“المسلمون لا يأبهون للجمهورية، إنهم لا يعرفون أصلا ماذا تعني هذه الكلمة”، ذلك ما تلفظ به الصحفي الفرنسي جون كلود داسيي خلال نقاش تلفزيوني على قناة “سي نيوز” (C.NEWS)، مما دفع القناة لاحقا إلى التبرؤ من هذا التصريح، والتوضيح بأن ما قاله داسيي لا يعبر عن موقف القناة، وسط توقعات بأن تتخذ الهيئة المشرفة على الإعلام عقوبات ضد القناة.
وقالت مجلة “لوبس” (L’Obs) الفرنسية في تقرير لها إن هذا التعليق يؤكد أن الصحفي داسيي هو من لا يعرف ماذا تعنيه كلمة “الجمهورية”؛ حيث يشير البند الأول من الدستور الفرنسي إلى أن فرنسا دولة جمهورية تضمن المساواة أمام القانون لجميع المواطنين من دون تمييز على أساس عرقي أو ديني، فضلا عن أنها تحترم جميع المعتقدات.
وكشفت أن داسيي من أبرز الأسماء التي شغلت مناصب في الإعلام الفرنسي، من بينها رئاسة إدارة الأخبار في قناة “تي إف 1” (TF1) في الفترة بين 2008 و2009، وقبلها شغل منصب المدير العام لقناة “إل سي آي” (LCI) بين 1996 و2008.
كما شغل داسيي أيضا رئاسة نادي أولمبيك مارسيليا لكرة القدم خلال الفترة ما بين 2009 و2011.
وهو الآن من الأسماء البارزة بالمجموعة الإعلامية التي يسيطر عليها إمبراطور الاقتصاد والإعلام الفرنسي اليميني فانسون بويوري (Vincent Bolloré).
وحذر التقرير من التطبيع مع مثل هذه المقولات التي وصفها بـ”المقززة”، وأكد أن عدم الوقوف ضد الأفكار والتصريحات الاستعلائية هو اتباع حثيث لخطى المنظرين الاستعماريين البارزين، وفي مقدمتهم جول فيري الذي صرح يوم 28 يوليو/تموز 1885 داخل مجلس النواب الفرنسي بأن المنتمين للعرق الأسمى ملزمون بإخراج المنتمين للعرق الأدنى إلى الحضارة وقيم التحضر.
وأشار إلى أن المعركة الأيديولوجية الدائرة حاليا تتميز بوصم المسلمين بـ”الكتلة الخطرة” التي تتهم بأنها تحمل قيما “مناهضة للجمهورية”، حيث يجد المسلمون أنفسهم أسرى دائرة شك مغلقة تساوي بينهم وبين الإرهاب والتطرف.