قالت صحيفة واشنطن بوست (Washington Post) إن المخابرات الأميركية توصلت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه انتقادات حادة وسخطاً من دوائره المقربة، بشأن طريقة إدارته للحرب في أوكرانيا.
وأضافت أنّ المخابرات الأميركية حصلت على معلومات تؤكد أن أحد أعضاء الدائرة المقربة من بوتين عبّر عن خلافه مباشرة مع الرئيس الروسي في طريقة تعامله مع الحرب.
وبحسب الصحيفة، فإنّ هذا الانتقاد المباشر مؤشر على وجود اضطراب داخل القيادة الروسية بشأن إدارة الحرب التي لم تذهب في الاتجاه الذي كان يرغب فيه القادة الروس.
ونقلت واشنطن بوست عن مصادر مطلعة قولها إن المعلومات التي حصلت عليها المخابرات اعتبرت “مهمة بما يكفي” لتضمينها في الإحاطة الإخبارية اليومية للرئيس الأميركي جو بايدن، ومشاركتها مع مسؤولين أميركيين آخرين.
وأوضحت أن المعلومات الاستخبارية الجديدة تشير إلى وجود انقسامات داخل الدائرة المحيطة ببوتين، وأن كثيرا من المسؤولين كانوا يكرهون نقل الأخبار السيئة إليه، ووصفت الصحيفة الرئيس الروسي بأنه الآن أكثر عزلة من أي فترة خلال حكمه المستمر منذ 22 عاما.
وبحسب الصحيفة، فإن عدد الذين يعتبرهم بوتين من المقربين الموثوق بهم قليل جدا، وتتألف هذه الدائرة الضيقة أساسا من زملائه أيام عمله في المخابرات السوفياتية (KGB)، أو أولئك الذين التقى بهم عندما كان نائبا لرئيس بلدية سان بطرسبورغ في تسعينيات القرن الماضي.
ومع انسحاب القوات الروسية تحت وقع النجاحات الأوكرانية الأخيرة على الأرض، واضطرار بوتين للإعلان عن تعبئة جزئية لضم نحو 300 ألف مجند للقتال في أوكرانيا، نقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباريين قولهم إن الولاء المطلق الذي كان يتمتع به الرئيس الروسي “قد يتراجع”.
وأقر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف -في حديث لواشنطن بوست- بوجود خلافات ومناقشات بين القادة الروس، لكنه أكد أن هذا كله يدخل في إطار الخلافات الطبيعية خلال سير العمل المعتاد.
وبشأن وجود خلافات داخل الدائرة المقربة من بوتين، أجاب بيسكوف أن هناك نقاشات وحججا مختلفة بخصوص مواضيع عدة، من بينها الاقتصاد وسير العملية العسكرية والنظام التعليمي، مشددا على أن هذا ليس مؤشرا أبدا على وجود انقسامات بقدر ما يعني أن هناك آراء مختلفة عادية بشأن القضايا الكبرى التي تهم البلد.
ونفى بيسكوف صحة المعلومات الاستخبارية التي تحدثت عن تحدي مسؤول روسي لبوتين بشكل مباشر.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولا أمنيا أوروبيا كبيرا تحدث عن وجود انتقادات كبيرة لبوتين حتى داخل الكرملين نفسه، وقال إن المخالفين له يعتقدون أنه “عنيد ومهووس بأوكرانيا”.
وقالت إن اثنين من مديري الأعمال الروس ممن يحتفظون باتصالات مع مسؤولين سياسيين، أكدوا وجود تلك المواقف المختلفة مع بوتين، ووضحوا أن الأسابيع المقبلة قد تكون حاسمة في تحديد مستقبل الرئيس الروسي وطبيعة القرارات التي سيتخذها بشأن حرب أوكرانيا.