أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن مدينة ليمان باتت تحت السيطرة الأوكرانية “بعد طرد القوات الروسية بشكل كامل منها”، في حين أكد وزير ألماني أن بلاده في حرب مع بوتين.

وفي وقت سابق، أعلنت قوات أوكرانية أنها استعادت معقل ليمان الرئيسي شمال مقاطعة دونيتسك (شرقي أوكرانيا)، وهو ما اعتبره الأوكرانيون هزيمة قاسية للروس دفعت حليفا وثيقا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الدعوة لاستخدام محتمل لأسلحة نووية محدودة القوة.

 

وجاءت استعادة ليمان بعد يوم واحد فقط من إعلان بوتين ضم ما يقرب من خُمس مساحة أوكرانيا، بما في ذلك دونيتسك حيث تقع ليمان، إلى جانب وضع المناطق التي جرى ضمها تحت المظلة النووية الروسية.

وقال مراسل الجزيرة إن القوات الأوكرانية واصلت تقدمها داخل مدينة ليمان شمال مقاطعة دونيتسك، وبث الجيش الأوكراني صورا من داخل مبنى البلدية في المدينة، وما يسمى بمبنى الحكم الذاتي الخاضع للقوات الروسية.

وأضاف مراسل الجزيرة أن القوات الروسية قصفت مدنا وبلدات في المنطقة الجنوبية القريبة من دونيتسك. وكان حاكم مقاطعة دونيتسك أعلن مقتل 3 مدنيين في القصف الروسي الذي استهدف مدنا وبلدات في المقاطعة أمس السبت.

ومن جهته، قال سيرهي هايداي، رئيس الإدارة الإقليمية الأوكرانية في لوغانسك، إن القوات الروسية المحاصرة في ليمان طلبت من قيادتها إذنا بالانسحاب، لكنها رفضت.

 

وأضاف هايداي -في تصريح للتلفزيون الرسمي الأوكراني- أن تلك القوات أمام خيارات الاستسلام أو الهرب أو الموت في المدينة، على حد قوله.

 

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن القوات الأوكرانية تتكبد خسائر كبيرة في خاركيف ومحور كراسني ليمان، مشيرا إلى أنه تم سحب القوات الحليفة لروسيا من محور ليمان، خشية محاصرتها من طرف القوات الأوكرانية. كما أعلن كوناشينكوف القضاء على نحو 700 عسكري أوكراني في العمليات العسكرية أمس السبت.

وسقطت ليمان مايو/أيار الماضي في يد القوات الروسية التي استخدمتها مركزا للوجستيات والنقل لعملياتها في شمال منطقة دونيتسك. وتمثل استعادتها أكبر انتصار لأوكرانيا في ساحة المعركة منذ الهجوم المضاد الخاطف الذي شنته في منطقة خاركيف بالشمال الشرقي الشهر الماضي.

وتعهد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمزيد من النجاحات السريعة في منطقة دونباس، التي تشمل منطقتي دونيتسك ولوغانسك الخاضعتين للسيطرة الروسية إلى حد كبير.

وقال في خطاب -بثه عبر فيديو على موقعه مساء أمس السبت- “خلال الأسبوع الماضي، زاد عدد الأعلام الأوكرانية التي ترفرف في دونباس. وسيكون هناك المزيد منها في غضون أسبوع”.

 

التلويح بالنووي

وأثارت ما توصف بنجاحات أوكرانيا الأخيرة حفيظة حلفاء بوتين، على غرار رمضان قديروف، زعيم منطقة الشيشان في جنوب روسيا.

فكتب قديروف على تليغرام، قبل كلمة زيلينسكي، “في رأيي الشخصي، ينبغي اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، مثل إعلان الأحكام العرفية في المناطق الحدودية واستخدام أسلحة نووية منخفضة القوة”.

ويقول مسؤولون روس آخرون، من بينهم الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف، إن روسيا قد تضطر للجوء إلى الأسلحة النووية، إلا أن دعوة قديروف كانت الأكثر وضوحا.

