في صحيفة واشنطن بوست (Washington Post)، ورد مقال للكاتبين دارين واكر رئيس مؤسسة فورد، وهمانت تانيغا رئيس شركة جنرال كاتاليست، وهي شركة أسهم خاصة، لفتا فيه إلى أن ثورة الذكاء الاصطناعي غدت حقيقة، وأن رواد كل مجال بدؤوا يراهنون بالمليارات على ما سيأتي بعد ذلك.
وحذر الكاتبان من أن هذا يجعلنا أمام لحظة فارقة محفوفة بالمخاطر، حيث يستعد التعليم الآلي لإعادة تشكيل مستقبل كل شيء بشكل جذري، خيرا كان ذلك أم شرا، كما فعل الإنترنت بعد انتشاره.
وأشارا إلى أن الذكاء الاصطناعي له القدرة على توسيع نطاق جميع الإخفاقات البشرية ونشرها، من تجاهل الحريات المدنية وإدامة العنصرية والطائفية وعدم المساواة، التي هي كلها متوطنة في المجتمع الأميركي.
وخلال ذلك ستقوم خوارزميات التعلم الآلي التي تحاكي التعلم البشري بتكرار الخطأ البشري والتحيز بطرق لا يمكن تمييزها غالبا، حتى نصطدم بالعواقب المتمثلة في القسوة الوحشية والاعتقالات الظالمة وفقدان الرعاية الحرجة لملايين السود، على سبيل المثال لا الحصر.
وأضافا أن الشركات التي تبحث وتطور الذكاء الاصطناعي تشارك أداة قوية مع جمهور قد لا يكون مستعدا لاستيعابها أو استخدامها بمسؤولية. والحكومات غير مستعدة بما فيه الكفاية لتنظيم هذه التقنية بطريقة تحمي الأشخاص المستخدمين لها، أو أولئك الذين قد يتضررون منها.
ويعتقد الكاتبان أن الوقت قد حان لوضع قواعد وأدوات جديدة توفر شفافية أكبر في كل مجموعات البيانات المستخدمة لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي والقيم المضمنة في حسابات صنع القرار، وطالبا بمزيد من الإجراءات لمعالجة الاضطراب الاقتصادي الذي سيتبع إعادة التعريف السريع للعمل.
وهنا نبها إلى أن على مطوري البرمجيات أن يلتزموا بالمراقبة المستمرة من خلال النماذج المصممة لاكتشاف المحتوى الخبيث مثل الأخبار المزيفة، وعمليات التدقيق الخارجية المستقلة لخوارزمياتهم.
كما يجب، حسب رأيهما، على صانعي السياسات والمنظمين اللحاق بركب تدابير الحماية للخصوصية والسلامة والمنافسة. وبالإضافة إلى الإشراف الحكومي، يجب أن يتطور بسرعة رأس المال الاستثماري ومجتمع الشركات الناشئة.
وختما المقال بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد اختراق تقني آخر، وأننا إذا أردنا أن نحمي أنفسنا منه فعلينا أن نبادر في مواجهته ونطوق أنفسنا بحواجز توفر تلك الحماية ويجب أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن، حسب رأيهما.