تواصلت المعارك خلال الساعات الأخيرة في جبهة باخموت (شرقي أوكرانيا)، كما تعرضت مناطق في مقاطعة خاركيف (شمال شرقي البلاد) لهجوم روسي بالصواريخ والمسيرات، وهاجمت موسكو دعم واشنطن الضربات الأوكرانية ضد المنشآت العسكرية في شبه جزيرة القرم، وأعلنت تعيين قادة جدد للمناطق العسكرية.
وذكرت قيادة الأركان الأوكرانية أن أعنف المعارك تدور حاليا عند مدينة باخموت (شمالي مقاطعة دونيتسك)، وأن 15 قرية في محيط المدينة تعرضت لقصف روسي شديد.
وفي الأثناء، تعرضت مدينة خاركيف (ثاني أكبر مدن أوكرانيا بعد العاصمة كييف) لسلسلة ضربات صاروخية روسية، كما يتواصل دوي صفارات الإنذار في المدينة.
وأعلن عمدة المدينة استهداف اثنين من أحياء خاركيف بـ5 صواريخ من طراز “إس-300” (S-300)، مؤكدا وقوع قتلى وجرحى جراء القصف.
من جهتها، أكدت الإدارة العسكرية في مقاطعة خاركيف استعداد قواتها لصدّ أي محاولات للقوات الروسية للهجوم على المقاطعة.
وقالت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية أطلقت خلال اليوم الماضي 41 صاروخا على أوكرانيا؛ 5 منها من طراز “إس-300″، وسقطت على خاركيف، مشيرة إلى أن الدفاعات الجوية الأوكرانية أسقطت 16 منها.
وأضافت هيئة الأركان أن الهجمات الروسية أدت إلى قتلى وجرحى من السكان المدنيين، كما تحدثت عن صد قواتها هجمات روسية في مناطق متفرقة من لوغانسك ودونيتسك وخيرسون.
وفي سياق آخر، زعمت الهيئة أن فريقا من المدربين الإيرانيين وصل مؤخرا إلى لوغانسك لتدريب الجيش الروسي على استخدام منظومات جوية هجومية من دون طيار.
وتركزت المعارك في الساعات الأخيرة في جبهة باخموت، في حين تعرضت مناطق في مقاطعة خاركيف لهجوم روسي بالصواريخ والمسيرات.
وفي التطورات الميدانية أيضا، قال حاكم مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم ميخائيل رازفوجايف إن الدفاعات الجوية أسقطت مسيرة أوكرانية في محطة بالاكلافا للطاقة من دون وقوع أضرار، مشيرا إلى أن العمل يسير بشكل طبيعي.
سياسيا، هاجمت موسكو ما وصفته بالدعم الأميركي للهجمات الأوكرانية على شبه جزيرة القرم.
وقال المتحدث باسم السفارة الروسية في واشنطن إيغور جيرينكو إن تصريحات وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند بشأن دعم بلادها الضربات الأوكرانية ضد المنشآت العسكرية بالقرم؛ يعد اعترافا واضحا بتورط واشنطن في الصراع.
وأضاف جيرينكو أن هذه التصريحات تؤكد صحة موقف روسيا الذي يؤكد تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع. وقال إن المسؤولة الأميركية تعترف في هذا التصريح بأن بلادها تحث نظام كييف على مهاجمة روسيا.
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية بعد ظهر اليوم الجمعة تعيين 4 قادة جدد للمناطق العسكرية في البلاد، من دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل.
ونقلت وكالة رويترز عن وكالة تاس الروسية للأنباء أن الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الروسية نشر تحديثا بأسماء المسؤولين عن مختلف المناطق العسكرية.
وحسب الوكالة، فإن آندريه موردفيتشيف أصبح الآن رئيسا للمنطقة العسكرية المركزية، وذلك تأكيدا لتقرير نشره في وقت سابق موقع “آر بي سي” (RBC) الإخباري.
وأضافت الوكالة أن يفغيني نيكيفوروف هو الآن رئيس المنطقة العسكرية الغربية، وروستام مورادوف هو رئيس المنطقة الشرقية، وسيرغي كوزوفليف هو رئيس المنطقة العسكرية الجنوبية.
وقالت البعثة الأميركية لحلف شمال الأطلسي (ناتو) إنها ستواصل مع الشركاء والحلفاء في الناتو دعم أوكرانيا للدفاع عن النفس. وأضافت البعثة أن تواصل هجمات روسيا على أوكرانيا دليل على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا مصلحة لديه في الدبلوماسية، على حد وصفها.
وفي التطورات السياسية، استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التخلي عن أي أراض من بلاده في أي اتفاق سلام محتمل مع روسيا.
وقال -في مقابلة أجرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) “اخترنا هذا المسار، نريد ضمانات أمنية، أي تنازلات تتعلق بالأرض ستجعلنا أضعف كدولة”، مستبعدا إجراء أي حوار مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
بدوره، قال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني إن المفاوضات يمكن أن تبدأ عندما تسحب روسيا قواتها من الأراضي الأوكرانية، معتبرا عبر تغريدة في موقع تويتر أن أي خيارات غير الانسحاب تمنح روسيا الوقت لإعادة تجميع قواتها واستئناف الأعمال العدائية.