البطولة الدولية لمناظرات الجامعات.. تتويج لجامعة تكساس بقطر وأفضل فريق من غير الناطقين بالعربية لجامعة ابن خلدون بتركيا
فازت جامعة “تكساس إيه آند إم قطر” (TEXAS A&M AT QATAR) بلقب الدورة السادسة للبطولة الدولية لمناظرات الجامعات، في حين تم اختيار جامعة ابن خلدون من تركيا كأفضل فريق من غير الناطقين باللغة العربية.
ونظمت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالتعاون مع كل من جامعة محمد الفاتح وجامعة ابن خلدون في تركيا نهائيات البطولة في مدينة إسطنبول.
السلام مسؤولية الجميع
وتحت شعار “السلام العالمي مسؤولية الجميع”، أُقيمت النهائيات بين 17 و22 يونيو/حزيران الجاري، بمشاركة 353 طالبا وطالبة من 48 دولة، يمثلون 91 فريقا بينهم 28 فريقا لغير الناطقين بالعربية، لمناقشة أفكار حول قضايا مجتمعية معاصرة باللغة العربية.
كما شارك 163 مُحكِّما في البطولة التي تضم فئتين من المنافسين هما الناطقون باللغة العربية وغير الناطقين بها.
وتأهل فريقا جامعة تكساس (قطر) وجامعة العلوم والتكنولوجيا (الأردن) إلى الجولة الأخيرة من البطولة وفازت تكساس باللقب.
كما تم تكريم أفضل 5 طلاب من غير الناطقين بالعربية، واحتل المرتبة الأولى طالب من جامعة العلوم الإسلامية بماليزيا.
وجرى أيضا تكريم أفضل 10 متحدثين من الناطقين بالعربية، واحتل طالب من جامعة طرابلس (ليبيا) المرتبة الأولى.
النهوض باللغة العربية
وقالت المديرة التنفيذية لمركز مناظرات قطر، الدكتورة حياة معرفي، إن “الدولة التركية تعمل على تعزيز اللغة العربية وتفعيلها كلغة دين ولغة أمة، وهو ما تعمل المناظرات على نشره”.
وأضافت معرفي أن “المناظرات شكلت طريقة للتواصل مع الدول التي لديها تعطش للنهوض باللغة العربية أو لتعلمها، وتركيا من الدول التي تريد النهوض بالعربية”.
وتابعت أن “الطالب المتدرب يستطيع من خلال برنامج مناظرات قطر أن يتعلم فنون المناظرة ويتحدث العربية ويتعلم مهارات المناظرة المختلفة من التحليل والتفكير الناقض وحل مشكلات، ليجد نفسه فجأة متحدثا سلسا بالعربية”.
وأردفت “أما غير الناطق بالعربية فحين يدرك أن لديه القدرات الفكرية والمنطق القوي، ينطلق متحدثا ويشعر بنفسه سلسا لأن اللغة تصبح واضحة بالنسبة له”.
ونظمت مؤسسة قطر الدورات الخمس السابقة من البطولة الدولية لمناظرات الجامعات في قطر، ثم استضافت إسطنبول الدورة السادسة.
وعن اختيار تركيا لاستضافة بطولة المناظرات الدولية، قالت معرفي: “أصر أشقاؤنا الأتراك على استقبال هذه البطولة. وتسهيل الدخول إلى تركيا لجميع الطلاب من كافة الجنسيات كان سببا آخر لاختيارها بلدا مستضيفا”.
واستطردت “كما أردنا أن نفعّل مذكرة التفاهم التي وقّعناها مع جامعة السلطان محمد الفاتح، وكانت أول ثمرة نقطفها معا هذه البطولة وهذا نجاح لنا جميعا، إضافة إلى افتتاح مركز دراسات اللغة العربية ومركز مناظرات- فرع تركيا”.
ووقّعت جامعة السلطان محمد الفاتح ومركز مناظرات قطر، في ديسمبر/كانون الأول 2021، مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بينهما والعمل على افتتاح مركز مناظرات تركيا في مقر جامعة الفاتح.
وعن الرؤية المستقبلية، قالت معرفي إن هناك مخططات لبرنامج زمالة، وستكون هناك مقررات دراسية في فن المناظرات في بعض الجامعات التركية.
وتهدف البطولة إلى تعزيز اللغة العربية بين الشباب العربي وتشجيع طلاب الجامعات غير الناطقين بالعربية على تعلمها وممارستها ضمن بيئة تعليمية.
تطوير الشباب
وقال نائب وزير التعليم القطري الدكتور إبراهيم النعيمي إن “وجود الطلاب (سويا) فترة من الزمن يؤدي إلى بناء علاقات خاصة في قضايا حوارية”.
وأكد أن هذه المناظرات تساعد على جعل الفكر العربي “موضوعيا وهادفا من خلال النقاش، فبالرغم من اختلاف الآراء فإن الخلاف لا يفسد للود قضية”.
ورأى النعيمي أن هذا النوع من المناظرات يسمح للشباب بطرح فكره فيزيد من ثقته بنفسه، فهؤلاء الطلاب لا يزالون في مقتبل العمر لكن البطولة فرصة لهم لتكون لهم قضية يدافعون عنها.
وتابع أن “هؤلاء الطلاب من خلال تعلم النقاش في المناظرات وطرح أفكارهم سيمكنهم في المستقبل أن يكونوا سياسيين، فجزء من تطوير الشباب يكون عبر مناقشاتهم مع الآخرين وطرح وجهات نظرهم”.
لغة محورية
من جانبه، قال رئيس جامعة محمد الفاتح، الدكتور محمد فاتح أندي، في كلمة له خلال الفعالية، إن “اللغة العربية سريعة الانتشار وناشطة ولها قيمة معنوية، فهي لغة القرآن ولغة القانون والسياسة والثقافة والتصوف، وهي التي بنت أساسات الحضارة الإسلامية”.
وأكد أن “اللغة العربية مهمة لأنها لغة الدين والفكر والحضارة، لذلك سعدنا أن نسهم في المناظرة، فنحن ندرك أهمية ميراثنا ومسؤوليتنا ونولي أهمية خاصة للغة العربية وتعلمها”.
واستطرد أندي “نهتم ببرنامج المناظرات باللغة العربية، لأننا نريد أن نقول إن السلام العالمي يتركز حول الحديث والتحدث والمناظرة، فاللغة العربية محورية لعكس الروح الإسلامية للشعوب الإسلامية”.
يذكر أن مركز مناظرات قطر عضو في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، تأسس عام 2008 في الدوحة بهدف نشر ثقافة المناظرات باللغة العربية وتعزيز اللغة، وأَطلق في 2010 بطولات على مستوى العالم.