الناتو يقرر تعزيز دعمه لأوكرانيا والكرملين يعلّق على العقوبات ضد ابنتي بوتين
قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إن دول الحلف اتفقت على تعزيز الدعم المقدم لأوكرانيا في مواجهة الحرب الروسية، في حين أعلنت موسكو أنها تسلمت من كييف مسودة اتفاق سلام تتضمن عناصر “غير مقبولة”.
وصرّح ستولتنبرغ في ختام اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف في بروكسل على مدى يومين، بأن الحلفاء قدموا دعما كبيرا لأوكرانيا، ودرّبوا العشرات من عناصر الجيش الأوكراني، وقد اتفقوا على زيادة هذا الدعم.
وقال إن العقوبات التي فرضها الحلفاء على موسكو غير مسبوقة، وتؤثر على آلة الحرب الروسية.
وأعلن ستولتنبرغ أيضا أن دول الناتو ستناقش مفهوم الأمن الإستراتيجي في مؤتمر مدريد في يونيو/حزيران المقبل، كما صرّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بأن الوزراء ناقشوا في اجتماعهم مفهوم الأمن الإستراتيجي للحلف خلال العقد المقبل.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأوكراني ديميترو كوليبا إن بلاده تطلب من الناتو أسلحة “الآن قبل فوات الأوان”، كما أكد أنه سيواصل حث الدول الغربية على فرض حظر كامل على واردات الطاقة الروسية.
وقال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إنه حث الحلفاء على تقديم مزيد من الدعم العسكري لأوكرانيا، “نظرا لحاجتها الماسة إلى أنظمة الدفاع الجوي والأسلحة المضادة للدبابات وكذلك الأسلحة الخفيفة والثقيلة”.
مسار المفاوضات
من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف -اليوم الخميس- إن أوكرانيا سلّمت روسيا أمس مسودة اتفاق سلام تتضمن عناصر “غير مقبولة”، وتمثل انحرافا عن المقترحات التي اتفق عليها الجانبان سابقا، وفق تعبيره.
وأضاف لافروف أن هذا يلقي الضوء على “نوايا كييف الحقيقية وموقفها المتمثل في تعطيل، بل تقويض، المحادثات بالابتعاد عن التفاهمات التي تم التوصل إليها”.
لكنه أوضح أنه “على الرغم من كل الاستفزازات”، سيواصل الوفد الروسي عملية التفاوض، و”يضغط من أجل مسودة اتفاق لنا تحدد بشكل واضح وكامل مواقفنا ومتطلباتنا المبدئية والرئيسية”.
وقد أعلن الكرملين اليوم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع أعضاء مجلس الأمن الروسي العملية العسكرية في أوكرانيا، والمفاوضات مع كييف.
استهداف ابنتي بوتين
كما علّق الكرملين على العقوبات الجديدة التي أعلنتها الولايات المتحدة أمس ضد موسكو، وتستهدف المصارف والنخب الروسية، وتشمل كاترينا وماريا ابنتي الرئيس بوتين اللتين يعتقد المسؤولون الأميركيون أنهما تخفيان ثروة والدهما.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين “بالطبع نعتبر هذه العقوبات في حد ذاتها امتدادا لموقف مسعور للغاية فيما يتعلق بفرض القيود… على أي حال، النهج المستمر بفرض قيود على أفراد الأسرة يتكلم عن نفسه”.
وأضاف بيسكوف أن الكرملين لا يستوعب سبب استهداف ابنتي بوتين، وقال “هذا شيء يصعب فهمه وتفسيره. لسوء الحظ هذه هي نوعية الخصوم الذين يتعين علينا التعامل معهم”.
ووفقا للتفاصيل الواردة في قرار العقوبات الأميركية التي أعلنت أمس، تعمل ابنة بوتين، كاترينا تيخونوفا مديرة تنفيذية في مجال التكنولوجيا، ويساهم عملها في دعم الحكومة الروسية والصناعات الدفاعية في البلاد.
وقالت واشنطن إن ابنته الأخرى ماريا فورونتسوفا تقود برامج تمولها الحكومة، وتلقت مليارات الدولارات من الكرملين لإجراء أبحاث على الجينات، يشرف عليها بوتين شخصيا.
ولطالما أبقى بوتين أسرته وحياته الخاصة بعيدا عن دائرة الضوء. وغالبا ما يرفض الكرملين الأسئلة المتعلقة بأسرة بوتين بدعوى احترام حقه في الخصوصية.