السودان.. اجتماع ممثليْن لقوى الحرية والتغيير والعسكر وحميدتي: عناصر من الدعم السريع سُلّموا للقضاء
نقل مراسل الجزيرة عن مصادر سودانية قولها إن اجتماعا بين ممثل لقوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي وممثل للمكون العسكري، دعت له السفارتان الأميركية والسعودية، انطلق الليلة في الخرطوم.
وكانت قوى الحرية والتغيير مجموعة المجلس المركزي قد قالت إنها تلقت دعوة عبر سفارتي البلدين في الخرطوم لعقد هذا الاجتماع.
وأوضحت قوى الحرية والتغيير أنها ترى أن إجراءات تهيئة المناخ الديمقراطي لم تنفذ في كثير من جوانبها، خاصة إطلاق سراح جميع المعتقلين ووقف العنف ضد المتظاهرين ووقف إجراءات عودة النظام البائد وإرجاع ممتلكات وأموال الشعب، بحسب تعبيرها.
وأوضحت أنها لا تريد عملية سياسية تشتري الوقت أو تشرعن ما وصفته بالانقلاب، مشددة على ضرورة تحديد سقف زمني لهذه العملية.
على صعيد آخر، أطلقت قوات الأمن السودانية قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق تظاهرة في حي بُرِي شرقي العاصمة الخرطوم، طالبت بالحكم المدني وإبعاد العسكريين عن السلطة.
وردد المتظاهرون خلال المظاهرة هتافات تطالب بمحاسبة المتورطين في مقتل المحتجين، وترفض الحوار والشراكة مع المكون العسكري، وتطالب بسلطة مدنية كاملة.
وفي سياق منفصل، قال محمد حمدان حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد قوات الدعم السريع إن عددا من جنود قوات الدعم سُلّموا إلى السلطات العدلية وحوكموا بعد ثبوت تورطهم في ارتكاب جرائم.
وفي خطابه أمام قوات الدعم السريع بمدينة الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، شنّ حميدتي هجوما على جهات قال إنها تتربص بقوات الدعم السريع، ووصف هذه الجهات بأنهم “مجرمون” و”يعملون على تنفيذ أجندة”.
رفض الحوار
يشار إلى أن متحدثا باسم الأمم المتحدة كان قد أعلن الأسبوع الماضي بأن الجولة الثانية من الحوار السياسي في السودان أرجئت بقرار من الآلية الثلاثية إلى أجل غير مسمى، بسبب رفض تحالف قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي المشاركة في الحوار.
وقد أطلقت “الآلية الثلاثية” المؤلفة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد المعنية بالتنمية في شرق ووسط أفريقيا، في 8 يونيو/حزيران الجاري، حوارا بين الأطراف السياسية لوضع حدٍّ للأزمة التي يشهدها السودان منذ إطاحة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بالحكومة المدنية في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وأعلن تحالف قوى الحرية والتغيير- المجلس المركزي رفضه مبادرة الآلية الثلاثية لإجراء حوار مباشر، لكنه عقد لقاء “غير رسمي” مع مسؤولين عسكريين، بعدما وصف بـ”ضغوط كثيفة مارستها دول غربية وعربية” على قادة الائتلاف.
ويشهد السودان منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021 احتجاجات شعبية تطالب بعودة الحكم المدني وترفض إجراءات قائد الجيش الاستثنائية.
وكان قائد الجيش قد أعلن في نهاية مايو/أيار الماضي رفع حالة الطوارئ، وأطلق خلال الأسابيع الأخيرة سراح شخصيات سياسية مدنية وناشطين قالوا إنهم يؤيدون الحوار لإحياء الانتقال الديمقراطي.