وقال بوتين الأسبوع الماضي إنه لم يكن يبالغ عندما قال إنه مستعد للدفاع عن “وحدة أراضي” روسيا بكل الوسائل المتاحة، وأشار بوضوح -أول أمس الجمعة- إلى أن هذا يشمل أيضا المناطق الجديدة التي ضمتها موسكو. وتؤكد واشنطن أنها سترد بشكل حاسم على أي استخدام للأسلحة النووية.

محطة زاباروجيا النووية

وفي مستجدات ملف محطة زاباروجيا النووية، قال رئيس الشركة الوطنية لتوليد الطاقة النووية في أوكرانيا بترو كوتين إن دورية روسية اعتقلت مدير محطة زاباروجيا للطاقة النووية إيغور موراشوف واقتادته معصوب العينين الى جهة مجهولة.

 

وأضاف كوتين أن اعتقال موراشوف يعرض سلامة أكبر محطة نووية في أوروبا للخطر، داعيا إلى إطلاق سراحه ومغادرة الموظفين الروس من شركة “روس أتوم” المحطة النووية.

ومن جهتها، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن السلطات الروسية أبلغتها أن مدير محطة زاباروجيا النووية محتجز مؤقتا للاستجواب.

 

وزيرة ألمانية في أوكرانيا وزميلها يتحدث عن حرب مع بوتين

من ناحية أخرى، أنهت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينا لامبرشت زيارتها لأوكرانيا، وتعهدت الوزيرة خلال الزيارة لنظيرها الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف بأن بلادها ستسلم أول وحدة من أحدث أنظمة الدفاع الجوي المعلن عنها بالفعل “إيريس- تي إس إل إم” لأوكرانيا في غضون أيام قليلة.

وقبيل ذلك، صرح زميلها وزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ بأن ألمانيا “في حرب” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليكون بذلك أول وزير اتحادي يدلي بمثل هذا التصريح.

واستخدم لاوترباخ هذا التوصيف -في تغريدة على حسابه بموقع تويتر مساء أمس السبت- في رد فعل على اقتراح بأنه يتعين على دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) أن تضمن لروسيا ألا يتم ضم أوكرانيا للحلف، وذلك من أجل تمهيد الطريق لإجراء مفاوضات لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا.

 

وتساءل الوزير الألماني: “لنكن مرة صادقين: ما الذي يجب أن يجلبه حاليا الخضوع أمام بوتين؟”، وتابع: “إننا في حرب مع بوتين.. يجب متابعة الفوز بثبات في شكل تحرير أوكرانيا”.

يذكر أن وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر تحدث من قبل عن “حرب طاقة”، ودعا آنذاك -في تغريدة على تويتر- لمواصلة استخدام الطاقة النووية في ظل هذه الحرب.

اتصال بين بلينكن ونظيره الأوكراني

وفي السياق ذاته، أفادت الخارجية الأميركية بأن الوزير أنتوني بلينكن أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا، وأن الوزيرين بحثا “آخر مساعي موسكو غير القانونية وغير المشروعة لتغيير حدود أوكرانيا بالقوة”، وما سمته الخارجية الأميركية بـ”الفظائع المتزايدة التي ترتكبها القوات الروسية ضد الشعب الأوكراني”.

وقال بيان للخارجية الأميركية إن واشنطن ستواصل دعم جهود أوكرانيا لاستعادة السيطرة على أراضيها من خلال تعزيز موقفها عسكريا ودبلوماسيا.

وأكد بلينكن أن الولايات المتحدة ستحترم دائما حدود أوكرانيا المعترف بها دوليا، وفق البيان.

 

بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن -خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأسترالي- إن بلاده تبذل قصارى جهدها لتوفير ما تحتاج إليه أوكرانيا لتحقيق النصر على روسيا.

وأضاف أوستن أن واشنطن لا ترى إشارات على أن بوتين قرر استخدام أسلحة نووية في أوكرانيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات

About Post Author