الاتحاد الأوروبي يناقش دعم أوكرانيا ومعاقبة إيران والحرب على غزة
يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ اليوم الاثنين لمناقشة تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، وتوسيع نطاق العقوبات على إيران.
ورغم أن تركيز الاجتماع الأساسي سيكون على دعم أوكرانيا وتوسيع نطاق العقوبات على إيران، فإن من المقرر أن يناقش الوزراء أيضا الحرب في السودان، ومسألة فرض عقوبات على المستوطنين الإسرائيليين الذين يستخدمون العنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، إلى جانب بحث سبل وقف الحرب في غزة.
دعم أوكرانيا
فعلى صعيد الحرب الروسية الأوكرانية، تخضع حكومات دول الاتحاد الأوروبي لضغوط لتزويد كييف بالمزيد من أنظمة الدفاع الجوي مثل صواريخ باتريوت، خاصة بعد تصعيد روسيا لهجماتها على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
ومن جانبه، وافق مجلس النواب الأميركي على حزمة مساعدة بقيمة أكثر من 60 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية.
وحث مسؤولون في الاتحاد الأوروبي، مثل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، الدول الأعضاء على تكثيف الجهود لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، وخاصة الدفاع الجوي.
ومن المتوقع أن يعلن حلف الناتو عن إجراءات جديدة في هذا الصدد، بعد مؤتمر عبر الاتصال المرئي لوزراء دفاع حلف الناتو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الجمعة الماضي.
وأشار ستولتنبرغ إلى أن حلف الناتو قد حدد القدرات المتاحة في جميع الدول الأعضاء، وإمكانية توفير أنظمة دفاعية لأوكرانيا بما في ذلك صواريخ باتريوت، بالإضافة إلى أسلحة أخرى مثل نظام “سامب تي” الفرنسي، وهو نظام دفاع جوي متوسط المدى.
وحتى الآن، أعلنت ألمانيا فقط عن نيتها لإرسال نظام باتريوت إضافي استجابة لنداءات أوكرانيا الأخيرة.
وسينضم وزراء الدفاع من الدول الأعضاء إلى وزراء الخارجية في المناقشات حول أوكرانيا اليوم الاثنين، بالإضافة إلى وزيري الخارجية والدفاع الأوكرانيين، قبل التحول إلى مناقشة الأزمة في الشرق الأوسط.
العقوبات على إيران
أما بالنسبة لإيران، فسيعمل الوزراء على التوصل إلى اتفاق على مدى فرض عقوبات إضافية عليها عقب الهجوم الذي نفذته طهران باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ ضد إسرائيل قبيل منتصف أبريل/نيسان الجاري.
ويفرض الاتحاد الأوروبي بالفعل عقوبات متعددة على إيران بسبب برنامجها النووي، و”انتهاكات حقوق الإنسان”، وتزويد روسيا بالطائرات المسيرة.
واتفق زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على فرض مزيد من العقوبات على إيران، ودعت العديد من دول الاتحاد إلى توسيع نطاق العقوبات لتشمل الصواريخ وعمليات نقل الأسلحة إلى وكلاء إيران في الشرق الأوسط.
وأوضح دبلوماسيون أن دول الاتحاد الأوروبي ستناقش أيضا فرض عقوبات جديدة تتعلق بإنتاج الصواريخ.
وتضغط بعض الدول أيضا لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، لكن لم يجد المسؤولون بعد أساسا قانونيا لهذه الخطوة، وليسوا على ثقة بأنها ستحظى بتأييد جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، قالت وزيرة خارجية بلجيكا حجة لحبيب اليوم الاثنين إن العقوبات الجديدة التي سيفرضها الاتحاد الأوروبي على طهران يجب أن تشمل الحرس الثوري.
وأضافت للصحفيين قبل اجتماع وزراء الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ أن دول الاتحاد لم تتوصل لتوافق بعد بشأن الأسس القانونية التي يمكن انطلاقا منها إضافة الحرس الثوري لقائمة الكيانات التي يعتبرها الاتحاد بأكمله إرهابية.
فرض عقوبات على المستوطنين
كما صرحت لحبيب بأنها تعتقد أنه يجب عليهم توسيع نطاق العقوبات المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين الذين ينتهجون العنف في الضفة الغربية.
وقالت “حان الوقت ليظهر الاتحاد الأوروبي نفسه بوضوح في عملية السلام، فالدعوات وحدها لا تكفي، والقتل مستمر في غزة”.
وأكدت لحبيب أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يتطلب تدخلا فوريا، مشيرة إلى أن هناك مأساة إنسانية يجب إيقافها، وأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يقوم بدور فعال في وقف العنف وتحقيق الاستقرار.
وشددت لحبيب على ضرورة عدم السماح للولايات المتحدة بأن تكون اللاعب الوحيد في هذا الصراع، مشيرة إلى أن العقوبات يجب أن تفرض على جميع الذين يساهمون في تصاعد التوترات والعنف بما في ذلك “المستوطنون العنيفون” ومن يدعمهم.
وفي ختام تصريحاتها، أكدت لحبيب أن الاعتراف بدولة فلسطينية خطوة حاسمة نحو تحقيق حل الدولتين، وأن بلجيكا مستعدة للترحيب بأي مبادرة تهدف إلى تعزيز هذا الهدف المشترك.
وقف دائم لإطلاق النار في غزة
من جانبه، طالب وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بوقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة، محذرا من خطر امتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى رفح.
كما طلب ألباريس بفتح جميع النقاط البرية “مرة واحدة وإلى الأبد” لتقديم المساعدات للمدنيين في غزة، مؤكدا أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضروري للغاية من أجل الوصول إلى حل سياسي للوضع بالشرق الأوسط.
وقال إن حل الدولتين يعني جعل السلام نهائيا لا رجعة فيه وتجنب دوامات العنف المتواصلة.