تفجير جسر القرم.. مستشار زيلينسكي يصفه “بالبداية” وموسكو تعتبره “إعلان حرب”
قالت السلطات الروسية إن تفجيرا وقع في شاحنة مفخخة على جسر كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية، وأدى الانفجار إلى دمار وانهيار جزئي في مساري عبور السيارات، ما تسبب في توقف حركة النقل.
من جهتها، قالت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل البحري والنهري إن الملاحة في مضيق كيرتش لم تتوقف، بينما نقلت تاس عن سلطات القرم قيامها بإنشاء ممر نقل بري من شبه الجزيرة إلى مناطق أخرى من روسيا عبر مناطق جديدة.
وفي الوقت الذي اتهم فيه رئيس مجلس ولاية القرم أوكرانيا بالمسؤولية عن الحادث على الجسر، أعلنت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب أن حادث جسر القرم ناجم عن تفجير شاحنة قرب قطار يسير على الجسر، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من صهاريج الوقود بالقطار.
وقالت لجنة مكافحة الإرهاب في بيان إن التفجير وقع في ساعة مبكرة من صباح اليوم بشاحنة في الجزء الخاص بمرور السيارات من جسر القرم. وأضاف البيان أنه نتيجة التفجير حدث انهيار جزئي في قسمين من طريق السيارات بالجسر دون أن يتضرر قوس الملاحة البحرية في هذا الموقع من الجسر.
ونقلت وكالة رويترز عن ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني أن تفجير جسر القرم هو “البداية ويجب تدمير كل شيء غير شرعي”، وفق تعبيره ودون تعلن كييف حتى اللحظة مسؤوليتها رسميا عن التفجير.
WATCH: The Crimean Bridge, which connects Russia and Crimea, is on fire and has partially collapsed pic.twitter.com/EGaGF0Eb25
— BNO News (@BNONews) October 8, 2022
وأضاف بودولياك في تغريدة على تويتر “إن كل شيء سرقته روسيا من أوكرانيا يجب استعادته.. ويجب طرد روسيا من كل المناطق التي احتلتها”.
بدوره، اعتبر أوليغ موروزوف نائب رئيس مجلس الدوما الروسي أن ما وصفه “بالهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحد بل إعلان حرب”.
وقال موروزف في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية “إن حربا خفية تشن على روسيا وإن الهجوم الإرهابي المعلن منذ فترة طويلة على جسر القرم لم يعد مجرد تحد بل هو إعلان حرب بلا قواعد”.
ويُعدّ جسر كيرتش -الذي افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مايو/أيار 2018 والممتد على طول 19 كيلومترا- مشروعا ضخما ومكلفا استغرق بناؤه عامين لربط روسيا بشبه جزيرة القرم، ويرمي إلى الحد من عزلة شبه الجزيرة بعد 4 سنوات على ضمها من قبل موسكو.
هجوم مضاد
وفي وقت سبق حادث تفجير الجسر، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها سيطرت أمس الجمعة على 3 قرى في شرق أوكرانيا هي الأولى بعد خسارة مساحات كبيرة من الأراضي على عدد من الجبهات في الأسابيع الأخيرة.
كما قال الانفصاليون الموالون لموسكو إن أوتراديفكا وفيسيلا دولينا وزايتسيفي أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية. وتقع هذه القرى جنوب مدينة باخموت الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في مقاطعة دونيتسك.
وفي خيرسون إلى الجنوب، قالت قيادة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية بدأت هجوما مضادا لاستعادة أراض خسرتها في المنطقة.
ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية أن القوات الأوكرانية دمرت خلال معارك الساعات الماضية دبابات للقوات الروسية، وسيطرت على أخرى تركها الروس قبل انسحابهم من بلدات في خيرسون. وأضافت المصادر أن القوات الأوكرانية تعمل الآن على نزع الألغام في تلك المناطق.
