بوتين يتوعد بمزيد من الضربات.. واشنطن ترسل مساعدات عسكرية لهزيمة المسيّرات وحرب أوكرانيا تستنزف مخزونات السلاح الأوروبية
أفادت وكالة رويترز بأن الولايات المتحدة تستعد لإرسال حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 275 مليون دولار إلى أوكرانيا تتيح لها قدرات جديدة لهزيمة الطائرات المسيرة وتعزيز دفاعاتها الجوية، في حين اعترف مسؤول أوروبي بافتقار الاتحاد إلى قدرات “حيوية” للدفاع عن حدوده.
وقد تعلن واشنطن عن الحزمة في وقت مبكر اليوم الجمعة، ولم يتسن تحديد المعدات المضادة للطائرات المسيرة ومعدات الدفاع الجوي المدرجة بالتفصيل.
ومن المتوقع أيضا أن تضم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في الحزمة قذائف لمنظومة هيمارس الصاروخية التي تصنعها شركة “لوكهيد مارتن” (Lockheed Martin) وذخيرة من عيار 155 مليمترا وعربات عسكرية طراز هامفي ومولدات كهربائية، بحسب المصادر المطلعة والوثيقة التي اطلعت عليها رويترز.
ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب للتعليق على حزمة المساعدات، كما أحجم متحدث باسم مجلس الأمن القومي عن التعقيب.
ويمكن أن تتغير محتويات وحجم حزم المساعدات حتى يوقعها الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال مسؤول كبير في البنتاغون في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إن من أهداف تكثيف الضربات الصاروخية الروسية في أوكرانيا استنفاد إمدادات كييف من الدفاعات الجوية والهيمنة على الأجواء فوق البلاد.
وللتصدي لهذه الهجمات أرسلت الولايات المتحدة أنظمة هيمارس المتطورة المضادة للطائرات إلى أوكرانيا التي تشغلها منذ بضعة أسابيع.
وأعلنت واشنطن أيضا في وقت سابق أنها سترسل صواريخ اعتراضية من طراز هوك، كما أرسل حلفاء الولايات المتحدة أنظمة دفاع جوي.
ومنذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي أرسلت الولايات المتحدة مساعدات أمنية إلى كييف تقدر قيمتها بـ19.1 مليار دولار.
وصوت المشرعون الأميركيون أمس الخميس على منح أوكرانيا مساعدات أمنية إضافية العام المقبل بقيمة 800 مليون دولار على الأقل.
افتقار الأوروبيين لقدرات دفاعية “حيوية”
وفي السياق ذاته، أكد مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الحرب الروسية على أوكرانيا استنزفت مخزونات الأسلحة لدى التكتل، وأظهرت أنه يفتقر إلى قدرات “حيوية” للدفاع عن حدوده.
وقال بوريل خلال مؤتمر دفاعي في بروكسل “هذه الحرب ضد أوكرانيا مثلت إنذارا كبيرا للكثيرين منا”، مضيفا “ندرك أن مخزوناتنا العسكرية تستنفد بسرعة بسبب سنوات من نقص الاستثمار”.
وتابع بوريل “ندرك أننا نفتقر إلى قدرات دفاعية حيوية، نفتقر إلى القدرات التي نحتاجها للدفاع عن أنفسنا من مستويات تهديد أعلى”.
وأضاف مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي “نواجه تهديدات، تهديدات حقيقية، بالقرب منا ومن المحتمل أن تتفاقم”.
وقدم الحلفاء الأوروبيون أسلحة بقيمة مليارات الدولارات لمساعدة كييف في الدفاع عن نفسها ضد قوات الكرملين منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا التي أعادت تركيز الانتباه على قوة دفاعات الاتحاد الأوروبي وما تعانيه من نقص الإنفاق بعد انتهاء الحرب الباردة.
وما زالت دول الاتحاد الأوروبي تعتمد بشدة على الولايات المتحدة لتوفير الأمن في القارة تحت مظلة حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO).
وأرسلت واشنطن عشرات الآلاف من القوات الإضافية إلى أوروبا لطمأنة حلفائها منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط الماضي، كما عزز حلف شمال الأطلسي انتشاره على طول جناحه الشرقي.
بوتين يتوعد
وكان الرئيس الروسي بوتين أكد خلال مراسم منح ميداليات في الكرملين أمس الخميس أن بلاده ستواصل ضرباتها على البنى التحتية الأوكرانية للطاقة التي أصابتها صواريخ سابقا، وقال “نعم، نحن نفعل ذلك، لكن من بدأ ذلك؟”.
واعتبر بوتين أن عمليات القصف هذه هي رد على الانفجار الذي ألحق أضرارا بجسر القرم في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وهجمات أخرى نسبتها موسكو إلى كييف التي اتهمها الرئيس الروسي كييف بنسف خطوط كهرباء محطة الطاقة النووية في كورسك، وهي منطقة روسية على حدود أوكرانيا.
واتهم بوتين أوكرانيا أيضا بقطع المياه عن منطقة دونيتسك الانفصالية شرقي أوكرانيا، معتبرا أن ذلك “من أعمال الإبادة”، وأضاف “من جانبنا، بمجرد أن نفعل شيئا كرد ينتشر الضجيج والصخب في جميع أنحاء الكون، لن يعيقنا ذلك عن القيام بمهامنا القتالية”.