرب واجه تحديات صعبة بعد أن هزته انتصارات التيارات الشعبوية في الداخل، والنهوض الاستثنائي للصين خارجيا، قبل أن يستبعد توازنه ويجد موطئ قدم له على أرض متحركة.