بعد نقل هادي صلاحياته إلى مجلس رئاسي.. السعودية تدعو لبدء التفاوض مع الحوثيين ومواقف متباينة للأطراف اليمنية
أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي فجر اليوم الخميس إعلانا رئاسيا نقل بموجبه صلاحياته كافة إلى مجلس قيادة رئاسي، على رأس أولوياته السعي لإنهاء الحرب من خلال التفاوض مع جماعة الحوثي، وفي حين أعلنت السعودية دعمها للمجلس الجديد تباينت مواقف الأطراف اليمنية منه.
وفي كلمة بثها التلفزيون تلا هادي مقتطفات من الإعلان الرئاسي، وقال إنه اتخذ هذا القرار حفاظا على استقرار اليمن، وتحقيقا لتطلعات شعبه لسلام شامل ودائم، وتنفيذا لتوافقات الشعب اليمني، مضيفا “أفوض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضا لا رجعة عنه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية”.
كما أصدر الرئيس اليمني قرارا رئاسيا بإعفاء علي محسن الأحمر نائب رئيس الجمهورية اليمنية من منصبه.
وينص الإعلان الرئاسي على أن يتولى مجلس القيادة الرئاسي إدارة الدولة سياسيا وعسكريا وأمنيا واستكمال تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى قيادة المفاوضات مع الحوثيين بشأن وقف إطلاق النار.
ويتشكل المجلس الرئاسي من 8 أعضاء برئاسة رشاد العليمي، وعضوية كل من سلطان علي العرادة، وطارق محمد صالح، وعبد الرحمن أبو زرعة، وعثمان حسين مجلي، وعيدروس قاسم الزبيدي، وفرج سالمين البحسني، وعبد الله العليمي باوزير.
توحيد القوى الوطنية
كما قرر الرئيس اليمني تشكيل هيئة يمنية للتشاور والمصالحة تجمع مختلف المكونات لدعم ومساندة مجلس القيادة الرئاسي والعمل على توحيد وجمع القوى الوطنية بما يعزز جهود مجلس القيادة الرئاسي، وتهيئة الظروف المناسبة لوقف الاقتتال والصراعات بين كافة القوى والتوصل إلى سلام يحقق الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد.
كما تضمن الإعلان الرئاسي اليمني تشكيل فريق قانوني من الكفاءات الوطنية المختصة برئاسة إسماعيل أحمد الوزير، لصياغة مسودة القواعد المنظمة لأعمال مجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور والمصالحة والفريقين القانوني والاقتصادي المشكلين بموجب هذا الإعلان، على أن يتم رفعها خلال 45 يوما من تاريخ هذا الإعلان إلى رئيس مجلس القيادة الرئاسي لاعتمادها.
وقال هادي في البيان -الذي تلاه وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الأرياني- إنه أصدر هذه القرارات استنادا إلى “الصلاحيات الممنوحة لنا بموجب دستور الجمهورية اليمنية، في تجسيد لإرادة الشعب واحترام الدستور والقانون وحماية الوحدة الوطنية ومبادئ وأهداف الثورة اليمنية والالتزام بالتداول السلمي للسلطة”.
وأضاف أن ذلك يأتي أيضا استنادا إلى المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وبمقتضى المادة التاسعة من الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية، والتي نصت على ضرورة اتخاذ كافة التشريعات اللازمة لتنفيذ الضمانات الواردة في المبادرة الخليجية، وأهمها تلبية طموحات شعبنا في التغيير والإصلاح وإزالة عناصر التوتر سياسيا وأمنيا.
دعوة للتفاوض
وفي ردود الفعل، نقلت وكالة الأنباء السعودية ترحيب المملكة بقرار الرئيس اليمني نقل السلطة إلى مجلس القيادة الرئاسي.
وحثت السعودية مجلس القيادة الرئاسي على البدء في التفاوض مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي نهائي.
وقد استقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الجديد رشاد العليمي وأعضاء المجلس، وعبر ولي العهد السعودي عن دعم المملكة للمجلس وتطلعها إلى أن يسهم تأسيسه في بداية صفحة جديدة في اليمن.
