بينما تتعثر أو تفشل الجهود الرامية لتهيئة المناخ لتسوية ما لحرب روسيا على أوكرانيا، تتصاعد اللهجة مجددا بين واشنطن وموسكو على خلفية قرار الأميركيين تزويد كييف بمنظومة صواريخ باتريوت التي تعدّ السلاح الفعّال للتصدي لصواريخ روسيا المتهاطلة على كييف.

وحسب ما كشف مسؤولون أميركيون، فإن واشنطن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على خطط لتزويد أوكرانيا بصواريخ باتريوت للدفاع الجوي، وأن تلك الخطط تنتظر موافقة وزير الدفاع لويد أوستن قبل إحالتها على الرئيس جو بايدن للتوقيع عليها، مع العلم أن واشطن لطالما ترددت في اتخاذ هذه الخطوة متعللة بالتزام داخل حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) بحصر منظومة باتريوت في دوله الأعضاء.

 

غير أن المدير التنفيذي لمعهد الشؤون الدولية مركز الدراسات عبر الأطلسي الدكتور إدوارد جوزيف ربط القرار الأميركي بكثافة قصف الجيش الروسي للبنى التحتية وللمدنيين في أوكرانيا، وتنامي ثقة واشنطن بقيادة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إضافة إلى توجيه رسالة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها أنه لن يستطيع ثني واشنطن والأوروبيين عن دعم كييف.

ويتابع جوزيف -في تصريحات لبرنامج ما وراء الخبر- أن تزويد كييف بصواريخ باتريوت سيؤدي إلى تغيير في ميدان المعركة، أي الحرب في أوكرانيا، خاصة أن واشنطن ستوفر التدريب الجيد للجنود الأوكرانيين في ألمانيا، بتدريبهم على تشغيل هذه الصواريخ وإدارتها. وكشف أن الجنود الأميركيين لن يكونوا موجودين على أرض المعركة في أوكرانيا.

هدف مشروع للقوات الروسية

أما الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري فيرى أن صواريخ باتريوت الأميركية اكتسبت الشهرة بسبب تاريخها، وستقدم للأوكرانيين إضافة نوعية في البعدين الميداني والرمزي، لكن إحداث التغيير في مسار المعركة يعتمد على جملة عوامل، منها: عدد الصواريخ التي ستقدم لأوكرانيا، ومدى كفاءة العاملين الذين سيخضعون للتدريب في قاعدة أميركية في ألمانيا، كما أن مشكلة صواريخ باتريوت تتعلق بتكلفتها العالية، حسب حديث الدويري لبرنامج “ما وراء الخبر”.

وأثار قرار واشنطن تزويد كييف بصواريخ باتريوت للدفاع الجوي امتعاض موسكو، حيث هددت على لسان ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، بأن ما سيسلّم للأوكرانيين من تلك المنظومة سيكون هدفا مشروعا لقواتها، وقال إن حلف شمال الأطلسي إذا قام كما لمح أمينه العام ينس ستولتنبرغ بتزويد من وصفهم بالمتعصبين في كييف بمنظومات باتريوت مع عناصر من قوات الحلف فسيصبحون على الفور “هدفا مشروعا” للقوات الروسية.

 

وأكد الكاتب والمحلل السياسي الروسي يفغيني سيدروف أن ميدفيديف جاد في تهديداته، وأن موسكو تعارض أي وجود أجنبي على أراضي أوكرانيا، لكنها ليست قلقة من تزويد الجيش الأوكراني بصواريخ باتريوت، لأن فيها نقاط ضعف من بينها أنها لا تتعامل مع الأهداف المنخفضة جدا، كما أن الجيش الروسي يعرف كيف يتصدى لهذه الصواريخ، كما يقول المتحدث الروسي.

وقال في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” إن تحضير صواريخ باتريوت واستخدامها لن يكون إلا بعد بضعة أشهر من وصولها إلى أوكرانيا.

ويذكر أن القرار الأميركي جاء استجابة لطلب أوكرانيا التي دعا رئيسها زيلينسكي مرارا واشنطن وحلفاءه الغربيين إلى تزويد بلاده بأنظمة دفاع جوي، بما في ذلك صواريخ باتريوت الأميركية، من أجل التصدي للضربات الصاروخية الروسية التي تستهدف بشكل خاص البنية التحتية الحساسة.

المصدر : الجزيرة

About Post Author