ما مكونات المشروبات الغازية؟ وما أضرارها؟ وهل يؤثر تناول المشروبات الغازية على الانتصاب؟ وهل المشروبات الغازية الخالية من السكر (الدايت) فعالة في إنقاص الوزن؟ وما أخطر مشروب غازي؟
تعريف المشروبات الغازية
المشروبات الغازية نوع من المشروبات يحتوي على ثاني أكسيد الكربون المذاب تحت الضغط، تتكون من الماء، ومادة تحلية مثل سكر الطعام أو سكر الفاكهة (الفركتوز)، ومواد حمضية، ومنكهات، وملونات ومواد أخرى.
هل المشروبات الغازية مضرة؟
نعم، هناك العديد من الأضرار التي ترتبط بالمشروبات الغازية.
هل يؤثر تناول المشروبات الغازية على الانتصاب؟
بوجه عام الجواب نعم، فوفقا لدراسة نشرت في “ذا سنترال يوربيان جورنال أوف يورولجي” (The Central European Journal of Urology) فإن وظيفة الانتصاب هي نتاج مجموعة من العمليات الفسيولوجية العصبية الوعائية التي تعتمد على التفاعل بين العوامل العصبية والأوعية الدموية والهرمونية والنفسية، فضلا عن سلامة أوعية القضيب.
والمشاكل الصحية المرتبطة بالمشروبات الغازية قد تؤثر سلبا في هذه الأسس الفسيولوجية للانتصاب السليم، وذلك قد يقود إلى مشاكل الانتصاب “العنة” (erectile dysfunction).
ويبدو أن ترسب الدهون الحشوية (Visceral fat) الذي تلعب المشروبات الغازية دورا فيه هو العامل الأكثر تأثيرا، وهو الرابط الرئيس بين ارتفاع استهلاك المشروبات الغازية وعدم القدرة على الانتصاب.
وقال الباحثون “في ضوء الحقائق المقدمة في هذه الورقة، يجب تضمين الاستهلاك العالي للمشروبات الغازية في عوامل الخطر للإصابة بضعف الانتصاب”.
أضرار المشروبات الغازية
المشروبات الغازية تزيد الشعور بالجوع
قد تشبع الصودا رغبتنا الشديدة في تناول السكر، ولكن ذلك لن يقضي على الشعور بالجوع، بل العكس هو الصحيح، وفقا لتقرير نشرته مجلة “إيت ذيس نوت ذات” (Eat This, Not That) الأميركية.
وتُظهر الدراسات أن المشروبات الغازية تزيد من إحساسنا بالجوع بعد شربها. ووفقًا لتقرير نُشر بالمجلة الأميركية للصحة العامة، يرجع هذا الشعور إلى جملة أسباب، منها أن المشروبات الغازية لا تحتوي على عناصر غذائية وفيتامينات نافعة، بخاصة البروتينات، لذلك غالبًا ما نشعر بالجوع بعد تناولها.
إضافة إلى ذلك، تحتوي الصودا على كميات عالية من الفركتوز الذي له تأثير الغلوكوز، ويزيد الشعور بالجوع كلما استهلكنا منه كميات أكبر.
المشروبات الغازية تزيد تراكم الدهون
ترتبط الصودا بزيادة الوزن وارتفاع نسبة الدهون في الجسم التي تتركّز بالخصوص حول منطقة الخصر التي تحوي نوعين من الدهون: الدهون الحشوية، وتحت الجلد.
وتعمل الدهون تحت الجلد على تنظيم درجة الحرارة ومدّنا بالطاقة وحماية العظام والعضلات، أما الحشوية الموجودة في منطقة البطن فهي الأكثر خطورة على الصحة، وقد يؤدي تراكمها إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة مقاومة الإنسولين، مع ما يصاحب ذلك من مخاطر صحية.
