اقترح النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي فرانسوا كزافييه بيلامي حظر كل أشكال الدعاية للحجاب داخل أجهزة البرلمان، بدعوى التضامن مع الشابة الإيرانية مهسا أميني التي توفيت بعد 3 أيام من توقيفها في طهران على يد شرطة الأخلاق التي رأت أنها لم تكن ترتدي ملابس محتشمة.
وعاد بيلامي إلى حملة موّلتها اللجنة الأوروبية العام الماضي عن حرية الحجاب، زاعما أن كل الحجج التي طرحتها اللجنة غير مبررة، بخاصة في الوقت الذي تخاطر فيه نساء إيران وأخريات بحياتهن ضد ضغوط الحجاب، وفق تعبيره.
وقال إن على البرلمان أن يوقف بشكل نهائي هذا النوع من الحملات الاتصالية أو الدعائية من أجل تكريم الشابة الإيرانية مهسا أميني.
Révoltant. J’ai proposé, avec nos collègues du PPE, d’interdire que la Commission européenne finance de nouvelles campagnes pour promouvoir le hijab. La gauche et les verts ont empêché que cet amendement soit mis aux voix… La complicité avec l’islamisme, à visage découvert. pic.twitter.com/EfOkX5KY1F
— Fx Bellamy (@fxbellamy) October 6, 2022
يشار إلى أن الشرطة الإيرانية كانت قد ألقت القبض على أميني يوم 13 سبتمبر/أيلول الماضي في طهران بسبب ارتدائها “ملابس غير مناسبة”، حسب السلطات، وتوفيت بعد 3 أيام في المستشفى بعد إصابتها بإغماء.
وتقول أسرتها إنها تعرضت لضرب أفضى إلى موتها في الحجز، في حين تنفي الشرطة الإيرانية تلك المزاعم، وتقول إنها ماتت إثر إصابتها بنوبة قلبية.
كتب بيلامي عبر حسابه الرسمي بتويتر قبل أيام “اشمئزاز، اقترحتُ مع زملائنا من حزب الشعب الأوروبي منع المفوضية الأوروبية من تمويل حملات جديدة للترويج للحجاب. اليسار والخضر منعوا طرح هذا التعديل للتصويت”، مضيفا أنه “التواطؤ مع الإسلاموية علنا”.
ويوم أمس الاثنين قال في تغريدة أخرى هاجم فيها اليسار “عندما يتحرك اليسار لجعل مؤسساتنا تستمر في نشر أن الحرية في الحجاب، فإنه يخون قضية المرأة، ويحرم المرأة الإيرانية التي تموت اليوم ببساطة من الرغبة في العيش من دون الحجاب”، حسب زعمه. وأضاف “لن أتخلى عن هذا القتال”.
Quand la gauche se mobilise pour que nos institutions continuent de publier que « la liberté est dans le hijab », elle trahit la cause des femmes, et elle renie les Iraniennes, qui meurent aujourd’hui de vouloir simplement ne plus vivre voilées. Je ne lâcherai pas ce combat. pic.twitter.com/bpFnTQTGBM
— Fx Bellamy (@fxbellamy) October 10, 2022
وأيّد ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي اقتراح بيلامي بدعوى ضرورة الوقوف صفا واحدا ضد كتل اليسار التي تريد تسهيل مهمة التيار الإسلامي في التغلغل داخل الأوساط في فرنسا، وفق اعتقادهم.
كما كتب الصحفي إدوارد هوسون معلقا “بعد مجهود إضافي، ستصل إلى استنتاج مفاده أنه لا يوجد شيء آخر يمكن توقعه من الاتحاد الأوروبي، وهو ليس أكثر من القسم السياسي لحلف الناتو. إن سلامة فرنسا رهن بمغادرة هاتين المنظمتين”.
وقبل نحو أسبوعين، أزالت المفوضية الأوروبية ملصقا يروّج لمبادرة تعليمية تصور فتاة ترتدي الحجاب بعد أن أثار غضبا، لا سيما في فرنسا.
ويبدو أن هذا الملصق أثار غضب رموز اليمين المتطرف، حيث انضمت المرشحة الأخرى مارين لوبان إلى إريك زمور للتنديد بـ”استسلام” المفوضية الأوروبية أو حتى إقدامها على “الدعاية” لرمز ديني تحظره فرنسا بالذات في المدارس العامة، وفق اعتقادهم.
وتشهد فرنسا تصاعدا في خطاب “الإسلاموفوبيا” حيث شنّ عدد من سياسيي اليمين المتطرف هجوما على المسلمين في فرنسا، مع دعوات لتشديد القيود ضدهم، وعادة ما تواجه هذه الدعوات باستنكار وغضب شديدين على مواقع التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن فرنسا إحدى أكبر الدول الأوروبية من حيث حجم الجالية المسلمة البالغة نحو 6 ملايين حتى منتصف 2016، أي ما يشكّل 8.8% من مجموع سكان البلاد.