الجيش الروسي يتسلم مئات الدبابات الحديثة وزيلينسكي يقول إن سقوط باخموت ستكون له “عواقب وخيمة”
كشفت مصادر روسية عن دخول مئات الدبابات الحديثة الخدمة لاستخدامها في أوكرانيا، في حين قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه ستكون هناك عواقب وخيمة على أوكرانيا إذا خسرت معركة باخموت.
وكشفت وكالة سبوتنيك عن أن القوات المسلحة الروسية تسلمت المئات من دبابات “تي-90” (T-90) المعروفة أيضا باسم “بروريف”، بالإضافة إلى دبابات “تي-72 بي 3 إم” (T-72B3M) الحديثة للغاية، وذلك لاستخدامها في منطقة “العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا”.
ونقلت سبوتنيك عن مصدر مطلع قوله إن مجمع الصناعات الدفاعية الروسي “سلم عدة مئات من الدبابات الجديدة -التي تم إنتاجها مؤخرا- للقوات في منطقة العملية العسكرية الخاصة”. وأكد المصدر أن هذه الدبابات متفوقة تماما من حيث الخصائص القتالية على تلك الدبابات التي تملكها القوات الأوكرانية، وتلك التي تسلمتها وستتسلمها من دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO)، حسب قوله.
وأضاف المصدر أن الدبابات الجديدة تم تجهيزها بحماية إضافية، بما يسمح لها بمقاومة الأسلحة المضادة للدبابات بشكل فعال، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن القوات الإستراتيجية الصاروخية بدأت تدريبات مقررة سلفا في منطقة نوفوسيبيرسك التابعة للمنطقة العسكرية الوسطى تشمل أنظمة صواريخ “يارس” النووية الباليستية العابرة للقارات.
وأضافت الوزارة أن التدريبات ستولي اهتماما خاصا لاستخدام الطائرات المسيرة.
في المقابل، قال وزير الدفاع البريطاني إن الدبابات البريطانية “تشالنجر 2” (Challenger 2) وصلت أوكرانيا، لكن لا يزال هناك وقت قبل استخدامها في المعركة.
“حرب هجينة”
في سياق مواز، قال الكرملين، اليوم الأربعاء، إنه من المستحيل تحقيقُ أهداف العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا عبر السياسة والدبلوماسية.
وأضاف الكرملين أن هدف العملية العسكرية هو ضمان أمن روسيا بشكل عام وسلامة مواطنيها والمناطق الروسية الجديدة بشكل خاص، موضحا أن الصراع مع الغرب هو حرب بالمعنى الأوسع للكلمة وسيستمر لفترة طويلة.
كما أعرب الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن أمد “الحرب الهجينة” بين روسيا والدول الغربية بشأن النزاع في أوكرانيا سيطول.
هجوم مضاد
ميدانيا، قالت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك إن مدنيين اثنين قُتلا جراء قصف أوكراني استهدف المدينة.
وأشارت السلطات إلى أن القوات الأوكرانية قصفت 4 مناطق سكنية بأكثر من 30 قذيفة، بما في ذلك أحياء وسط المدينة، مضيفة أن القصف ألحق أضرارا مادية بمبان سكنية عدة ومرافق البنية التحتية المدنية.
من جهة أخرى، قال عضو مجلس إدارة مقاطعة زاباروجيا الموالي لروسيا فلاديمير روغوف إن القوات الأوكرانية تحضّر عدة سيناريوهات لشن هجوم مضاد في منطقة زاباروجيا، مشيرا إلى أن الحديث يدور عن تنفيذ عملية برية وعبور نهر دنيبر.
ورجح أن تكون زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأخيرة إلى منطقة دنيبرو بيتروفسك والأجزاء التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية في زاباروجيا، واجتماعه هناك مع القيادة العسكرية، مرتبطة بهذه الخطط.
من جانبها، قالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار إن ما تصفها الدعاية الروسية “بأم المعارك في باخموت” ليست نهاية العالم. وأضافت أن الجانب الروسي يحاول تصوير باخموت على أنها حدث مروع، وتقسيم الواقع إلى ما قبل معارك باخموت وما بعدها.
وأشارت إلى أن الدفاع عن باخموت سيتم ما دام كان ذلك ضروريا من وجهة نظر القيادة العسكرية. وشددت ماليار على أن الدعاية الروسية ليست هي من يحدد المدة التي سيتم خلالها الدفاع عن باخموت، وفق قولها.
“عواقب وخيمة”
بدوره، قال المتحدث باسم القوات الأوكرانية في الشرق إن الوضع في باخموت صعب وديناميكي، لكن القوات الروسية لم تكتسب أي ميزة إستراتيجية هناك.
لكن المتحدث اعترف بأن الروس يحرزون تقدما تكتيكيا في باخموت، لكن الجانب الأوكراني يعمل على اتخاذ إجراءات مضادة، على حد قوله.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني إنه ستكون هناك عواقب وخيمة على أوكرانيا إذا خسرت معركة باخموت. وأضاف -في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس- أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعتبر سقوط باخموت نصرا خاصا له، وسيبيعه لشعبه والغرب والصين وجميع البلدان.
وبشأن العلاقات مع الصين، قال زيلينسكي إنه مستعد للتحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، وإنه وجه له الدعوة لزيارة أوكرانيا.
سلوك استفزازي
وفي موسكو، قال سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف إن ما سماه السلوك الاستفزازي للغرب في أزمة أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى نتائج كارثية. وأضاف أن روسيا ستحقق هدفها رغم تزايد الدعم الغربي لأوكرانيا، وأنها مقتنعة بضرورة الحيلولة دون اصطدام دول نووية.
وأشار باتروشيف إلى أن روسيا ستتمكن من نزع السلاح في أوكرانيا وضمان حيادية كييف، على حد تعبيره، مضيفا أن نحو 50 دولة من “تحالف رامشتاين” تشارك في الصراع المسلح إلى جانب كييف.
من جهتها، قالت السفارة الروسية في واشنطن -في بيان لها- إن تصريحات المسؤولين الأميركيين بشأن دعم إنشاء محكمة خاصة ضد روسيا لا تمت للعدالة بصلة.
وأضاف البيان أن -ما سمتها- الاتهامات الفظيعة التي لا أساس لها جزء من حملة واشنطن المعادية للروس.
وأوضحت السفارة الروسية أن واشنطن تلزم الصمت بشأن دورها في التحريض بأوكرانيا ودعم كييف بالأسلحة الفتاكة، وفقا للبيان.