ووفقًا لدورية “ذا جورنال أوف نيوترشين” (The Journal of Nutrition)، يرتبط شرب الصودا بزيادة دهون الجسم، وتحديدًا الدهون الحشوية الخطرة.
المشروبات الغازية تؤثر في سلامة العظام
عادة، الأشخاص الذي يشربون المشروبات الغازية لا يحصلون على كفايتهم من الحليب واللبن الغني بالكالسيوم، والنتيجة عظام ضعيفة بخاصة لدى النساء.
المشروبات الغازية ترفع خطر زيادة الوزن
بعد امتصاص السكر في المشروب الغازي من قبل الجسم، يدخل إلى خلاياه ويشكل مصدرا إضافيا للطاقة، ولأن المشروبات الغازية فارغة من الغذاء فهذا يعني أن الشخص قد يشرب 10 أكواب منها ولكنه سيبقى شاعرا بالجوع، والنتيجة أنه سيأكل أيضا ويضيف المزيد من السعرات الحرارية إلى جسمه التي ستُخزّن وتتحول إلى شحوم وتسبّب زيادة الوزن.
المشروبات الغازية تزيد خطر الوفاة المبكرة
وجدت دراسة نشرت في 2019 أن استهلاك المشروبات الغازية -سواء كانت محلاة بالسكر أو مواد التحلية الصناعية- قد يزيد من خطر الوفاة المبكرة.
وفي دراسة تتبعت أكثر من 400 ألف بالغ أوروبي على مدى أكثر من 16 عاما، زاد خطر الوفاة المبكرة لدى أولئك الذين تناولوا كوبين أو أكثر من المشروبات الغازية يوميا وفقا للتقرير المنشور بدورية “جاما” للطب الباطني.
وقال نيل ميرفي الذي شارك في إعداد الدراسة وهو باحث بالوكالة الدولية لأبحاث السرطان “نتائجنا الخاصة بالمشروبات الغازية المحلاة بالسكر تقدم مزيدا من الدعم للدعوة للحد من الاستهلاك واستبدالها بمشروبات صحية أخرى، ويفضل أن تكون المياه”.
وأضاف “أما بخصوص المشروبات الغازية المحلاة صناعيا، فنحتاج الآن إلى فهم أفضل للآليات التي قد تكمن وراء هذه الصلة، ونأمل أن تحفز دراسة مثل دراستنا هذه الجهود”.
وقال ميرفي إن المشروبات الغازية نفسها قد لا تكون الأساس لهذه الصلة، وأضاف أن النتائج الجديدة لا تعني أن المشروبات الغازية تسبّب الموت المبكر لأنه “في هذه الأنواع من الدراسات هناك عوامل أخرى قد تكون وراء الصلة التي لاحظناها.. مثلا قد يكون الاستهلاك المرتفع للمشروبات الغازية مؤشرا على اتباع نظام غذائي غير صحي”.
وعندما قام الباحثون بتحليل البيانات، مع مراعاة العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الوفاة مثل مؤشر كتلة الجسم والتدخين، وجدوا أن المشاركين الذين تناولوا كوبين أو أكثر من المشروبات الغازية يوميا كانوا أكثر عرضة للموت المبكر بنسبة 17% مقارنة مع من شربوا أقل من حصة واحدة في الشهر.
المشروبات الغازية الخالية من السكر (الدايت) ليست فعالة في إنقاص الوزن
رغم أن هذه المشروبات الغازية لا تحتوي على السكر، فإنها لن تساعدك في إنقاص الوزن. وتقول الاختصاصية جولين كوفيلد -في تقرير نشرته مجلة “إيت ذيس نوت ذات” (!Eat This, Not That)– إن “تسويقها على أنها جيدة للحمية لا يعني أنها صحية، إنها لا تساعد أبدا على إنقاص الوزن، بل تؤدي إلى العكس تماما”.
