قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إن الحرب الروسية على أوكرانيا دخلت “مرحلة حاسمة” بفضل ما أسماه الهجوم المضاد الذي تنفذه كييف، في حين كشف الكرملين عن اجتماع مرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان.
وفي مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ذكر ستولتنبرغ أن “القوات الأوكرانية كانت قادرة على وقف هجوم موسكو في دونباس، والرد خلف الخطوط الروسية واستعادة أراض”.
وأوضح أنه “في الأيام القليلة الماضية فقط شهدنا تقدما آخر في كل من منطقة خيرسون جنوبا وخاركيف في الشرق”. وأشار إلى أن هذا يظهر “شجاعة ومهارات وعزم القوات الأوكرانية، ويظهر أن دعمنا يحدث فارقا كل يوم في ساحة المعركة”، وفق تعبيره.
ولفت إلى أن تضامن الغرب يجب ألا يتزعزع الآن، رغم أزمة الطاقة وارتفاع تكلفة المعيشة.
وتابع ستولتنبرغ “إذا أوقفت روسيا القتال سيكون هناك سلام. أما إذا أوقفت أوكرانيا القتال ستتوقف عن الوجود كدولة مستقلة؛ لذا يجب علينا مواصلة جهودنا من أجل صالح أوكرانيا وصالحنا”.
وقال الجيش الأوكراني مساء الخميس إنه اخترق دفاعات روسية واستعاد أراض في مناطق عدة شرق البلاد. كما أعلنت رئاسة الأركان عما وصفته بسلسلة نجاحات على جبهات عدة في أنحاء أوكرانيا.
وأحرز التقدم الأكبر بمنطقة خاركيف الحدودية مع روسيا شمال شرقي البلاد، حيث تؤكد القوات الأوكرانية أنها اخترقت الدفاعات الروسية بعمق 50 كيلومترا، واستعادت أكثر من 20 بلدة من القوات الروسية.
في غضون ذلك، أعلن الكرملين اليوم الجمعة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيناقش مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان تطبيق اتفاق تصدير الحبوب من أوكرانيا.
وأفاد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين اليوم الجمعة بأن هناك اجتماعا “محتملا وضروريا” بين بوتين وأردوغان لمناقشة الاتفاق.
وقال بيسكوف “يتم التحضير بالفعل لمحادثة بين بوتين وأردوغان، وستنعقد كما نأمل في سمرقند”، في إشارة إلى قمة إقليمية مرتقبة في أوزبكستان الأسبوع المقبل.
وحدد الاتفاق بين روسيا وأوكرانيا -الذي رعته تركيا والأمم المتحدة في يوليو/تموز- 3 موانئ لكييف لتصدير الحبوب في ظل الحصار الروسي.
ونددت روسيا بتطبيق الاتفاق بشكل متزايد، قائلة إن صادراتها لا تزال تعاني من تبعات العقوبات الغربية المفروضة عليها.
وأعلن بوتين هذا الأسبوع أن معظم شحنات الغذاء تصل إلى أوروبا، وليس للدول الفقيرة حيث الحاجة الأكبر لها، وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي “نرى أن من المناسب زيادة الإمدادات لأفقر دول العالم”.
واتهمت موسكو الغرب أيضا بمنع الصادرات الروسية من خلال العقوبات التي فرضها بسبب الحرب في أوكرانيا.
وأكد بوتين اليوم الجمعة أن “ثمة مسائل تقنية تعالج حاليا حتى عبر الأمم المتحدة”، مضيفا أنه مستعد لتصدير “50 مليون طن أو أكثر” من الحبوب الروسية بحلول نهاية 2022″.
وانتقد بوتين كذلك قرار المفوضية الأوروبية منع الأسواق في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية من استيراد الأسمدة من روسيا وحليفتها بيلاروسيا عبر الموانئ الأوروبية.
ومضى يقول “التمييز في حق دول في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية غير مقبول”، وتابع أن “هذه المحادثة (مع أردوغان) ضرورية جدا”.
وتعد أوكرانيا وروسيا من أكبر مصدّري القمح وغيره من الحبوب في العالم، وأدت الحرب والحصار على الموانئ الأوكرانية إلى ارتفاع الأسعار العالمية وإثارة مخاوف من نقص شديد في الغذاء.