الحرب الروسية الأوكرانية.. الغرب يحشد للتصويت في الأمم المتحدة لتعليق عضوية روسيا بمجلس حقوق الإنسان وموسكو تهدد
كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أوكرانيا قدمت اليوم الأربعاء مسودة اتفاق جديدة لروسيا، وأن المسودة الجديدة تتضمن تراجعا عن المقترحات التي قدمت في إسطنبول، في حين تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس على مشروع غربي لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية بسبب تقارير عن “انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان” على يد القوات الروسية في أوكرانيا.
وعبر لافروف عن رفض بلاده للمقترح الأوكراني الجديد لبحث قضيتي دونباس والقرم في اجتماع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال إن واشنطن وحلفاءها يتحكمون في نظام كييف ويضغطون على زيلينسكي لمواصلة القتال، وإن بلاده مع ذلك ستواصل المحادثات مع الجانب الأوكراني وستقدم مسودة اتفاق روسية.
المعارك في ماريوبول
وفي تطور جديد، أعلن المتحدث باسم قوات دونيتسك الانفصالية أن المعارك انتهت في وسط ماريوبول، وتتركز الآن في منطقة معمل آزوف للحديد.
وأضاف “دخلنا ميناء ماريوبول وندفع القوات الأوكرانية باتجاه المنطقة الصناعية”، مشيرا إلى أن قرابة 3 آلاف عسكري أوكراني لا يزالون في ماريوبول.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الروسية دمرت مدينة ماريوبول تقريبا، وإنها تمنع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى المدينة، مؤكدا أن قواته استطاعت صد الهجمات الروسية على مدينة أوديسا.
ومن جهته، قال أوليكسي أريستوفيتش المستشار في الرئاسة الأوكرانية اليوم الخميس إن الهجمات الجوية الروسية تركز الآن بالأساس على مناطق شرق البلاد، مضيفا أن القوات الروسية تسعى لتطويق القوات الأوكرانية في المنطقة.
وذكر أن مدينة ماريوبول الجنوبية المحاصرة صامدة، وأنه يعتقد أن الجهود الروسية لمحاصرة القوات الأوكرانية في الشرق ستذهب سدى. وأضاف في حديث على التلفزيون الوطني “الوضع تحت السيطرة”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قالت إن قواتها ستمضي قدما لدخول مدينة ماريوبول بعد رفض الجنود الأوكرانيين المهلة الروسية للخروج من المدينة.
وقد تصاعدت خلال الساعات الماضية حدة المواجهات في ماريوبول بين قوات الانفصاليين في دونيتسك مدعومة بالجيش الروسي وبين القوات الأوكرانية، وتركزت في وسط المدينة حيث يحاول الانفصاليون والقوات الروسية السيطرة عليها.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الجيش الروسي دمر 5 مستودعات توفر الوقود للآليات العسكرية الأوكرانية في دونباس، إضافة إلى خاركيف وميكولايف، بواسطة صواريخ فائقة الدقة أطلقت من الجو والبر.
كما أعلنت الوزارة أن القوات الروسية دمرت 24 موقعا عسكريا أوكرانيا وأسقطت 4 طائرات مسيرة في الساعات الماضية.
من جهة أخرى، نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن الولايات المتحدة لن تعلن نتائج التحقيق في جرائم القتل التي وقعت في بوتشا، لكنها ستقدم المعلومات للسلطات الأوكرانية.
وأوضح المسؤول الأميركي أن الاستخبارات الأميركية تعمل على جمع الأدلة لتحديد المتورطين في بوتشا، وأن الاستخبارات الأميركية قادرة على تحديد الوحدات الروسية التي نفذت ما وصفها بمجزرة بوتشا.
وقد أدان وزراء خارجية دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى ما وصفوه بالفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا وأضافوا أن المسؤولين عنها سيخضعون للمحاسبة.
الانسحاب من محيط كييف
وعلى صعيد التطورات الميدانية في محيط كييف، نقلت رويترز عن مسؤول عسكري أميركي كبير أن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن روسيا أتمت انسحابها من محيط كييف، وتعتقد أنها تعيد تجهيز قواتها وتزويدها بالإمدادات من أجل إعادة انتشار متوقعة في أوكرانيا.
وأضاف المسؤول أن الانسحاب تضمن مغادرة القوات الروسية مدينة تشيرنيهيف أيضا، مشيرا إلى أن التقييم الأميركي كان بالكامل خلال آخر 24 ساعة.
لكن المسؤول قال إن كييف لا تزال تحت التهديد حتى لو غادرت القوات البرية الروسية المنطقة.