وتضيف “المشروبات الغازيّة بصفة عامة لا ينبغي أن تكون ضمن أي نظام غذائي، لأنها تحوي كثيرا من المواد الكيميائية والسكر. ومن ناحية أخرى، لا تختلف المشروبات الغازيّة الخالية من السكر عن غيرها إلا في نوعية السكر المضاف للتحلية، وهذه البدائل لا توفر أي قيمة غذائية للجسم، وتؤدي فقط إلى تناول مزيد من الطعام”.
المشروبات الغازية تضر بصحة الطفل
في عام 2019 طالبت هيئتان طبيتان أميركيتان حكومة الولايات المتحدة بالمساعدة في حماية الأطفال من المشروبات المحلاة بالسكر، مقدمةً أدلة على الآثار السلبية للصودا.
وفي بيان مشترك، وصفت الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال ورابطة القلب الأميركية المشروبات السكرية بأنها تهديد خطير لصحة الطفل، داعية لاتخاذ إجراءات للمساعدة في مكافحتها.
ويوضح البيان أن المراهقين يتعرضون لكثير من التسويق للمشروبات السكرية، في إشارة إلى تقرير لجنة التجارة الفدرالية لعام 2012 الذي ينص على أن شركات المشروبات الغازية أنفقت 395 مليون دولار في عام 2009 على الإعلانات الموجهة للشباب، 97% منها كانت موجهة إلى المراهقين.
وقال البيان إنه “على غرار شركات التبغ، يهدف مصنعو المشروبات السكرية إلى جذب الأطفال والمراهقين عبر ربط منتجاتهم بالشهرة والسحر والهدوء”.
المشروبات الغازية تؤذي الأسنان
المشروبات الغازية تؤدي إلى تآكل مينا الأسنان، ومما يزيد الطين بلة أن يشرب الشخص المشروب بطرق تطيل مكثه في الفم، كأن يحركه في فمه (يتمضمض به) لمحاولة صنع مزيد من الغازات قبل أن يبتلعه، فذلك يزيد الضرر الذي يحدثه على سطح ومينا الأسنان.
المشروبات الغازية والخرف والسكتة الدماغية
تربط بعض البحوث العلمية بين شرب الصودا وزيادة خطر الإصابة بالخرف والسكتة الدماغية. وأثبتت دراسة نُشرت عام 2017 في مجلة “ستروك” (stroke) عن تأثيرات استهلاك المشروبات المحلاة صناعيًّا والمشروبات التي تحتوي على سكر مضاف أن تناولها يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأنواع متعددة من السكتة الدماغية، بالإضافة إلى أنواع متعددة من الخرف.
المشروبات الغازية وزيادة خطر الإصابة بالنقرس
يُعدّ النقرس أحد أشكال التهاب المفاصل الناجم عن ارتفاع مستويات حمض البوليك بالجسم. ووفقًا لدراسة نُشرت بمجلة “جاما” (JAMA)، فإن النساء اللاتي يشربن الصودا بانتظام معرضات للإصابة بالنقرس أكثر ممن لا يشربن الصودا.
ما أخطر مشروب غازي؟
لا يوجد مشروب غازي معين أخطر من غيره، فجميع المشروبات الغازية لها أضرار، والضرر يرتبط بكمية الشرب، فكلما شرب الشخص أكثر زاد خطر حدوث مشاكل صحية.
هل ترك المشروبات الغازية ينقص الوزن؟
عموما نعم، لأن المشروبات الغازية تحتوي على السكر، كما أنها تزيد الشعور بالجوع.
ترك المشروبات الغازية يؤدي إلى خفض المأخوذ من السعرات الحرارية، لذلك يعوضها الجسم بحرق دهونه، وذلك شريطة أن لا يقوم الشخص بتعويض السعرات التي وفرها عبر شرب مشروبات سكرية أخرى مثل العصير أو الشاي المحلى بالسكر، أو تناول مزيد من الطعام.
