كومبو يجمع بوتين (يمين) وموسوليني (غيتي إيميجز)

كومبو يجمع بوتين (يمين) وموسوليني (غيتي إيميجز)

يقول الكاتب جورج ويل في مقاله بصحيفة واشنطن بوست (The Washington Post) إن ازدهار الفاشية في القرن الـ21 يشير إلى أنها أنجح عقيدة قتالية من القرن العشرين، ولذلك من الجيد فهم مؤسسها بينيتو موسوليني الذي دبر قبل 100 عام مسيرة روما التي أوصلته إلى السلطة في الـ39 من عمره ليكون أصغر حاكم في العالم وقتها.

ووصف الكاتب موسوليني بأنه مدمر الديمقراطية البرلمانية في إيطاليا، وأن لديه سليلا يحتل الكرملين اليوم هو فلاديمير بوتين.

 

وألمح إلى الفظائع التي ارتكبها أتباع الدوتشي الإيطالي، وأنه رغم إدانته مذبحة ارتكبها أتباعه أعلن “عفوا عاما عن جرائم الدم ذات الدوافع السياسية التي ارتكبت لغايات وطنية”.

واعتبر الكاتب موسوليني تجسيدا للفاشية وما تحمله من طاقة خالصة بحثا عن مناسبات للعدوان، وبصفته فاشيا لم يكن لديه أسلاف، ومع ذلك كان مقدمة لعنف بوتين عاري الصدر الذي يمارس رياضة الجودو وركوب الخيل.

ولفت إلى مقال نشرته مجلة “إيكونوميست” (The Economist) الأسبوع الماضي يؤكد أن “البوتينية هي الفاشية”، أي أنها مزيج متأجج من المظالم والضغائن (حول تضاؤل ما بعد الاتحاد السوفياتي) المعبر عنه في خطاب الضحية، حيث يعتمد نظام بوتين على العنف الذي تمارسه الدولة والألوية الهجومية التي تتسامح معها الدولة مثل مليشيات موسوليني.

وكما هو الحال في إيطاليا في عهد موسوليني يوجد في روسيا بوتين ما تسميها المجلة “ثقافة القسوة”، حيث “لم يعد العنف المنزلي جريمة” و”ما يقارب 30% من الروس يقولون إنه يجب السماح بالتعذيب”.

وكما تشير الإيكونوميست حذر ألكسندر ياكوفيلف -وهو مصلح ديمقراطي عمل تحت قيادة ميخائيل غورباتشوف في أواخر التسعينيات- من أن “خطر الفاشية في روسيا حقيقي، لأننا اعتدنا منذ عام 1917 على العيش في عالم إجرامي مع دولة إجرامية مسؤولة، واللصوصية -التي تقدسها الأيديولوجيا- هي الصياغة التي تناسب كلا من الشيوعيين والفاشيين”.

لذا فإن الإبادة الجماعية -التي يُفهم أنها تشمل محو الهوية الثقافية لشعب بأكمله- تتدفق بلا هوادة من الفاشية.

وكما يلاحظ أندرو ستوفافورد -الذي يكتب لمجلة ناشونال ريفيو (National Review)- أن الروس لا يدمرون فقط الدلالات الثقافية لأوكرانيا (الكنائس والآثار وما إلى ذلك)، بل ينقلون قسرا إلى روسيا أكثر من “مليون أوكراني، بينهم مئات الآلاف من الأطفال، بمن في ذلك أيتام بعضهم صغار، وهو ما يكفي لنسيان هويتهم ولغتهم”.

وتقول الإيكونوميست “إن محرك الفاشية ليس فيه ترس الرجوع للخلف، وستسعى إلى التوسع جغرافيا وفي الحياة الخاصة للناس”، وكما قال موسوليني الفاشي الأول “كل شيء داخل الدولة، لا شيء خارجها، لا شيء ضدها”.

وأشار الكاتب إلى أن نظام بوتين يشجع الشعب على إظهار دعمه حرب أوكرانيا من خلال عرض علامة “زد” (Z) التي تسميها المجلة “نصف الصليب المعقوف”.

وختم مقاله بأن الفاشية قد تزدهر في هذا القرن أكثر مما كانت عليه في القرن السابق.

المصدر : واشنطن بوست

About Post Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *