قالت صحيفة لوتان (Le Temps) السويسرية إن وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند عين للتو مدعيا عاما محترفا، تعقب السياسيين الفاسدين وأعضاء العصابات ومجرمي الحرب، ليشرف على التحقيقين الفدراليين اللذين يستهدفان الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم فاليري دي غرافنريد من نيويورك- أن المدعي العام المستقل جاك سميث، ذلك الرجل الذي يجعل ترامب ترتعد فرائصه، قد واجه العديد من القضايا الجنائية المعقدة الشهيرة، وتعقب أعتى مجرمي الحرب في المحكمة الجنائية الدولية، وليس من النوع الذي يمكن ابتزازه.
ووصف المحامي أندرو وايسمان -الذي عمل في تحقيق المدعي الخاص روبرت مولر بشأن ترامب وروسيا- جاك سميث بأنه “عنيد جدا ولا يعرف الخوف وغير سياسي وأخلاقي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن على ترامب المستهدف بتحقيقين فدراليين، أحدهما لجهوده لعكس نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، مع الهجوم على مبنى الكابيتول، والآخر للاحتفاظ بوثائق البيت الأبيض التي يحتوي بعضها على معلومات حساسة في مقر إقامته الخاص بدل أن يخزنها في الأرشيف الوطني، أن يتعامل مع الرجل الذي بنى سمعته كمدع عام غير متحيز وحازم، يقود فريقه بقوة وتركيز لتعقب الحقائق أينما كانت.
وفي مناخ شديد الاستقطاب، ستكون مهمة جاك سميث دقيقة بقدر ما هي معقدة، لأن عليه أن يحدد الدور الدقيق لدونالد ترامب في الهجوم، من خلال ما فعله بتشجيع أنصاره على الطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية، وما لم يفعله عندما بقي أكثر من 187 دقيقة دون رد فعل أمام صور المتمردين وهم يدخلون مبنى الكابيتول.
وسرعان ما تعرض المدعي العام المستقل -الذي برر ميريك غارلاند تعيينه بأن ترامب الآن مرشح رئاسي رسميا وهو لا يخفي أمله في حماية نفسه من لائحة الاتهام بالترشح- لغضب ترامب الذي ندد بعد إعلان تعيينه مباشرة “بتسييس شديد للعدالة”، وأكد أنه لن يتعاون مع المحققين.
لم يكن جاك سميث الذي رأى فيه وزير العدل الخيار الصحيح -كما تقول الصحيفة- يتوقع استقبالا جيدا من ترامب، ووعد بالعمل بشكل مستقل ودفع التحقيقات “بطريقة سريعة وشاملة”، وإن طعن الجمهوري أندرو كلايد في حياده بأن زوجته كاتي تشيفيني “تبرعت لحملة جو بايدن وأنتجت فيلما وثائقيا عن ميشيل أوباما”، في إشارة إلى زوجة الرئيس الأميركي الديمقراطي الأسبق باراك أوباما.