هل المشروبات الغازية تضر الرجل؟
نعم، كما أسلفنا أولا، فإن المشروبات الغازية قد تزيد خطر ضعف الانتصاب. أيضا تؤثر المشروبات الغازية على خصوبة الرجل والمرأة، وذلك وفقا لدراسة طبية نشرت في 2018 أجرتها جامعة بوسطن الأميركية.
وقالت الدراسة إن الإفراط في شرب المشروبات الغازية يؤثر على الخصوبة تأثيرا كبيرا بسبب ارتفاع نسبة السكر فيها.
وكشفت نتائج الدراسة -التي نشرت بدورية “إيبيديمولوجي” (Epidemiology)- أن تناول المشروبات الغازية من شأنه أن يقلل من فرص الحمل والإنجاب.
ووفقًا لموقع “فيت بوك” الألماني الذي نشر الدراسة، أوضح الباحثون أن تناول مشروب سكري واحد أو أكثر يوميا يسهم في خفض معدلات الخصوبة لكل من الرجال والنساء.
وقد استندت الدراسة إلى 3828 رجلًا وسيدة تراوحت أعمارهم بين 21 و45 سنة. وجمع الباحثون معلومات من المشتركين بفترات منتظمة، ووجدوا أن تناول المشروبات الغازية قلل من فرص الإنجاب بنحو 20% لكل من الرجال والنساء.
كما أن تناول مشروب غازي واحد على الأقل يوميا يقلل من فرص الإنجاب لدى النساء والرجال بنسبة 25% و33% على الترتيب، حسب الموقع.
هل المشروبات الغازية تضر المرأة؟
نعم، راجع الفقرة السابقة.
ما الغاز الموجود في المشروبات الغازية؟
الغاز الموجود في المشروبات الغازية غاز ثاني أكسيد الكربون.
ماذا يحدث في أجسامنا خلال أول ساعة من شرب عبوة مشروبات غازية؟
تأثير عبوة من المشروبات الغازية على الجسم بعد ساعةٍ واحدة من شربها:
في أول 10 دقائق: يكاد المشروب الغازي يكدس السكر بجسمك
فقد أشار تقرير نشره موقع “ويب تكنو” webtekno التركي، للكاتب غورهان كولاكلي، إلى أنه في الدقائق العشر الأولى بعد شرب علبة المشروب الغازي ، تكون قد أدخلت إلى جسمك ما يقارب 10 ملاعق صغيرة من السكر. ويوافق هذا المقدار كامل الكمية اليومية التي يحتاجها الجسم. وفي الظروف العادية، يؤدي تناول الكثير من السكر دفعة واحدة إلى التقيؤ، لكن المشروب الغازي يغطي على طعم السكر ويمنعك من القيء، مما يجعلك تستمر في شربه.
بعد 20 دقيقة: يكون سكر الدم قد بدأ في الارتفاع
يبدأ الجسم بالشعور بآثار المشروب الغازي، حيث ترتفع نسبة السكر في الدم ويحدث اندفاع بالإنسولين، ويحاول كبدك السيطرة. على العملية من خلال تحويل السكر إلى دهون.
بعد حلول 40 دقيقة: يبدأ تأثير الكافيين في الظهور
حيث يمتص الجسم الكافيين الموجود في المشروب الغازي (إذا كان يحتوي على الكافيين مثل مشروبات الكولا)، وتتسع الحدقتان ويرتفع ضغط الدم بالتزامن، ويبدأ الكبد في ضخ المزيد من السكر في الدم.
60 دقيقة: شعور بالرغبة في التبول
إذ للكافيين خصائص مدرة للبول، وبعد ساعة واحدة تبدأ هذه الخصائص بالعمل.
في نهاية الساعة، ينخفض معدل السكر في الجسم ويبدأ الشعور بالحاجة إلى السكر مرة أخرى، مما يجعلك أكثر انفعالًا وخمولًا. كما يتم طرح كل الماء الذي حصلت عليه من المشروب الغازي عن طريق البول.