كما أعلن الجيش الأوكراني إسقاط 4 طائرات وتدمير منظومات للدفاع الجوي. وقال المتحدث باسم هيئة الأركان أولكسندر شتوبون إن قوات بلاده نفذت 11 غارة جوية، ودمرت تجمعات للقوات الروسية في كاخوفكا بمقاطعة خيرسون.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدّت كل محاولات القوات الأوكرانية لشن هجوم على 3 محاور في مناطق كوبيانسك وكراسني ليمان ونيكولايفو وكريفي ريه بمقاطعتي خيرسون وميكولايف. وأكد الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف تكبيد القوات الأوكرانية خسائر كبيرة الخميس.
من جانبه، أعلن أوليكسي غروموف نائب رئيس إدارة العمليات الرئيسية لهيئة أركان القوات الأوكرانية -في إحاطة صحفية- أن قواته سيطرت على 29 بلدة وقرية في خيرسون منذ بداية الشهر الجاري.
انتقادات لشويغو
وفي هذا السياق، انتقد كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة المدنية والعسكرية الموالية لروسيا في خيرسون، وزيرَ الدفاع الروسي سيرغي شويغو على خلفية التطورات الميدانية بأوكرانيا. واتهمه، ضمنيا، بالمسؤولية عن الخسائر التي تكبدتها القوات الروسية أخيرا في جبهات شرق أوكرانيا وجنوبها.
وفي مدينة ليمان الإستراتيجية التي استعادت كييف السيطرة عليها قبل أيام، قال مراسل الجزيرة إن القوات الأوكرانية تواصل إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة بعد تحويلها إلى مركز لانطلاق عملياتها باتجاه مقاطعة لوغانسك.
وأظهرت صور التقطها فريق الجزيرة بعد دخوله ليمان آثارَ الدمار الذي لحق بالمدينة، إضافة إلى عشرات الآليات العسكرية الروسية المدمرة وبقايا طائرات مقاتلة أسقطها الجيش الأوكراني في عملية استعادته السيطرة على المدينة. كما أظهرت الصور خلو ليمان بشكل شبه كامل من السكان باستثناء بعض المدنيين الذين لم يتمكنوا من مغادرتها.
وقال حاكم محلي أوكراني إن السلطات اكتشفت قبرا جماعيا بعد تحرير مدينة ليمان من قبضة القوات الروسية. ولم يفصح هذا المسؤول عن عدد القتلى، غير أن وكالة أنباءٍ أوكرانية أشارت إلى العثور على 180 جثة في الموقع.
في غضون ذلك، أكد رئيس الشيشان رمضان قديروف أن 70 ألف مقاتل آخر من بلاده مستعدون للالتحاق بالحرب في أوكرانيا.
وكان قديروف قد أعلن في وقت سابق إرسال وحدة أخرى من المقاتلين للمشاركة بالعملية العسكرية الروسية، كما يستعد لإرسال وحدة قتالية أخرى في المستقبل القريب، حسب قناة “روسيا اليوم”.
ركلات وليست ضربات
ومع تصاعد حرب التصريحات المتبادلة بين موسكو والغرب إزاء خطر التهديد النووي، تراجعت الرئاسة الأوكرانية عن تصريحات للرئيس زيلينسكي دعا فيها لتوجيه “ضربات وقائية” ضد روسيا.
وأكدت الرئاسة الأوكرانية بسرعة أن زيلينسكي كان يتحدث عن “عقوبات” وقائية وليس ضربات، لكن المسؤولين الروس انتقدوا تصريحاته.
كما قال زيلينسكي في مقابلة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) “يجب أن تُستخدم الركلات الوقائية” في إشارة على ما يبدو إلى العقوبات “وليس الهجمات”.
وأشار زيلينسكي في المقابلة إلى استخدام روسي محتمل للأسلحة النووية، قائلا “إنهم ليسوا مستعدين للقيام بذلك، لاستخدامه، لكنهم بدؤوا في التواصل.. إنهم لا يعرفون إذا كانوا سيستخدمونه أم لا. أعتقد أنه من الخطر حتى التحدث عن ذلك”.
بدوره، دان الكرملين “الدعوة إلى بدء حرب عالمية جديدة” في حين عدّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصريحات من هذا النوع تبرر “العملية الخاصة” في أوكرانيا.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذر الجمعة من خطر حرب “نهاية العالم” للمرة الأولى منذ الحرب الباردة، بعد تهديد نظيره الروسي باللجوء إلى الخيار النووي.