الكويت- أصبحت الباحثة الكويتية نهى الميع أول خليجية تحصل على شهادة اختراع في الكشف عن التلوث الإشعاعي في الطب النووي، بعد حصولها على الميدالية الفضية في المعرض الماليزي الدولي للاختراعات والابتكارات التقنية “آيتكس” (ITEX)، بسبب اختراعها المتعلق بـ”الكشف عن التلوث الإشعاعي في الطب النووي”.
ويعد المعرض الماليزي، الذي تنظمه الجمعية الماليزية للاختراعات منذ عام 1989 منصة دولية للمخترعين والمستثمرين والباحثين والعلماء لترويج اختراعاتهم وإبداعاتهم وتقنياتهم، وكذلك مكانا للتبادل التجاري والخبرات في العلوم والمعرفة.
ونهى الميع، التي تخرجت في جامعة الكويت بتخصص الطب النووي، تابعت طريقها في البحث والاختراع في هذا المجال، بحكم دراستها وعملها في الطب النووي ودراساته المتنوعة، كما حصلت على أول براءة اختراع في الطب النووي خليجيا، وسُجلت باسم الكويت.
وفي حوار مع الجزيرة نت، تحدثت نهى الميع عن اختراعها الذي يكشف عن التلوث الإشعاعي في المستشفيات والمختبرات والمصانع.
ماذا يعني “الكشف عن التلوث الإشعاعي في الطب النووي”؟
اختراع الكشف عن التلوث الإشعاعي عبارة عن مادة كيميائية ترش على المادة الشفافة المتسربة على الأسطح في مرافق الطب النووي، مثل المستشفيات والمختبرات والمصانع، وذلك للتمييز بين المادة المشعة وغيرها من المواد غير المشعة، وبهذه الطريقة نستطيع أن نحدد المكان الذي يحتاج للتنظيف بدلاً من التنظيف بشكل عام ويصبح التلوث الإشعاعي أكبر، فالاختراع يعمل على التمييز بين انسكاب النظائر المشعة والمحلول البصري بشكل فوري وبدقة شديدة من دون أي آلة.
وهل يمكن تحويل هذا الاختراع إلى منتج؟
نعم يمكن تحويل الاختراع إلى منتج في الأسواق، إذ إنه عبارة عن مركبات كيميائية من السهل الحصول عليها، والمشاركة في هذا المعرض كانت بغرض عرض الاختراع والتسويق له.
كيف تم ترشيحك للاشتراك في هذا المعرض الدولي؟ وكيف كانت مشاركتك؟
ترشحت للمشاركة في هذا المعرض الدولي عن طريق مكتب براءة الاختراع في الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، حيث يتم اختيار المخترعين من مواطني دول المجلس بواسطة فريق مختص من المحكمين في مكتب براءات الاختراع ليتم استضافتهم من قبل الأمانة العامة للمشاركة في مثل هذا المعرض الدولي.
أما مشاركتي، فقد كانت ممتعة ومفيدة، وتعرفنا -من خلال هذا المعرض- على آخر التطورات الحديثة، كما اطلعنا على الاختراعات والابتكارات حول العالم، فالمعرض يشارك فيه عدد كبير من المخترعين والمبدعين، وهذه من الفرص التي يجب أن يستفيد منها أي مشارك. ولا بد من الإشارة إلى أن المنافسة كانت قوية جدا بين المشاركين، فحصلت على الميدالية الفضية، وكذلك حصلت على جائزة الرئيس، كجائزة خاصة.
ماذا تضيف لك المشاركة في المعارض الدولية؟
المشاركة في المعارض الدولية لها فوائد كبيرة، وهي فرصة كبيرة للاستفادة منها؛ فبالنسبة لي، زادت من التحدي والتطلع إلى تقديم المزيد من الاختراعات والإنجازات، والاختراع الذي قدمته في معرض ماليزيا الدولي لن يكون الأخير، إن شاء الله.
وهل جميع اختراعاتك متخصصة في مجال الطب النووي؟
بكل تأكيد، وذلك بحكم دراستي وعملي في الطب النووي، فأنا خريجة قسم الطب النووي في جامعة الكويت عام 2004، وكذلك بحكم عملي في وزارة الصحة منذ عام 2017، علما بأن اختراعي الأول كان الكشف عن التلوث الإشعاعي في الطب النووي، فالاختراع هو عبارة عن إيجاد حل لمشكلة، والطب النووي هو مجال تخصصي وعملي.
كيف كانت بداية طريقك مع البحوث والابتكار؟
بدايتي في هذا الطريق كانت من خلال محاولة الوصول إلى حل لإحدى المشاكل التي كانت لدينا في قسم الطب النووي، ومع كثرة الدراسة والبحث تمكنت من التوصل إلى الحل والاختراع.
هل هناك من شجعك على السير في هذا الطريق؟
نعم، فقد تلقيت التشجيع من الجميع: الأهل والزملاء والأصدقاء.
ما نصيحة الباحثة نهى الميع لجيل الشباب؟
أقول لجيل الشباب عندما تكون لديكم أي فكرة جديدة، يجب عليكم عرضها على المختصين، لأنها قد تتحول إلى اختراع أو ابتكار. وكذلك أطلب منهم عدم الالتفات إلى المحبطين، إذ يجب التحلي بالأمل والتطلع إلى الأمام والمستقبل بنظرة تفاؤلية بشكل دائم.