قالت صحيفة “تايمز” (The Times) البريطانية أن المجلس العسكري السوداني وافق على خطط روسية لبناء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر الإستراتيجي من شأنها أن توسع نطاق نفوذ الكرملين وسط الحديث عن “حرب باردة جديدة” في أفريقيا.
وذكرت في خبرها، الذي نقلته عن وكالة أسوشيتد برس، (Associated Press) أن الصفقة التي تمنح موسكو موطئ قدم بأحد أكثر الممرات المائية ازدحاما في العالم ظلت لسنوات قيد الإعداد، وأن المسؤولين الغربيين يخشون أن تساعد تلك القاعدة البحرية، وهي الأولى لروسيا في أفريقيا، في إبراز قوتها في المحيط الهندي.
وأشارت إلى أن فكرة هذه القاعدة طُرحت لأول مرة في عهد الرئيس السابق عمر البشير، لكن المحادثات توقفت عندما أطيح به في انتفاضة في عام 2019، وبعد ذلك بعامين أخرج انقلاب عسكري الانتفاضة عن مسارها.
وتأتي هذه الموافقة، حسب تايمز، في ظل انخراط السودانيين حاليا في محادثات لتشكيل حكومة يتقاسم فيها العسكريون والمدنيون السلطة.
ونسبت لمسؤولين سودانيين قولهم إن كبار الضباط وافقوا الآن على الصفقة البحرية، لكنها لن تصبح سارية المفعول إلا بعد أن تصادق عليها هيئة تشريعية لم يتم تشكيلها بعد.
وأعادت هذه القضية للأذهان ما قاله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد رحلة إلى السودان الأسبوع الماضي، من أن “جهود الغرب لعزل روسيا قد باءت بالفشل”، مضيفا أمام عدد من الدبلوماسيين أنه “على الرغم من العربدة المعادية لروسيا التي رعتها واشنطن ولندن وبروكسل، فإننا نعزز علاقات حسن الجوار بالمعنى الأوسع لهذا المفهوم مع الأغلبية الدولية”.
وقالت تايمز إن الاتفاق مع الخرطوم يأتي بعد زيارة إلى موسكو العام الماضي قام بها الجنرال محمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس العسكري وقائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، مشيرة إلى أنه قال لدى عودته “إذا أراد أي بلد أن يفتح قاعدة وكان ذلك في مصلحتنا ولا يهدد أمننا القومي، فليس لدينا مشكلة في التعامل مع أي كان، روسي أو غير ذلك”.