بـ75 صاروخا.. ضربات روسية متزامنة في عموم المدن الأوكرانية بعد يومين من تفجير جسر القرم
هزت سلسلة من الانفجارات مدنا عديدة في أنحاء أوكرانيا بشكل متزامن صباح اليوم الاثنين، مخلفة قتلى وجرحى، وذلك بعد يومين من تفجير جسر القرم، الذي اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بتدبيره.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه “في اليوم الـ299 للحرب يحاولون (الروس) تدميرنا ومسح وجودنا عن وجه الأرض”، مؤكدا سقوط قتلى وجرحى جراء “انفجارات في كل أوكرانيا”.
وذكر زيلينسكي أن الأهداف اختيرت بعناية “لإحداث أكبر قدر من التدمير”، موضحا أن الضربات الروسية استهدفت البنية التحتية للطاقة والمدنيين، ولذلك فقد دعا الأوكرانيين إلى البقاء في الملاجئ اليوم.
وتابع الرئيس الأوكراني -في مقطع مصور- قائلا “نتعامل مع إرهابيين استخدموا عشرات الصواريخ ومسيرات شاهد الإيرانية”.
من جهته، صرح رئيس الأركان الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني بأن 75 صاروخا أطلقت باتجاه مختلف مناطق أوكرانيا، وأن قواته أسقطت 41 منها.
وفي حصيلة أولية، أعلن مستشار وزير الداخلية الأوكراني سقوط 8 قتلى وأكثر من 20 جريحا جراء قصف العاصمة كييف.
وأدت الضربات المتواصلة على العاصمة لإيقاف حركة القطارات، وأظهرت لقطات خاصة للجزيرة أعمدة الدخان تتصاعد من منطقة في وسط كييف، وأشار مراسل الجزيرة صهيب العصا إلى أن صفارات الإنذار لم تسمع قبل القصف.
وقال فيتالي كليتشكو عمدة كييف إن انفجارات عدة هزت منطقة شيفتشينكيفسكي بالعاصمة الأوكرانية، مناشدا جميع سكان العاصمة البقاء في الملاجئ.
وأضاف كليتشكو أن عمليات الإنقاذ مستمرة وأن السلطات أغلقت الشوارع المركزية في العاصمة، مشيرا إلى أن الصواريخ استهدفت بنية تحتية حساسة في المدينة حسب وصفه.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الأوكراني إن الهجمات على وسط كييف “أحرقت الناس في سياراتهم وهم في طريقهم إلى العمل”، واصفا روسيا بالدولة “الإرهابية”، ومطالبا باعتماد هذه الصفة رسميا.
وأعلن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال أن الهجمات الروسية خلفت أضرارا في 11 منشأة مهمة من منشآت البنية التحتية في كييف و8 مناطق أخرى.
وقد تعهدت وزارة الدفاع الأوكرانية بالرد على هذه الهجمات الصاروخية الروسية التي امتدت إلى مدن عديدة في أرجاء البلاد، حيث دوت الانفجارات في لفيف وخميلينيسك وريفني، وكذلك في خاركيف ودنيبرو وترنوبل وجيتومير.
ووقعت أيضا انفجارات في زاباروجيا وأدويسا وسومي وكراماتورسك وإيفانا فرانكوفسك.
وأفاد مراسل الجزيرة بانقطاع التيار الكهربائي في مدينة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا، ومقاطعة بولتافا وسط البلاد، حيث وقعت الانفجارات بالقرب من محطات الطاقة.
وأدى القصف الروسي أيضا إلى مقتل 4 أشخاص في مدينة سلافيانسك بمقاطعة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وفقا لما أفاد به مراسل الجزيرة.
وفي زاباروجيا، أُعلن عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة آخرين جراء سقوط 7 صواريخ روسية.
وفي أوديسا، أعلنت السلطات الأوكرانية أن قوات الدفاع الجوي أسقطت 3 صواريخ و5 طائرات مسيرة وصفتها بالانتحارية.
في المقابل، أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية المتاخمة لأوكرانيا، مقتل امرأة في قصف أوكراني لبلدة شيبيكينو الحدودية.
في غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية عبر صفحتها بموقع فيسبوك “سقط ضحايا ووقع دمار. سيعاقَب العدو على الألم والموت الذي تسبب فيه بأرضنا. سنأخذ بثأرنا”.
أما وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا فقال إن الضربات الصاروخية المتعددة في أنحاء أوكرانيا هي “رد بوتين على كل من يريدون التحدث معه من أجل التهدئة”.
من جهتها، نددت السفيرة الأميركية في أوكرانيا بريدجت برينك بما وصفته بتصعيد روسيا لوابل هجماتها على المدنيين الأوكرانيين.
ما بعد حادثة القرم
وكان من المتوقع أن ترد روسيا بقوة على تفجير جسر القرم، الذي وقع صباح السبت الماضي، رغم أن السلطات الأوكرانية لم تعلن رسميا مسؤوليتها عنه. وقد ألحق التفجير الكبير، الذي قالت السلطات الروسية إنه تم بواسطة شاحنة مفخخة، أضرارا بجسر كيرش، الذي يربط البر الروسي بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع رئيس لجنة التحقيق الروسية أمس الأحد إن “المنفذين والمخططين هم أجهزة الاستخبارات الأوكرانية”.
وأضاف “ليس هناك أدنى شك في أنه عمل إرهابي يهدف إلى تدمير بنية تحتية مدنية روسية ذات أهمية كبيرة”.
ومن المنتظر أن يترأس بوتين اليوم الاثنين اجتماعا لمجلس الأمن القومي الروسي، وفقا لما صرح به المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف.
وعلقت شبكة “بلومبيرغ” (Bloomberg) الأميركية بالقول إن الخطوة القادمة التي سيقدم عليها الرئيس الروسي بعد تفجير جسر كيرش ستكون “أكثر وضوحا” بعد لقائه كبار الضباط في مجلس الأمن القومي.
وأضاف الشبكة أنه على الرغم من عدم إعلان الأجهزة الأوكرانية مسؤوليتها عن الهجوم، فإن استهداف الجسر إحراج كبير لبوتين، الذي تكافح قواته في شرقي وجنوبي أوكرانيا من أجل عدم فقدان الأراضي التي استولت عليها سابقا.