ووفق وكالة الأنباء السعودية، فقد قررت الرياض تقديم دعم عاجل للاقتصاد اليمني بمبلغ 3 مليارات دولار، كما أعلنت المملكة تقديم 300 مليون دولار لتمويل خطة الاستجابة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة للعام الحالي، لتخفيف معاناة الشعب اليمني وتحسين أوضاعه المعيشية والخدمية.
وفي سياق ردود الفعل العربية، أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف دعم مجلس التعاون لمجلس القيادة الرئاسي لتمكينه من ممارسة مهامه.
كما رحبت الكويت بهذه الخطوة، مؤكدة دعمها لمجلس القيادة الرئاسي اليمني في تنفيذ مهامه.
بدوره، رحب الأردن بتشكيل المجلس، وأعلن دعمه جهود حل الأزمة اليمنية وصولا إلى حل سياسي.
وبالتزامن، أصدرت الجامعة العربية بيانا رحبت فيه بتشكيل المجلس الرئاسي، وأكدت دعمها له كتجسيد للشرعية اليمنية، معربة عن أملها في أن يقود البلاد نحو تحقيق السلام.
مواقف متباينة
وفي مقابلة مع الجزيرة، اعتبر عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي محمد البخيتي أن مجلس القيادة اليمني الجديد غير شرعي.
وقال البخيتي إن جماعته ترفض المجلس الرئاسي الذي تم تشكيله من قبل الولايات المتحدة، وفق تعبيره.
وأضاف أن قرار تشكيل المجلس الرئاسي كان يفترض أن تتفق عليه جميع أطراف الصراع اليمنية في إطار حوار يمني يمني.
ووصف البخيتي رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بأنه “رجل أميركا الأول”، وقال إن جماعة الحوثي ليست الطرف اليمني الوحيد الذي يرفض المجلس الرئاسي، معتبرا أن دائرة الرفض لهذا المجلس ستتسع.
من جانبه، قال المتحدث باسم مكتب المجلس الانتقالي الجنوبي في لندن صالح النود للجزيرة إن المكتب يرحب بحذر بإعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تشكيل مجلس قيادة رئاسي ونقل كامل صلاحياته إليه، معتبرا أن هذه الخطوة جاءت متأخرة.
في المقابل، رحب حزب التجمع اليمني للإصلاح بتشكيل “مجلس القيادة الرئاسي التوافقي”، وقال إنه يأمل أن يكون مدخلا لتوحيد الجهود العسكرية والأمنية والسياسية، مما يؤدي إلى استعادة أمن واستقرار اليمن وينعكس إيجابا على حياة المواطنين.
وأضاف حزب الإصلاح -في بيان نشره رئيس الهيئة العليا للحزب محمد اليدومي على فيسبوك- أن التجمع يرى أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي يحتم على جميع القوى والمكونات الاصطفاف والتعاون وتوحيد الجهود لبدء صفحة جديدة تتلافى أي أخطاء وتقصير في المرحلة الماضية.
وكان رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح علي الجرادي قد اعتبر أن تشكيل المجلس ينهي الصراعات بين مكونات الشرعية، ويجدد الأمل في توحد الجهود السياسية والمكونات العسكرية لمواجهة ما وصفه بالانقلاب، واستعادة الدولة اليمنية، وتوفير الخدمات والاستقرار، وعودة السلطات لممارسة صلاحياتها من الداخل.
وتعليقا على التطورات الأخيرة قال أوسان بن سدة السياسي والإعلامي المقرب من المجلس الانتقالي الجنوبي إن الجنوبيين متخوفون من تشكيل مجلس القيادة الجديد بسبب التجارب السابقة مع ما سماه “الشمال”.
بدوره، قال الصحفي والمحلل السياسي اليمني فارس الحميري إن الإعلان عن تشكيل مجلس رئاسي يضم كل الأطراف المناوئة للحوثيين يعد خطوة مهمة نحو توحيد الصف ولملمة الخلافات.