وأضاف أن القوات التي تغادر المنطقة تتجه إلى روسيا وبيلاروسيا لإعادة تنظيم صفوفها، ولكن لم يتضح عدد القوات التي سيتم إعادتها في نهاية المطاف إلى أوكرانيا.
الحرب قد تستمر لسنوات
من ناحية أخرى، حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يتخل عن رغبته في السيطرة على كامل أوكرانيا، مرجحا أن تستمر الحرب “لأشهر وحتى سنوات”.
وقال ستولتنبرغ قبل اجتماع وزراء خارجية الحلف “علينا أن نكون واقعيين، قد تستمر الحرب لفترة طويلة، لأشهر وحتى لسنوات، لذلك علينا أن نكون مستعدين لمسار طويل، من حيث تقديم الدعم لأوكرانيا والاستمرار في العقوبات وتعزيز دفاعاتنا”.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إفادة صحفية إلى جانب ستولتنبرغ “سنقوم بـ3 أمور إذا استمرت روسيا بعدوانها على أوكرانيا: مواصلة دعم الأوكرانيين، وممارسة ضغط غير عادي على روسيا، وتعزيز دفاع الحلف”.
وقال بلينكن في مقابلة مع قناة “إم إس إن بي سي” (MSNBC) الأميركية في بروكسل “مقابل كل دبابة روسية ترسل إلى أوكرانيا سنزود أوكرانيا بـ10 أسلحة مضادة للدبابات”.
وخصصت الولايات المتحدة 100 مليون دولار إضافية لتمويل مشتريات الأسلحة لأوكرانيا.
3 طلبات لأوكرانيا
وقد طالب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم الخميس الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بتزويد بلاده بالمزيد من الأسلحة لمحاربة القوات الروسية.
وقال كوليبا لدى وصوله إلى مقر الحلف في بروكسل لحضور اجتماع مع نظرائه من الدول الأعضاء “جئت لأطالب بـ3 أمور: الأسلحة، الأسلحة ثم الأسلحة، كلما تسلمناها أسرع أُنقذت أرواح أكثر وتجنبنا دمارا أكبر”.
وأكد الوزير الأوكراني “نحتاج إلى طائرات وآليات مصفحة ومنظومات مضادة للطائرات”.
وأضاف أن “أفضل طريقة لمساعدة أوكرانيا حاليا هي تزويدها بكل ما تحتاجه لاحتواء وهزيمة الجيش الروسي في أوكرانيا كي لا تتوسع الحرب أكثر”.
من جانبه، صرح ستولتنبرغ بأن “أوكرانيا لديها حق الدفاع عن نفسها، سنصغي إلى الحاجات التي سيقدمها دميترو كوليبا، وسنناقش كيفية الاستجابة لها”.
في المقابل، قال الكرملين إن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا لا يساهم في نجاح محادثات السلام بين موسكو وكييف، وإن روسيا سترد على العقوبات الأميركية الأخيرة.
من جهته، قال رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين اليوم الخميس إن روسيا تواجه أشد الأوضاع صعوبة منذ 3 عقود بسبب العقوبات الغربية التي وصفها بأنها الأكبر في التاريخ، لكنه أكد أن المحاولات الخارجية لعزلها عن الاقتصاد العالمي ستبوء بالفشل.
وأكد أن الدول الغربية تقوم فعليا بسرقة الأموال الروسية، وأن عقوباتها تهدف “لتقويض تطورنا وإعادة بلادنا عشرات السنين إلى الوراء وخلق توترات اجتماعية”.
عضوية روسيا بمجلس حقوق الإنسان
من ناحية أخرى، تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس على مشروع غربي لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية بسبب تقارير عن “انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان” على يد القوات الروسية في أوكرانيا، في حين رجح حلف شمال الأطلسي “الناتو” (NATO) استمرار الحرب “لأشهر وحتى سنوات”، في حين أعلنت قوات دونيتسك الانفصالية انتهاء المعارك في وسط ماريوبول.
ويثق الدبلوماسيون الغربيون في أن لديهم ما يكفي من الدعم بين أعضاء الجمعية العامة البالغ عددهم 193 لتبني قرار بتعليق عضوية موسكو.
ويعبر نص المسودة عن “القلق البالغ إزاء أزمة حقوق الإنسان والأزمة الإنسانية المستمرة في أوكرانيا”.
ويمكن لأغلبية ثلثي أعضاء الجمعية العامة الذين يحق لهم التصويت تعليق عضوية بلد ما لارتكابه انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان.
وحذرت روسيا الدول من أن التصويت بنعم أو الامتناع عن التصويت سيعتبر “بادرة غير ودية” لها عواقب على العلاقات الثنائية.