قال مصدر عسكري سوداني للجزيرة اليوم الخميس إن قوات الجيش انتشرت بكثافة في محيط مطار مروي، وإن قوات الدعم السريع لم تنسحب حتى الآن، فيما قررت قوى مدنية برئاسة رئيس حزب الأمة التواصل مع البرهان وحميدتي لنزع فتيل التوتر.

وفي وقت مبكر من اليوم قال بيان للجيش السوداني إن قوات الدعم السريع -التي يرأسها محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان- حركت قوات في العاصمة والولايات دون إخطاره، وهو ما نفته قوات الدعم السريع.

 

ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين عسكريين أن محور خلاف حميدتي مع الجيش هو تردده في تحديد موعد نهائي واضح لدمج قوات الدعم السريع في الجيش.

وأضاف المصدران أن الجيش وبسبب قلقه من نوايا حميدتي نشر المزيد من الجنود في الخرطوم في حالة تأهب، ويأتمر الجيش بأمر قائد مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان.

من جانبه، قال رئيس حزب الأمة القومي برمة ناصر إنه عقد اجتماعا مع قيادات من القوى المدنية والسياسية والأهلية في دار حزب الأمة صباح اليوم الخميس.

وأضاف أن المجتمعين قرروا تشكيل وفد يجتمع بكل من رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع من أجل تحقيق التهدئة ونزع التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة مروي بالولاية الشمالية.

 

ووصف ناصر التوتر العسكري بين الجيش والدعم السريع بأنه حساس، ولكنه يمثل سحابة صيف ستعبر، حسب تعبيره.

“انزلاق وشيك”

وقبل اجتماع حزب الأمة قال ناصر إن الوضع الأمني قريب من الانزلاق وعلى نحو لا يتحمل الإجراءات الروتينية العادية، مؤكدا أن بيانات الجيش وقوات الدعم السريع وصلت إلى مرحلة ما قبل إطلاق الطلقة الأولى، حسب تعبيره.

بدورها، دعت تنسيقية لجان المقاومة في محلية مروي بالولاية الشمالية إلى مغادرة ما قالت إنها قوات مصرية في مطار مروي، وعودة أرتال قوات الدعم السريع التي وصلت إلى المدينة أمس الأربعاء.

وطالبت لجان المقاومة أيضا بما سمته الترحيل الفوري للفرقة الـ19 التابعة للجيش السوداني من أراض قالت إنها تابعة لمواطنين في المنطقة.

وحملت لجان المقاومة في مروي اللجنة الأمنية المحلية ووالي الولاية الشمالية مسؤولية كل ما سيحدث أمنيا، مؤكدة وقوفها على مسافة واحدة من مكونات المنطقة.

تحذير الجيش

وكان الجيش السوداني قال في بيان إن تحركات قوات الدعم السريع داخل العاصمة والولايات مخالفة لمهام ونظام عملها، محذرا من أن البلاد تمر بما وصفه بالمنعطف الخطير، وأن التحرك سيؤدي إلى مزيد من التوترات التي تقود إلى انفراط عقد الأمن في البلاد.

وأضاف “نجدد تمسكنا بما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي، ونحذر القوى السياسية من المزايدة بموقف القوات المسلحة”، وفق تعبيره.

 

وكان مصدر عسكري قال في وقت سابق إن قوات الدعم حركت قوات ضخمة في مدينة مروي شمالي البلاد دون إخطار الجيش، وإنه تم استدعاء قوات من مناطق أخرى لمواجهة الموقف.

وقال المصدر إن القوات المسلحة طالبت قوات الدعم السريع بالانسحاب من منطقة تمركزها الجديدة في مروي في غضون 24 ساعة، وإن لم تفعل فسيتم إجبارها على ذلك.

وقد أظهرت لقطات وصول تعزيزات من قوات الجيش السوداني مساء أمس الأربعاء إلى مروي.

حشود مفاجئة

وكان مصدر مطلع في حكومة الولاية الشمالية بالسودان قد قال إن حكومة الولاية فوجئت بانتشار نحو 100 سيارة نقل عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع بالقرب من مطار مروي دون أي تنسيق مسبق مع سلطات الولاية.

في المقابل، قال مكتب الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع إن بعض وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت ما سماها مزاعم بأن قوات الدعم السريع قامت بأعمال حربية باتجاه مطار مروي.

وأوضح المكتب -في بيان- أن قوات الدعم السريع “قوات قومية تعمل في إطار القانون بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة وبقية القوات النظامية الأخرى”.

 

وأضافت أن وجودها في الولاية الشمالية وبمدينة مروي يأتي ضمن وجودها في بقية الولايات، في إطار تأدية مهامها وواجباتها التي تمتد حتى الصحراء.

ودعت قوات الدعم السريع جميع المواطنين ووسائل الإعلام إلى عدم الانسياق وراء ما وصفتها بالمعلومات الكاذبة التي تهدف إلى إشاعة الفتنة وتقويض أمن واستقرار الوطن، حسب البيان.

وتقع مدينة مروي في الولاية الشمالية وتبعد عن العاصمة الخرطوم 360 كيلومترا شمالا، وتضم مطار مروي الدولي الذي يعد من أكبر المطارات في البلاد ويستخدم قاعدة عسكرية أيضا.

كما تستضيف المدينة الفرقة الـ19 التابعة للجيش السوداني المعنية بحماية المرافق الإستراتيجية في المنطقة التي تضم أيضا سد مروي الذي يبعد عن المدينة 40 كيلومترا ويغطي نصف حاجة البلاد من الكهرباء.

تأييد للجيش

وقد تظاهر مواطنون سودانيون أمام حامية للجيش السوداني في ناحية مروي مساء الأربعاء للتضامن مع القوات المسلحة، ورددوا هتافات مساندة للجيش.

 

وأظهر فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي قائدا لفرقة في الجيش السوداني بالمنطقة وهو يخاطب المواطنين ويؤكد لهم أن الوضع تحت السيطرة.

يذكر أن قوات الدعم السريع تعمل تحت قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، وقد شكلت لمحاربة مسلحي دارفور (غرب) ثم لحماية الحدود وحفظ النظام لاحقا.

وأُسست هذه القوات عام 2013، وهي تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، ولا توجد تقديرات رسمية لعددها، لكن مصادر ترجح أنها تتجاوز عشرات الآلاف.

جيش وطني موحد

وأمس الأربعاء، قال رئيس مجلس السيادة البرهان إن استقرار بلاده يرتكز على قيام جيش وطني موحد عبر تنفيذ إصلاح المنظومة الأمنية.

وكانت قوات الدعم السريع قد أكدت التزامها الكامل بالوصول إلى جيش قومي مهني واحد في البلاد وبكل ما ورد في الاتفاق الإطاري.

وفي الخامس من أبريل/نيسان الجاري أعلنت أطراف العملية السياسية إرجاء توقيع الاتفاق النهائي بين الفرقاء إلى “أجل غير مسمى”، بسبب استمرار المباحثات بين الأطراف العسكرية.

 

وهذا هو التأجيل الثاني لتوقيع الاتفاق السياسي النهائي الذي كان مزمعا في السادس من أبريل/نيسان الجاري بعد أن كان مقررا مطلع الشهر نفسه، بسبب خلافات بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وتهدف العملية السياسية الجارية إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 حين فرض قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.

المصدر : الجزيرة + وكالات + وكالة سند

About Post Author