المصانع الكورية الجنوبية تسارع لاستبدال الإنسان بالروبوتات خوفا من السجن
في يناير/كانون الثاني الماضي دخل قانون حيز التنفيذ في كوريا الجنوبية يسمى قانون معاقبة الكوارث الخطيرة، ينص على أنه في حالة وفاة العمال أو تعرضهم لإصابات خطيرة أثناء العمل، يمكن للمحاكم تغريم المدير التنفيذي أو كبار المديرين في الشركة أو حتى إرسالهم إلى السجن. وقد أدى هذا الأمر إلى زيادة الاستثمار في الروبوتات في البلاد، وفقًا لتقرير صادر عن موقع “بقية العالم” (Rest of the World) نُشر في السادس من يونيو/حزيران الجاري.
وقال كيم يونغ راي، الرئيس التنفيذي لشركة “سبيفوكس” (Speefox)، أكبر مُصنِّع للمكثفات في كوريا الجنوبية، للموقع الإخباري “على مدى تاريخنا، كان علينا دائمًا إيجاد طرق للبقاء في المقدمة”. وأضاف “الأتمتة هي الخطوة التالية في هذه العملية”.
وأضافت كيم هيو-ج، العضوة المنتدبة في سبيفوكس، “القانون يمثل قضية ضخمة في مجال الأعمال في الوقت الحالي.. لحسن حظنا، كنا بالفعل نتمتع بالأتمتة، لذلك عندما جاء القانون كنا مستعدين”.
دفع القانون الجديد الشركات إلى البحث عن خيارات لعدد أقل من العمال أو ربما لا شيء على الإطلاق.
وقال الأستاذ بجامعة سول الوطنية للعلوم والتكنولوجيا جونغ جين وو الذي يدرس السلامة المهنية، “تتحرك الشركات لتقليل العمالة البشرية”، وأضاف “هناك أيضًا تردد في القفز إلى أي مشاريع عالية المخاطر”.
خطوة كبيرة إلى الأمام من أجل حقوق العمال
تم الترحيب بالقانون في البداية باعتباره خطوة رئيسية إلى الأمام من أجل حقوق العمال. لكن الشركات، ومعظمها من المصنّعين وشركات البناء، جادلت ضد الخطوة قائلة إن تجريم كبار القادة بسبب الممارسات على أرض الواقع أمر غير عادل، وقالت إن القانون مصاغ بشكل غامض للغاية مما يؤدي إلى عدم اليقين بشأن ما الذي يشكل الذنب بالضبط وكيفية تجنبه.
وبحسب موقع “إنترستينغ إنجنيرينغ” (interesting engineering)، فإن كوريا الجنوبية تُعرف جيدا بانعدام الأمان في مصانعها، وهو أمر محير ومزعج لهذه الدولة المتقدمة تقنيًا.
وقال لي جون وون، الخبير في سلامة النظام في جامعة سونغسيل في سول، “تشكل حوادث السلامة الأساسية المتكررة وصمة عار كبيرة في بلد يبلغ دخل الفرد فيه حوالي 30 ألف دولار”. وأضاف “من الطبيعي أن تسعى الشركات لتحقيق الربح، ولكن يتعين عليها القيام بذلك بأمان”.
وقد تدخلت الحكومة وتعهدت بمساعدة الشركات على تحسين معايير السلامة الخاصة بها. وقالت وزارة العمل والعمال “إنها مسؤولية أساسية للدولة لحماية الأرواح الغالية وسلامة العاملين”.
فهل ستحقق الوزارة هدفها النبيل؟ أم سيشهد البلد استبدالًا على مستوى الدولة للعمال بالروبوتات؟ إن المخاطر كبيرة وسبل عيش الناس على المحك، مما يجعل الوضع متوترًا للغاية. لكن الوقت سيخبر كيف ستتطور الأحداث بالنسبة للعمال في كوريا الجنوبية.